تنتشر على صفحات السوشيال ميديا والإنترنت اختبارات للشخصية، كما تستخدم هذه الاختبارات لتوجيه الخيارات التعليمية والمهنية من قبل شركات وهيئات، لكن لا توجد أبحاث علمية تدعم هذه الاختبارات، على الرغم من أنها تكون صناعة ضخمة.
وإلى جانب افتقار هذه الاختبارات إلى الدعم العلمي، توجد إشكالية أساسية فيها، بحسب ورقة بحثية لشانون زافالا أستاذ مساعد علم النفس في جامعة كنتاكي، فهي تفترض أن السمات الشخصية ثابتة، أي أن الشخص يظل عالقاً في الشخصية التي يولد بها.
بينما وجدت دراسات علم الشخصية الحديثة أن السمات يمكن أن تتغير بمرور الوقت.
وفي ورقتها البحثية التي نشرها موقع “ذا كونفيرسيشن”، تقول زافالا: “الشخصية هي طريقة تفكير الشخص وشعوره وسلوكه المميز. ورغم أن تغيير الشخصية قد يبدو صعباً، فإن الناس يغيرون طريقة تفكيرهم وشعورهم وسلوكهم طوال الوقت”.
وتضيف “لنفترض أنك لست جديراً بالثقة إلى حد كبير. إذا بدأت تفكر في أن (الوصول في الوقت المحدد يُظهِر احترامي للآخرين)، وبدأت تشعر بالفخر عندما تصل لتناول الغداء قبل أصدقائك، وانخرطت في سلوكيات جديدة تزيد من التزامك بالمواعيد، فأنت تجسد خصائص الشخص الموثوق به”.
وإذا حافظت على هذه التغييرات في تفكيرك وعواطفك وسلوكياتك بمرور الوقت، فستكون جديراً بالثقة، أي أن الشخصية تغيرت.
وتؤكد البيانات هذه الفكرة.
وبشكل عام، تتغير الشخصية على مدار عمر الشخص. ومع تقدم الناس في السن، يميلون إلى تجربة عدد أقل من المشاعر السلبية والمزيد من المشاعر الإيجابية، ويصبحون أكثر ضميراً، ويضعون تركيزاً أكبر على العلاقات الإيجابية ويكونون أقل حكماً على الآخرين.
البعض يتغيرون
لكن الباحثة زافالا تشير إلى أن بعض الناس يتغيرون كثيراً، وبعض الناس يظلون ثابتين إلى حد كبير.
وعلاوة على ذلك، وجدت الدراسات، التي تختبر ما إذا كانت تدخلات الشخصية تغير السمات بمرور الوقت، أن الناس يمكنهم تسريع عملية تغيير الشخصية، من خلال إجراء تعديلات مقصودة على تفكيرهم وسلوكهم.
ويمكن أن تؤدي هذه التعديلات إلى تغيير ذي مغزى في أقل من 20 أسبوعاً، بدلاً من 20 عاماً.
والخبر السار هو أن هذه التقنيات السلوكية المعرفية بسيطة نسبياً، ولا تحتاج إلى زيارة معالج نفسي.
استراتيجية التغيير
ويتضمن المكون الأول تغيير أنماط التفكير، ولعمل ذلك تحتاج إلى أن تصبح على دراية بأفكارك، لتحديد ما إذا كانت تجعلك عالقاً في التصرف، بما يتماشى مع سمة معينة.
مثلاً، إذا وجدت نفسك تفكر في أن “الناس لا يهتمون إلا بأنفسهم”، فمن المرجح أن تتصرف بطريقة دفاعية في التعامل مع الآخرين.
ويتضمن المكون السلوكي أن تصبح على دراية بميولك الحالية في التصرف، واختبار استجابات جديدة.
إذا كنت دفاعياً في التعامل مع الآخرين، فمن المحتمل أن يستجيبوا لك بشكل سلبي. عندما ينسحبون أو يهاجمونك، على سبيل المثال، فإن هذا يؤكد اعتقاد الشخص بأنه لا يستطيع أن يثق في الآخرين.
وعلى النقيض من ذلك، إذا حاولت التصرف بشكل أكثر انفتاحاً، فستتاح لك الفرصة لمعرفة ما إذا كان ذلك سيغير الطريقة التي يتصرف بها الآخرون تجاهك.
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرام: النعيم نيوز
لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التالي: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية
كما يمكنك أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرام: النعيم نيوز