لم تكن السيدة الزهراء عليها السلام مجرد امرأة عابرة في تاريخ الحياة والبشر”، فهي التي لعبت دورا كبيرا في حياة المرأة، ووحدها التي اعطتها حقها في الوجود، وهي التي عاشت فقط ثمانية عشر عاما وخمسة وسبعون يوما لا أكثر ولا أقل وفقا لدراسات اخذها الكاتب والفيلسوف الدكتور ميشال كعدي من مراجع مكتبة الفاتيكان.
ويرفض كعدي في حديث خاص لوكالة “شفقنا” بالقول بأن السيدة الزهراء عليها السلام لآل البيت وحدهم، وكإكليريكيّ وراهب فهو يعتبرها واحدة من القديسات كما اعتبر الإمام الحسين عليه السلام واهل البيت من القديسين، فالانسانية جمعاء تتحدث عنها على انها في كامل القداسة”.
“هذه المرأة اخذت حيزاً ادبياً ودينياً ومكانة اجتماعية في الوجود” يقول كعدي متحدثا باسهاب عن تلك القديسة التي عندما ولدت وتحدثت وخطبت، وعرفت بقوتها وبلاغتها وارادتها اعطت المرأة حقها الاجتماعي بعد ان كانت في عالم آخر غير عالم البشر”.
ويتابع متحدثا عن دورها الإجتماعي الذي لم يكن عاديا، “فهي من أولى الأديبات والكاتبات والخطيبات في التاريخ البشري، كانت معلمة الرجال والنساء، حيث كان يطلب إليها عندما تتحدث وتخطب ان تتكلم عن حقيقة الدين الحنيف وعن حقيقة الرسول”ص”، فامتازت خطبها بأصالة الدين، بمحبة الله، وبقربها من كل البشر، فكان الناس يقصدونها كلما حضرت في مكان لكي يسمعوا اقوالها التي هي من عند الله، وكلما تحدثت فرضت وجودها البشري”.
وجدت السيدة الزهراء لتكون شقيقة السيدة العذراء
وقال “هذه العظمة لم تكن مجرد مرور الكرام، فالسيدة الزهراء بعظمتها وديمومتها وكينونتها هي قديسة ،وهذه الاعمال التي قامت بها والصفات التي امتازت بها لم تكن لمجرد امراة عادية او انسانة عادية في الوجود انها قديسة من قديساتنا”.
ويقر كعدي بكل صدق بأهل البيت بالقول “عندما أتحدث عن آل البيت كمسيحي أكون قد تحدثت عن عظماء في الإنسانية بل عن عظماء في حياة الدين وعظماء في محبة هؤلاء إلى الله، انطلاقا من هذا المبدأ قلت في جميع كتبي التي صدرت والتي سوف تصدر، إن أهل البيت هم من القديسين والسيدة الزهراء هي واحدة منهم”.
وواصفا السيدة الزهراء بعظيمة من عظيمات الدنيا اللواتي اقتربن من الله، يقول كعدي “كان لها مكانة أيضا في عين الرسول العظيم، فكانت النظر والبصر له، ذلك النبي الذي مر في تاريخ البشر ليكون إنسانا، رسولا، قديسا، كما شئتم سموه، أما السيدة الزهراء فأنا كراهب قديم وكإنسان مسيحي أؤمن بالله كما أؤمن بالبشر وبكل الأديان السماوية فإنما وجدت السيدة الزهراء لتكون شقيقة السيدة العذراء.”
وأضاف “عندما سألت السيدة الزهراء الرسول “وماذا عن مريم بنت عمران يا أبي؟ فقال لها: لك مجتمعك ولها مجتمعها”، هذه الظاهرة التي قالها فصلتُها من الكثير من المراجع ومنها القرآن الكريم، ومن الأقوال التي وردت إبان تلك الفترة، فإذاً السيدة الزهراء مع السيدة العذراء صنوان في الحياة، وقد تحدث عنهما القرآن في شيء من التفصيل، لاسيما عن السيدة العذراء”.
السيدة الزهراء كانت كالإمام زين العابدين ولها 68 دعاء
ويتابع متحدثا عن مقامها، لافتا الى انها نالت أكثر من 22 لقب منها الزهراء الحوراء فاطمة… ويقول: عندما اتحدث عنها عن عصمتها، عن عظمتها، تلك النبوية الرسولية في كينونتها وديمومتها، هذه المرأة التي عاشت في هذا العمر البسيط، ما كانت مجرد إمرأة عادية إنها كانت مثالية في الوجود، من هنا أخذت كل الكرامات وكل المواقع التي يأخذها الرسول وكل المواقع التي يأخذها الأنبياء وجميع الذين آمنوا بالله وتقربوا من الله والله قربهم منه، فكانوا أوفياء على المحبة وعلى الدين”.
وقد أتى كعدي بـ 68 دعاء للزهراء، فالمشايخ وكبارهم إستغربوا من أين لدى هذه السيدة هذه الأدعية؟ وكان ملئ الثقة بأن السيدة الزهراء كانت كالإمام زين العابدين الذي كان له 64 دعاءا، مؤكدا ان كل هذه الأدعية موثّقة وفيها مراجع، وإذا أردت أن أتحدث بالتفصيل عن أدعيتها فقد أمر على 24 صفحة!.
وعن عبادة فاطمة، يقول: “إنها مثاليه، ربانية، والعبادة الأساسية للإسلام وللرسول والأئمة، وحافظت عليها بأشكالها التي رضي عنها الله والرسول والإسلام، وعبادة كل ما يملكه الإنسان المسلم وغير المسلم، وقد أقر ذلك الرهبان الذين توزعوا بين كربلاء والنجف بـ33 ديرا، وأقروا جميعا بعظمة الإمام علي، وبعظمة السيدة الزهراء وأحدهم اعتبرها من القديسين والقديسات، ففاطمة عندما كانت تركع وتصلي وتقوم بخدمة الناس، و الدين الإسلامي كان لها نكهتها الخاصة”.
السيدة الزهراء.. مدرسة متكاملة للإنسانية
لا يمل كعدي من الحديث عن السيدة الزهراء، فيختم بالقول: “بماذا أحدثكم؟ عن المرأة المجاهدة؟ عن مأساة السيدة التي صفعت ثلاثة كفوف وأحرق منزلها؟ أم عن شهادتها؟ ام عن الرسول الذي نعاها بنفسه، أحدثكم عن الزهراء في أواخر أيامها، أحدثكم عن أنها مدرسة متكاملة للإنسانية وحتى اليوم لم نرَ واحدة لها هذه المكانة الإنسانية المتكاملة إلا السيدة الزهراء”.
وقال “عندما كتبتُ عن السيدة الزهراء وعن مدى عذاباتها في الوجود وعن ما رأت من أخصام الإمام علي وأخصام الرسول بكيت وبكيت كثيرا، وعندما اتحدث عن الزهراء لا بد ان اتحدث عن الإمام الحسين الذي قال فيه احد البطاركة “ان المسيح تعذب عشر ما تعذبه الحسين”، وقال احد الباباوات “لو كنت حسينيا لأمرت بعبادته”.
ويشير الى كتابه الذي سيصدر بعد شهر تحت عنوان “السيدة الزهراء اولى الاديبات”، فكما كان الإمام علي نعمة سماوية على الأرض وهو من القديسين كانت الزهراء والحسين وآل البيت.
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا في موقع التلغرام: النعيم نيوز
و لمتابعتنا على موقع فيسبوك يرجى الضغط أيضا على الرابط التالي: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية
و لا تنسى أيضا الاشتراك في قناتنا على موقع الانستغرام: النعيم نيوز