أقيمت صلاة الجمعة المركزية في البصرة بإمامة فضيلة الشيخ سمير الشحماني دامت توفيقاته.
الخطبة الاولى
ان اكبر واصعب امتحان كتبه الله تعالى على الانسان في هذه الحياة هو ابتلاء الانسان بنفسه ، وعلى اساس نجاح الانسان وتفوقه في هذه الامتحان يكون موقعه عند الله ، ومستقبله الدنيوي والاخروي .. من هنا كانت المعركة مع النفس اشق واخطر معركة يخوضها الانسان في حياته
يقول امير المومنين (ع) : « وانما هي نفسي اروضها بالتقوى لتأتي آمنه يوم الخوف الاكبر »
وبما أنّ مقتضاهما قويّ جدّاً فإن تهذيبهما وردّهما إلى الاعتدال شاقٌّ جدّاً ويستلزم جهاداً مريراً مع النفس، وهو العفّة، ولكن أفضل الأعمال أحمزها وأشقّها، فمن قام بهذه المهمّة ووصل إلى فضيلة العفّة يكون في درجة عالية عند الله من حيث المقام والقرب، ومن حيث الثواب والأجر، فلذلك ورد في الروايات أنّه ما عُبد الله تعالى بأفضل من عفّة بطن وفرج.
قال (ص): “ثلاث أخافُهنّ على أمّتي من بعدي: الضلالة بعد المعرفة، ومضلّات الفتن، وشهوة البطن والفرج”.
وقال (ص): “أكثر ما يلج به أمّتي النار الأجوفان: البطن والفرج”.
يتبيّن من هذه الروايات الشريفة أمران:
1- أنّ التعفُّف والارتداع عن الشهوات المذمومة من موجبات الأجر والدرجات الرفيعة عند الله تعالى.
2- كم هو صعب وشاق هذا الأمر حتى يوضع في مصافّ الشهادة! ولماذا ليس الشهيد أعظم أجراً من الذي قدر فعفّ؟
ايها الاحبة …
يواجه مجتمعنا اليوم موجة من التحلل والانقياد وراء المخططات الاستعمارية على المستوى الفكري والاجتماعي، فأصبح الفرد المسلم يواجه مجموعة من التيارات المعادية للإسلام تتبنى شعار الإفساد والتعري سواء على المستوى الإعلامي بجميع أقسامه من القنوات التلفازية والإذاعية أو ما تنشره مؤسساتها ومنظماتها اللادينية من أفكار محاولة بذلك ترسيخها في ذهن الشباب المسلم كالحرية المطلقة القائمة على أساس الإباحية، والمسوغة لكلا الجنسين في إقامة العلاقات الغير مشروعة، وتهيئة السبل الكفيلة بإشاعة الفساد
وهاهي صاحبة المناسبة السيدة زينب (ع) سيدة العفاف والحياء
قد برهنت للأجيال ماهو الحياء والعفة فعندما وقفت امام يزيد، وقفت بكل إجلال وقالت: أَمِنَ الْعَدْلِ يَا ابْنَ الطُّلَقَاءِ تَخْدِيرُكَ حَرَائِرَكَ وَسَوْقُكَ بَنَاتِ رَسُولِ اللَّهِ سَبَايَا؟؟ قَدْ هَتَكْتَ سُتُورَهُنَّ وَأَبْدَيْتَ وُجُوهَهُنَّ يَحْدُو بِهِنَّ الْأَعْدَاءُ مِنْ بَلَدٍ إِلَى بَلَدٍ وَيَسْتَشْرِفُهُنَّ أَهْلُ الْمَنَازل وَالْمَنَاهِلِ وَيَتَصَفَّحُ وُجُوهَهُنَّ الْقَرِيبُ وَالْبَعِيدُ وَالْغَائِبُ وَالشَّهِيدُ وَالشَّرِيفُ وَالْوَضِيعُ وَالدَّنِيُّ وَالرَّفِيعُ، لَيْسَ مَعَهُنَّ مِنْ رِجَالِهِنَّ وَلِيٌّ وَلَا مِنْ حُمَاتِهِنَّ حَمِيمٌ،
كشفت ما كان يكنه يزيد، كشفت زيف الخلافة الأموية، والسلطة الأموية آنذاك.
العقيلة زينب بهذا الكلام تعلم المرأة المسلمة، والفتاة المسلمة مدى أهمية الحجاب،العقيلة زينب تبرهن للأمة، وللمرأة والفتاة المسلمة أن عليها أن تتحفظ على حجابها، أن الحجاب ليس شكلا، الحجاب ليس مجرد عباءة، الحجاب وقار، عفاف، حياء، لا يكفي أن تلبس العباءة وهي لا تتوقف عن أن تتحدث مع الرجال بحديث مفصل يملأه الضحك والقهقهة، والاقتراب من دون مبالاة، لا يكفي الحجاب وهي تذهب إلى كل مكان، وحدها بدون أن يكون هناك رقيب أو حفيظ عليها، هذا ليس حجابا حقيقيا، الحجاب الحقيقي هو العفة، الحجاب ليس شكلا وصورة، زينب العقيلة تؤكد على أن الحجاب هو الالتزام باللباس الفضفاض الذي يستر البدن كله، وأن الحجاب معنى عملي وهو عبارة عن الحياء والعفة والوقار
نصرة أولياء الله
قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ﴾1.
النصرة مختبر الولاء
معنى النصرة
بالعود إلى اللغة والفهم العرفيّ لكلمة النصرة ومشتقّاتها، نجد لها معنى لا يكاد يختلف عليه اثنان، فمعنى النصرة هو الإعانة على الشيء ويقابله الخذلان. وقد تكون النصرة والإعانة باللسان وقد تكون بالمال، وقد تكون باليد والنّفس بحسب طبيعة القضايا ودرجة حساسيّتها وخطورتها.
موارد النصرة:
للنصرة موارد عديدة تتّسع لتشمل شتّى وجوه الحياة وأنحائها، فقد تشمل أموراً ذات لون ثقافيّ، وأخرى عقائديّ وفكريّ وثالثة اجتماعيّ واقتصاديّ، وأخرى سياسيّ، وأحياناً إنسانيّ وغير ذلك.
ومن الموارد لا على نحو الحصر:
1- نصرة الدّين:
والتي تعني حمل قضيّة الدّين بكافّة أبعاده بتقوية الانتماء إليه وحمل فكره ومفاهيمه وقيمه والأخلاق التي يدعو إليها والإعانة على نشرها ونشر الدّين بكلّ أبعاده والدفاع عن الدّين بما يتاح من مال ونفس وأولاد، لأنّ الدّين له الأولويّة على كلّ الأمور الأخرى.
وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى قال يا قوم اتبعوا المرسلين هذا الرجل الذي يذكر أغلب المفسرين أن اسمه ” حبيب النجار
التعبير ب ” أقصى المدينة ” يدلل على أن دعوة هؤلاء الأنبياء وصلت إلى النقاط البعيدة من المدينة، وأثرت على القلوب المهيأة للإيمان، ناهيك عن أن أطراف المدن عادة تكون مراكز للمستضعفين المستعدين أكثر من غيرهم لقبول الحق والتصديق به ونصرته، على عكس ساكني مراكز المدن الذين يعيشون حياة مرفهة تجعل من الصعب قبولهم لدعوة الحق ( قال يا قوم اتبعوا المرسلين ) (اتَّبِعُوا مَنْ لا يَسْئَلُكُمْ أَجْراً وَ هُمْ مُهْتَدُونَ ) فلما همّ قومه بقتل الرسل فوعظهم أحسن ما تكون الموعظة وذكرهم بحق الله من العبادة والتعظيم فقتلوه فما خرجت روحه إلا إلى الجنة فدخلها: وفيه قول الله له: {قِيلَ ادْخُلِ الجَنَّةَ}، فلما شاهدها قال: ( يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ * بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ المُكْرَمِينَ) فقد نصح قومه حيًّا وميتًا
وعندما جاء جماعة من قريش الى ابي طالب وقالوا له ان اراد ابن اخيك ملكا ملكناه مالا اعطيناه فاخبر ابو طالب النبي بطلبهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا عم! والله لو وضعوا الشمس في يميني، والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر حتى يظهره الله أو أهلك فيه ما تركته.
قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونوا أَنصَارَ اللَّهِ كَمَا قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ لِلْحَوَارِيِّينَ مَنْ أَنصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللَّهِ﴾3 والنصرة تكون كذلك بتجسيد النموذج الراقي للمنتسبين إليه من خلال الانقياد لتعاليمه وهذا ما تشير إليه الآية القائلة: ﴿فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾4.
ومقام نصرة الدّين مقام شريف لذلك وُصف أئمّة الهدى في الزيارة الجامعة بأنّهم “أنصاراً لدينه” ولذا علّمنا أئمّتنا أن ندعو في خير الشهور شهر رمضان في أحد أدعيته الشريفة بالقول في دعاء كلّ ليلة من لياليه: “اللهمّ اجعلني ممّن تنتصر به لدينك ولا تستبدل بي غيري”.
2- نصرة النبي وأئمّة أهل البيت عليهم السلام:
وهي من لوازم نصرة الله وقد أمر تعالى بذلك في قوله: ﴿فَالَّذِينَ آمَنُواْ بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُواْ النُّورَ الَّذِيَ أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ
ومن خلال ماتقدم علينا ان نبذل قصارى جهدنا في نصرة الخط الالهي المتمثل بالنبي واله ونداء المرجعية المتمثل بالمشاريع المطروحة وايصالها الى اقصى المدينة .
انكم بدعمكم للمرجعية العاملة كأنكم في خنادق القتال تدافعون عن رسالة الإمام الصادق (عليه السلام)، وان حضوركم هنا وما يترتب عليه بعد ذلك جزء من العمل برسالة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ورسالة الأئمة (صلوات الله عليهم أجمعين)).
فنحن نلاحظ أن هؤلاء المؤمنين كانوا يجادلون النبي(ص) في أمر الصراع مع قريش، حتى إنّ بعضهم قال: “يا رسول الله، هذه قريش ما ذلّت منذ عزّت”. ولكن بعضهم ـ وهم القلّة ـ قالوا: “والله، لا نقول لك كما قالت بنو إسرائيل لنبيّها: {فاذهب أنت وربّك فقاتلا إنّا ها هنا قاعدون}، ولكن اذهب أنت وربك فقاتلا إنّا معكما مقاتلون.
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرام: النعيم نيوز
لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التالي: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية
لا تنسى أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرام: النعيم نيوز