في زيارة رسمية إلى مصر وتونس.. السوداني يبحث العديد من الملفات المشتركة
بغداد_النعيم نيوز
أجرى رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، يوم الثلاثاء الفائت، زيارة رسمية، إلى جمهورية مصر العربية والجمهورية التونسية.
وتأتي هذه الزيارة، من أجل بحث حلول لوقف الإبادة في غزة، ومنع أي تصعيد جديد قد يجر المنطقة إلى توسيع الحرب، إضافة إلى مناقشة الملفات المشتركة، خاصة الملفات ذات الطابع الاقتصادي والاستثماري، ودعوة الشركات المصرية والتونسية، للعمل في العراق ضمن حملات الإعمار والخدمات التي تجريها الحكومة.
ملفات عدة
الجولة الخارجية لرئيس مجلس الوزراء بدأت من مصر، حيث استقبل رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، في مراسيم استقبال رسمية بمدينة العلمين المصرية، وجرى عزف النشيد الوطني لكل من العراق ومصر، واستعراض حرس الشرف.
وبعدها التقى السوداني، الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وجرى خلال اللقاء، بحث العلاقات الثنائية بين البلدين، وأهمية تطوير التعاون المشترك في مختلف المجالات، بما يعزز المصالح المتبادلة بين العراق ومصر.
وتطرق اللقاء إلى الحرب على غزّة، والتأكيد على حقّ الفلسطينيين في إقامة دولتهم وعاصمتها القدس، وفي هذا الشأن، قال رئيس مجلس الوزراء، إنّ “سكوت المجتمع الدولي، شجّع الكيان الصهيوني على تجاوز كل الخطوط الحمراء”، مشيداً “بالجهود التي تبذلها مصر، في مجال العمل على وقف إطلاق النار”.
فيما أعرب الرئيس المصري، عن اعتزازه بالعراق، وحرصه الشديد على التعاون الكامل في مختلف المجالات، لافتاً إلى أن العراق القوي، دعامة للمنطقة والبلدان العربية.
وعلى هامش زيارته الرسمية إلى جمهورية مصر العربية، استقبل رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، في مقر إقامته بمدينة العلمين المصرية، مجموعة من رجال الأعمال الممثلين لكبرى الشركات المصرية في مختلف القطاعات.
وخلال اللقاء، أكد السوداني، أن العراق استقبل كبار المستثمرين المصريين، في البنى التحتية ومشاريع المدن السكنية التي ستنطلق أعمالها التنفيذية قريباً.
وأشار، إلى أن الأبواب مفتوحة أمام رجال الأعمال والشركات المصرية، الذين يهمنا وجودهم في العراق، لما يمتلكونه من تجارب ناجحة، وضمن توجه سياسي لقيادة البلدين نحو مزيد من التعاون والتكامل.
وأبدى رجال الأعمال المصريون والشركات، استعدادهم للعمل في العراق بمختلف المجالات، ومنها مشروع طريق التنمية وقطاع الصناعة الدوائية والمستشفيات والبنى التحتية والصناعات الإنشائية، كما تحدثوا عن وجود شراكات واعدة بين القطاعين الخاصين العراقي والمصري.
وفي السياق ذاته، صرح أمين عام اتحاد الغرف التجارية المصرية، علاء عز، للوكالة الرسمية، بأن العلاقات الاقتصادية بين جميع الدول، وبالأخص مع العراق، من أفضل ما يمكن.
وبيّن، أن 21 شركة من الشركات الكبرى في مصر حالياً، تعمل في العراق، موضحاً أن هناك رغبة عراقية كبيرة بدخول الشركات المصرية للاستثمار.
وتابع أمين عام اتحاد الغرف التجارية المصرية، أنه سيتم ربط المستثمرين المصريين بأصحاب المصانع العراقية المتوقفة، لإعادة تشغيلها أو تأهيل القديمة منها.
المحطة الثانية
وأما المحطة الثانية للسوداني فكانت تونس وجاء ذلك تلبية لدعوة رسمية، فقد التقى رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، في قصر قرطاج الرئاسي بتونس العاصمة، رئيس الجمهورية التونسية قيس سعيد.
وشهد اللقاء، مباحثات موسعة تضمنت الملفات المشتركة في مختلف المجالات، حيث تم التأكيد على أهمية مواصلة العمل والسعي الحثيث نحو الارتقاء بهذه العلاقات، بما يحقق المصالح المشتركة للبلدين الشقيقين.
ووجّه السوداني، بحسب بيان لمكتبه الإعلامي، دعوة رسمية إلى الرئيس التونسي لزيارة العراق، لتوطيد العلاقات العراقية التونسية التي تشهد مرحلة جديدة، عززها توقيع ما يقارب عشرين مذكرة تفاهم.
وأكد، الرغبة المتبادلة بتعزيز العلاقات في مختلف المجالات، خصوصاً في مجال السياحة، وتشكيل مجلس أعمال مشترك مع تونس.
بدوره، نوه الرئيس سعيد، إلى عمق العلاقة مع العراق وتاريخيّتها والعمل على تطويرها، والتطلع إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية”، لافتاً إلى أن إلغاء تأشيرة السفر بين البلدين، عامل مهمّ لتقوية العلاقات.
وفي معرض اللقاء، شدد رئيس الوزراء، على أن ما يحصل في غزة منذ أكثر من عشرة أشهر، يتطلب موقفاً حازماً وصريحاً تجاه اعتداءات الكيان الصهيوني المستمرة ضد المدنيين العُزل، مؤكداً أن العراق يقف مع حقّ الشعب الفلسطيني، في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس.
فيما لفت الرئيس التونسي، إلى تطابق موقف تونس مع الموقف العراقي، إزاء ما يحصل في غزة.
أصداء
وعن أصداء زيارة السوداني إلى مصر وتونس، فقد تحدث العديد من الخبراء والمختصين والسياسيين، حول الملفات التي جرت مناقشتها وأهمية هذه الزيارة.
مستشار رئيس الوزراء حسين علاوي، حدد ثلاث مسارات في أهمية زيارة رئيس الوزراء، إلى دولتي مصر وتونس، تضمنت تنشيط العلاقات الاستراتيجية العراقية العربية في ضوء المصالح المتبادلة، وخطة تطوير الاقتصاد الوطني، ومتابعة اللجان المشتركة، ولقاء القمة بين رئيس الوزراء محمد شياع السوداني والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس التونسي قيس سعيد، فضلاً عن اللقاء بين الجهاز الحكومي العراقي والجهاز الحكومي المصري والتونسي، لمتابعة عمل اللجان المشتركة.
وأوضح، أن سياسة الانفتاح في السياسة الخارجية والتأكيد على المخرجات التنموية والاستثماريّة، هي جزء أساسي من رسالة الزيارة للوفد العراقي الذي قاده رئيس الوزراء نحو مصر وتونس، تؤسّس إلى مسار جديد لمحطات إقليمية ودولية بعد 20 سنة من مخاض تثبيت الاستقرار والعمل الإقليمي والدولي للسياسة الخارجية العراقية.
ونوه علاوي، إلى أن القضية الفلسطينية والدولة العادلة للشعب الفلسطيني ووقف إطلاق النار وإعمار غزة، كانت واحدة من الأجندة الأساسية لحوار رئيس الوزراء مع القادة في مصر وتونس، وهنالك تفاهمات مشتركة في ضوء العمل العربي المشترك وحماية حقوق الشعب الفلسطيني بدولة عادلة عاصمتها القدس الشريف.
وأشار مستشار رئيس الوزراء للشؤون المالية، مظهر محمد صالح، في تصريحات نقلتها الوكالة الرسمية، إلى أهمية زيارة رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، إلى مصر وتونس، لاسيما وهما حاضنة جامعة الدول العربية في فترتين زمنيتين مختلفتين، ويمتلكان علاقات تاريخية طويلة مع العراق.
وأضاف، أنها تحمل أهمية كبيرة من جوانب عدة وفي مقدمتها تعزيز العلاقات الثنائية، وتقوية التعاون في مجالات الاقتصاد والتبادل الثقافي والتعليمي، كما ستفتح المجال لتوقيع اتفاقيات أو مذكرات تفاهم اقتصادية أو فنية تصب في المصلحة الجماعية المشتركة.
أما نائب رئيس لجنة العلاقات الخارجية النيابية، جبار الكناني، فقد أكد في لقاء مع القناة الرسمية، أن زيارة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني إلى مصر وتونس، تأتي ضمن البرنامج الحكومي في تطوير وتعزيز العلاقات الخارجية للعراق مع دول المنطقة والعالم، حيث أن العراق يلعب دوراً سياسياً محورياً في قضايا المنطقة ويبذل جهوداً لدعم الاستقرار وتعزيز فرص السلام.
وأكمل، أن الزيارة تهدف إلى تحشيد الجهود بين العراق ومصر وتونس، لوقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، كما يطمح العراق لتعزيز التعاون بين مصر وتونس، في العديد من المجالات الاقتصادية والاستثمارية والثقافية.
مخرجات الزيارة
وحول نتائج ومخرجات الزيارة، رأى رئيس تحالف دعم الدولة النيابي، مرتضى علي حمود الساعدي، أن زيارة رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، إلى جمهوريتي مصر وتونس ومخرجاتها، تعود لتضع العراق في موقعه القيادي، في بناء علاقات متوازنة مع جميع الدول، مبنية على تعزيز الشراكة والأخوة وتحقيق التنمية والأمن والاستقرار، بما يضمن المصالح العليا للعراق وشعبه وسلامة أراضيه وحفظ سيادته.
وقال: إن هذه الزيارة تأتي في وقت مهم وحساس يشهده العالم والمنطقة، في ظل الوضع الذي يعيشه الفلسطينين وأبناء غزة والحرب المتصاعدة هناك، وسبيل إنهاء الأزمة المتفاقمة.
وفي غضون ذلك، صرح المحلل السياسي حمزة مصطفى، أن زيارة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، لكل من مصر وتونس، تمثل محطة مهمة على صعيد العلاقات مع تلك الدول من جهة، والعلاقات العربية بشكل عام.
وأضاف، أن علاقات مهمة تربط ما بين العراق ومصر، وهي ذات طابع استراتيجي، أما بالنسبة لتونس فهي الزيارة الأولى التي يقوم بها رئيس وزراء عراقي، إلى بلد من شمال إفريقيا بعد العام 2003.
وفيما يخص هذه الزيارات، فقد قال مصطفى، إنها تندرج في سياق الدبلوماسية المنتجة، والتي تصب في مصلحة العراق في كل المجالات، وعلى كافة المستويات.
وكان رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، قد عاد إلى العاصمة بغداد، يوم الخميس الفائت، بعد اختتام زيارة رسمية قام بها إلى كل من مصر وتونس، والتي تضمنت الكثير من اللقاءات بالمسؤولين في البلدين.
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرام: النعيم نيوز
لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التالي: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية
كما يمكنك أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرام: النعيم نيوز