مقالات
أخر الأخبار

مراقبة الانتخابات

كتب حميد طارش: تعد مراقبة الانتخابات أداة فعالة لإلزام المشاركين في الانتخابات بالامتثال للقواعد القانونية ومعايير النزاهة وعدم التزوير. مما يحقق الثقة بجدواها من قبل الناخبين والمرشحين.

 

كما تشخص المراقبة السلبيات والخروق، التي شهدتها الانتخابات وما يترتب عليها من عقوبات، فضلاً عن الامتناع عن ممارستها في الانتخابات اللاحقة. وهذا يصب بجودة الانتخابات والقناعة بها ومن ثم المشاركة الواسعة فيها، وعملية المراقبة لا تقتصر على يوم الاقتراع كما يتصور البعض. وإنما توجد عمليات مراقبة سابقة ولاحقة لها، والسابقة. تشتمل على مدى عدالة النظام الانتخابي وهل يحقق العدالة لجميع المواطنين في المشاركة في الانتخابات. كمرشحين أو ناخبين، ويضمن احترام أصواتهم بعدم إضاعتها بمعادلات ظالمة، وكذلك مراقبة سجل الناخبين ومدى الالتزام بالمعايير المطلوبة لإعداده من حيث الديمومة والتحديث، وعدم التكرار والنقصان وتبسيط اجراءات التسجيل.

كما تشمل مراقبة الدعاية الانتخابية ومدى الاحترام المتبادل بين المرشحين والناخبين وعدم الاعتداء على إعلاناتهم الانتخابية. بل يمكن أن يسهم الاعتداء المذكور في التعاطف معه ومن ثم التصويت له، وتمتد هنا المراقبة إلى الحدود المالية للإنفاق على تلك الدعاية ومدى تقيدها بالمبلغ المحدد في القانون. وهل تم تحديده بمستوى يمكن تأمينه من قبل جميع المرشحين، استناداً إلى المساواة وتكافؤ الفرص، وكذلك مراقبة مدى استخدام المال العام، وبغض النظر عن نوعه. كما يمكن للمراقبة أن تشمل البرامج الانتخابية وحقيقتها من حيث كونها تلبي حاجات المجتمع وإمكانية تنفيذها. وهذا ينقلنا إلى المراقبة اللاحقة التي تشمل أيضاً معايير فرز الأصوات وعدم التأخر بإعلان النتائج والعدالة في نظر الطعون والشكاوى.

ويمكن أن تتم عملية المراقبة المذكورة من قبل الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني ووسائل الإعلام والناخبين. فضلاً عن المراقبة الدولية وإذا كانت الأخيرة مهمة في المراحل الانتقالية للشعوب التي تشهد العنف وعدم الثقة. إلّا أنها ليست بمستوى الأولى من حيث فاعليتها، لأسباب عدة تتعلق بمعرفة اللغة والعادات والثقافة وسلوك الأحزاب.

ولن تنجح تلك المراقبة ما لم تعتمد معايير الكفاءة والنزاهة والحيادية، ولا تكون نتيجة أية مراقبة ناجحة ما لم تشمل المدخلات. لضمان جودتها في تحقيق المخرجات، التي تمثل إنشاء نظام سياسي يلبي تطلعات الناس في الاستقرار والرخاء. وبخلاف ذلك يذهب كل شيء أدراج الرياح كما حصل في عدة تجارب هشة.

 

 

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرامالنعيم نيوز

كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا علىقناة النعيم الفضائية

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى