الواجهة الرئيسيةمحلي
أخر الأخبار

“كارثة حقيقية”.. الأهوار في العراق مهددة بجفاف قاسٍ لم تشهده منذ عقود !

لم يكن في حسبان صيادو الأسماك في مناطق الأهوار العراقية يوماً أنهم سيهجرون المهنة التي ورثوها عن آبائهم وأجدادهم.. فالجفاف الذي اجتاح مناطق الأهوار حرم الآلاف من مصدر رزقهم بعد انقراض الأسماك.. حيث أدى قطع المياه من قبل إيران وتركيا، إلى تدني المنسوب في دجلة والفرات إلى مستوى يهدد مهنة الصيد بالانقراض.

الأسباب الرئيسية

بدت منذ نحو عام مناسيب المياه في الجبايش بالتراجع نتيجة قلة التدفقات المائية عبر الأنهر والجداول المغذية لها جراء الأزمة المائية التي تعيشها البلاد بعد إصرار كل من تركيا وإيران على بناء السدود وحرف مسارات الروافد..
وقال عضو جمعية الصيادين العراقيين محمد الفرطوسي في تصريح تابعته “النعيم نيوز”. إن “أوضاع الأهوار تنذر بكارثة حقيقية بعدما ضربها الجفاف بوتيرة متصاعدة خلال الأسابيع الماضية”.
بدوره، أكد قائممقام قضاء الجبايش في محافظة ذي قار، كفاح شناوة، أن “انخفاض منسوب المياه وصل إلى مستويات غير مسبوقة بلغت 75 سم بعد أن كانت تقترب من حدود المترين وهو ما بات يضغط أكثر باتجاه التحرك العاجل لتدارك الأمر”، مضيفا أن “الانخفاض في منسوب المياه عند هور الجبايش رافقه ارتفاع كبير في نسب الملوحة التي تجاوزت 3000 درجة، ما يخرجها عن الاستخدام الحيواني والبشري”.

ما مصير مهنة الصيد ؟

من المعروف أن مياه الأهوار تمثل لسكان القرى والمدن الممتدة على قصباتها الشريان الرئيس كونه ينشغل أغلبهم بتربية الحيوانات وامتهان الزراعة..
وأشار الفرطوسي إلى أن “آلاف العائلات العراقية التي تمتهن صيد الأسماك منذ عشرات السنين قطعت أرزاقها ومهددة بالجوع، بسبب اعتمادها الكلي في الحصول على قوت يومها من صيد الأسماك وتربية الحيوانات”.
وتابع: “الصيد لم يعد مهنة أساسية في مناطق أهوار العراق لأسباب عديدة أبرزها الجفاف وعدم وجود أي دعم أو رعاية حكومية لهذه المهنة”. لافتا إلى أن “الأهوار أصبحت شبه صحراء قاحلة وأغلب السكان رحلوا عنها بحثاً عن مصادر بديلة للعيش، بعد أن احتضرت مهنة الصيد نتيجة الجفاف الذي أحدثته قلة الأمطار وقطع مياه الأنهر من قبل تركيا وإيران والإهمال المتعمد من قبل الحكومة العراقية”.

كارثة حقيقية

أكد عضو مجلس النواب، حسن وريوش، أن “الأهوار تعيش موجة جفاف كبيرة لم تشهدها خلال السنوات الماضية”، مشيرا إلى أن “مياه المحافظة حاليا غير صالحة للاستخدام الحيواني”.
وأضاف أن “هناك كارثة حقيقية تعيشها محافظة ذي قار الآن، بسبب قلة الاطلاقات المائية وما نسمعه من تصريحات للمسؤولين في وزارة الموارد المائية بأن نسبة الجفاف 50‎% عار عن الصحة والنسبة أعلى بكثير بذلك”، محذراً من “بقاء الوضع على حاله، لأننا سنكون أمام جفاف لم نشهده منذ 2003”.

أهوار العراق على لائحة التراث العالمي

وافقت منظمة اليونسكو في تموز عام 2016، على إدراج أهوار العراق على لائحة التراث العالمي كمحمية طبيعية دولية، بالإضافة إلى المدن الأثرية القديمة الموجودة بالقرب منها مثل أور وأريدو والوركاء.. وفي عام 2019 أبدت لجنة إنعاش الأهوار تخوفها من إزالة اليونسكو أهوار العراق من لائحة التراث العالمي نتيجة الإهمال الحكومي وتعرضها بين الفينة والأخرى إلى الجفاف.
ومنذ شهرين تقريبا، تداولت بعض وسائل الاعلام والمواقع الخبارية وجود مخاطبة من اليونيسكو بإزالة أهوار العراق، الأمر الذي نفته وزارة الثقافة، حيث أكدت في بيان لها أنه “لم تصلها حتى الآن أي مخاطبة من منظمة اليونسكو الدولية بشكل رسمي لإزالة الاهوار من لائحة التراث العالمي، وأن هذا الأمر غير دقيق وعار عن الصحة”.

ما دور الحكومة ؟

قال المتحدث باسم وزارة الموارد المائية عون ذياب: “قررنا ألا يقل منسوب المياه عن 95 سنتمتراً خلال هذا الصيف في الأهوار حتى لا تحصل كارثة بيئية. في حقيقة الأمر، لا تتحمّل الوزارة مسؤولية ما وصلت إليه الأهوار. هذه المشكلة تعود لعوامل خارجة عن إرادتها وقدرتها. تركيا تقطع المياه من جانب وإيران تقطع المياه والروافد من جانب آخر، والمواطنون لا يلتزمون بتوجيهات الوزارة ما يؤدي إلى هدر كمية كبيرة من المياه”.
وأضاف ذياب أن “وزارة الموارد المائية ملتزمة بما وعدت به قبل إدراج الأهوار ضمن لائحة التراث العالمي، وتعمل دائماً على ألا تخفضها، لكن مشكلة الجفاف ضربت كثيراً من الخطط، كما وأن التغيرات الجوية كانت سبباً مهماً لإلحاق الضرر بالأهوار، وانخفاض منسوب المياه في الأهوار خلال الأعوام الأخيرة. وكان للعوامل الجوية أثر مهم وأساسي، وهناك تفاهمات ومباحثات مع تركيا بشأن ضمان حصص مائية إضافية سنعمل لو أضيفت لحصص العراق على تزويد حصص الأهوار بها”.
من جانبه، حمّل رئيس لجنة إنعاش الأهوار المشتركة بين ذي قار وميسان عدنان الغانمي، الحكومة المركزية مسؤولية إهمال ملف الأهوار، بالقول إنه “كان يجب أن تفعِّل اللجنتين المركزية والفرعية وأن تعمل وفقاً لما رسم له قبل إدراج الأهوار ضمن لائحة التراث العالمي”.
وتابع: “لجنتنا الفرعية كانت محدودة الصلاحية، واللجنة المركزية كانت غير متفاعلة بشكل جدي، وقد وضعت شروطا من قبل اليونسكو لم يتم تنفيذها مطلقاً”.

 

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا في موقع التلغرام: النعيم نيوز

و لمتابعتنا على موقع فيسبوك يرجى الضغط أيضا على الرابط التالي: النعيم نيوز

كما يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية

و لا تنسى أيضا الاشتراك في قناتنا على موقع الانستغرام: النعيم نيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى