اخبار اسلامية
أخر الأخبار

‘في خطبة الجمعة‘.. الشيخ الربيعي يتحدث عن الجهاد ودوره في القرب من الله

أقيمت صلاة الجمعة المباركة، بمسجد جنات النعيم في كربلاء المقدسة، بإمامة الشيخ جعفر الربيعي.

 

وفيما يلي نص خطبتي صلاة الجمعة، وتابعتهما “النعيم نيوز”:

بسم الله الرحمن الرحيم

الخطبة الأولى: الجهاد ودوره في القرب من الله:

التربية الإيمانية: تتجلّى مصاديق العبوديّة والعمل الصالح في محاور ثلاثة: علاقة الإنسان بنفسه، وعلاقته بالخلق وعلاقته بالله عزّ وجلّ.

ومن مصاديق العبودية لله تبارك وتعالى الجهاد في سبيل الله عزّ وجلّ، حيث يُعتبر الجهاد من أبرز مصاديق العبوديّة وأشرفها، ومن أفضل الأعمال الصالحة وأحبّها إلى الله تعالى. ففي روايةٍ أنّ رجلاً أتى جبلاً ليعبد الله فيه، فجاء به أهله إلى الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)، فنهاه عن ذلك، وقال: “إنّ صبر المسلم في بعض مواطن الجهاد يوماً واحداً خير له من عبادة أربعين سنة”.

فضل الجهاد وأهمّيّته في الآيات والروايات: عندما ننظر إلى آيات القرآن الكريم، نجد أنّه قَلّما نزلت آيات بشأن فرعٍ من فروع الدين الإسلاميّ كما هو الحال بشأن الجهاد، ثمّ نجد أنّه نزلَ بعضٌ منها بلسانٍ صريحٍ، ينصّ على الجهاد والقتال، وبعضٌ آخر بلسانٍ غير مباشر، يتعرّض إلى المسائل الجانبيّة المتعلّقة به.

ويلاحِظ المرء أنَّ كل الآيات التي تحدّثت عن فضل وعلوّ منزلة المجاهدين في سبيل الله، تحكي في الوقت نفسه عن أهمّيّة الجهاد وفضله، قال تعالى ﴿فَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلاًّ وَعَدَ اللّهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمً﴾.

وفي آية أخرى، جعل الله تعالى نفسه مشتريَ أرواحِ المؤمنين المجاهدين وأموالهم، في صورةٍ تدلّل على قبول الله تعالى لجهاد المجاهدين المؤمنين، فهو تعالى يمتدحهم ويقدّم الوعد الجميل، حيث يقول تعالى: ﴿إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾.

كما أشار تعالى إلى أنّ المجاهدين هم أحبّاؤه واقعاً، ﴿إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنيَانٌ مَّرْصُوصٌ﴾، ووعدهم بالأجر العظيم والجزيل، ﴿فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيُقْتَلْ أَو يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمً﴾، واعتبرهم الفائزين في هذا العالم، وبشّرهم برحمةٍ منه ورضوان، وجنّاتٍ تجري من تحتها الأنهار، وخصّهم بها دون العالَمين، ﴿الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِندَ اللّهِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ﴾.

ورُوي عن النبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) أنّه قال: “من لقي الله بغير أثرٍ من جهاد، لقي الله وفيه ثلمة”، وعنه (صلى الله عليه وآله وسلم) أيضاً أنّه قال: “من مات ولم يغزُ، ولم يحدّث به نفسه، مات على شعبةٍ من نفاق”.

العلاقة بين الإيمان بالله والجهاد في سبيله: إنَّ الجهاد في سبيل الله أحد أبرز مصاديق العمل الصالح وأحبّها إلى الله تعالى، ففي الرواية أنّ أبا ذرّ الغفّاريّ سأل النبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم): “أيُّ الأعمالِ أحبُّ إلى الله عزّ وجلّ؟ فقال: إيمان بالله، وجهادٌ في سبيله، قال: قلتُ: فأيّ الجهاد أفضل؟ قال: من عقرَ جواده، وأُهريقَ دمُهُ في سبيل الله” وعليه، فالعلاقة بين الإيمان وبين الجهاد علاقة تلازميّة.

الشروط العقائديّة والمعنويّة للجهاد:

1- الإخلاص لله تعالى.

2- التحلّي بالصبر: من العوامل المهمّة للتوفيق في الجهاد هو تحلِّي المجاهد بالصَّبر، وقد ورد عن الإمام عليّ (عليه السلام) أنّه قال: “الصبر أن يحتمل الرجل ما يَنُوبه، ويكظم ما يُغضبه”

3- التحلّي بالشجاعة.

4- طاعة الوليّ وأداء التكليف.

5- امتلاك الوعي والبصيرة السياسيّة: روي عن الإمام الرضا (عليه السلام): “المؤمن العارف بأهل زمانه لا تهجم عليه اللوابس”.

الخطبة الثانية:

الخطبة المركزية الموحدة بعنوان: “دلالات من بيان سماحة المرجع اليعقوبي في تأبين الشهيد السيد حسن نصر الله (رضوان الله عليه)): قال تعالى: ﴿ إِنْ يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِثْلُهُ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُداوِلُها بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّـهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَداءَ وَاللَّـهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ﴾، إنَّ البيان الذي ذكره سماحة الشيخ المرجع اليعقوبي (دام ظله) بعد استشهاد السيد حسن نصر الله، يحمل عدة دلالات مهمة، تتنوع بين التعبير عن الفخر والحزن العميق، وكذلك تسليط الضوء على دور الشهيد السيد نصر الله في مقاومة الظلم والإرهاب، ويمكن إيجاز بعض هذه الدلالات:

1) الإشادة بالشخصية الاستثنائية للشهيد نصر الله.

2) تأطير استشهاده ضمن المشيئة الإلهية.

3) القيمة الإنسانية والإسلامية للشهيد نصر الله: إنَّ سماحة الشيخ اليعقوبي يسلط الضوء على أن الشهيد السيد حسن نصر الله الله كان مصدراً للعزة والفخر للإسلام والمسلمين، وأن وجوده كان يبعث الطمأنينة للمظلومين والمحرومين.

4) تأثيره على الأعداء والمحبين: من الملفت في البيان أن المرجع اليعقوبي يشير إلى أنَّ أعداءَ السيد نصر الله يقدرون شخصيته ويحترمونها، حتى لو كابروا وأظهروا الفرح بموته، وهذا يعكس اعترافاً ضمنياً من قبل الأعداء بعظمة الشهيد واستقامته، وصدقه وهو خصم شريف كما يقولون.

5) الاستشهاد كتضحية لتحقيق العدالة الاجتماعية.

6) التأكيد على النهج النبوي والإسلامي في التضحية.

7) الاستشهاد كوسيلة لإيقاظ الأمة: إنَّ سماحة الشيخ اليعقوبي يشير إلى أن الأمة تحتاج بين الحين والآخر إلى دماء زكية تستفز ضميرها وتدفعها للنهوض ضد الظلم والفساد.

8) التأكيد على أن الاستشهاد يعكس صدق الإيمان بالله: إنَّ سماحة الشيخ اليعقوبي يستشهد بالآية الكريمة من سورة الأحزاب: ﴿مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ﴾، ليؤكد أن الشهيد السيد حسن نصر الله كان من الرجال الذين أوفوا بعهدهم مع الله، وكان استشهاده تجسيداً عملياً لهذه الآية.

9) استمرار المعركة بين الحق والباطل.

10) الحث على الاحتفاء بإنجازات الشهيد بدلاً من الحزن عليه”.

 

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرامالنعيم نيوز

لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التاليالنعيم نيوز

كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا علىقناة النعيم الفضائية

كما يمكنك أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرامالنعيم نيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى