اخبار اسلامية
أخر الأخبار

خطيب جمعة بغداد: وحدة وأمن هذا البلد خطوط حمر

أكد خطيب جمعة بغداد المقامة في جامع الرحمن بالمنصور، الدكتور السيد ميثم العلاق، ان وحدة وأمن هذا البلد خطوط حمر لا يمكن تجاوزها، ورفض الممارسات التي تسيء الى وحدة الصف العراقي.

 

وقال الخطيب: “في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها بلدنا العزيز نؤكد ضرورة استمرار التواصل من أجل معالجة القضايا الحساسة والمهمة في الأجواء الحميمية الصادقة والهادئة” .

وتابع: “نرفض كل الممارسات التي تسيء الى وحدة الصف والى أمن البلد واستقراره، فإن وحدة وأمن هذا البلد خطوط حمراء. وعدم المساس بالرموز الدينية والوطنية وهذا لا يعني عدم المحاسبة، والنقد مادام الهدف نظيفا، واللغة نظيفة ومادام ذلك في مصلحة وخير هذا البلد”.

وأشار الى “ضرورة التصدي الجاد لمروجي الفتن والصراعات من قنوات فضائية ومواقع تواصل اجتماعي وشخصيات والتي تشكل العقبة الكبيرة لكل مشروعات التواصل والتفاهم والحوار والتي تربك كل التوجهات الصادقة والهادفة الى تعزيز الوحدة وروح المحبة والأخوة بين ابناء هذا البلد، وقد تأسف سماحة شيخنا الاستاذ (روحي فداه) لما تشهده منصات التواصل الاجتماعي من ترويج للفضائح والأخبار المكذوبة ونشر الضلالات والشبهات والعقائد المنحرفة والتشكيك بالعقائد الحقة وكثرة الدعوات إلى الفسق والفجور والانحراف، والدعوة إلى اشخاص غير صالحين وزعزعة الاستقرار الاجتماعي بإثارة الفتن وتمزيق وحدة المجتمع”.

وأكمل الخطيب: “فتحولت الوسائل والمنصات من التواصل الاجتماعي إلى التقاطع الاجتماعي بسوء تصرف الناس وظلمهم لأنفسهم، واستشهد بقوله تعالى (( لا يحبُ اللهَ الجهرَ بالسوءِ من القولِ إلا منْ ظُلِم)) ودعا الامة إلى التمسك بأدب الاسلام، في عدم جواز ذكر عيوب الناس ومثالبهم حسداً أو تشفياً أو فضولاً ونحو ذلك، لما فيه من مفاسد كبيرة على الصعيد الفردي والاجتماعي، منها نشر العداوة والبغضاء والحقد في أوساط المؤمنين، مما يؤدي إلى تنازعهم وتفرقهم وتمزيق وحدة المؤمنين، فالجهر بالسوء يشجع ضعاف النفوس على إشاعة الفحش والكلام البذيء”.

وتناول ان “النبي (صلى الله عليه واله) نبه أمته في بعض خطبه بأن الفتن جاءتكم كقطع الليل المظلم وحذرهم من الوقوع فيها كما قال الله تعالى من قبل (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أو قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللَّهُ الشَّاكِرِينَ) (آل عمران:144)، وأرشد الأمة إلى أن نجاتها تكون باتباع قادتها الحقيقيين فهم سفن النجاة (شقوا أمواج الفتن بسفن النجاة)، فهي ليست فتنة واحدة وإنما فتن كثيرة وهي كالأمواج متلاحقة لا تنتهي واحدة حتى تلحقها أخرى ولا تتخلص من واحدة حتى تأتي أكبر منها كما هي طبيعة الأمواج.. وقد أدى الأئمة دورهم في هداية الأمة وصيانة عقيدتها وأخلاقها من الانحراف، ودافعوا عن دولة الإسلام وضحوا في سبيل الله والمستضعفين من الناس وأرشدوهم إلى ما يصلح حالهم”.

وأضاف الخطيب: “بعد انتهاء عصر القيادة الظاهرة للأئمة جاء دور العلماء المجتهدين الجامعين لصفات وخصائص هذا الموقع الشريف، ليكونوا سفن النجاة بأمر من الأئمة حيث وصفوا العلماء بأنهم (أمناء الرسل وحصون الإسلام) فهم الأمناء على مسؤوليات الرسل، والأولى باستحقاقاتهم وجعلوا قولهم حجة على الناس جميعاً (هؤلاء حجتي عليكم وأنا حجة الله والرادّ عليهم كالراد علينا)”.

ونوه الى ان “الامة إذا تاهت واضطربت وتخبطت وتمزقت فبسبب تخلّفها عن تعاليم قيادتها الرشيدة، وإلا فإن التخطيط الإلهي لم يغفل معالم طريق النجاة وقد تحصّل أن على الأمة مرحلتين من التكاليف أمام قيادتها: الأولى: الفحص عن القائد الذي تجتمع فيه الصفات والخصائص التي اشترطها المعصومون (عليهم السلام) من الاجتهاد، والعدالة، والترفّع عن الدنيا والأنانية والاستئثار، وأن يستشعر حب الناس جميعاً والشفقة عليهم، وأن يكون واعياً ومحيطاً بقضايا الأمة وبصيراً بما يكتنفها، وقادراً على تشخيص العلل ووضع الحلول والعلاجات المناسبة لها، فإذا وجدت الأمة مثل هذا الشخص عليها أن تبقى مراقبة له لئلا يزلَّ وينحرف والعياذ بالله.
الثانية: وهي الطاعة والتسليم والنصيحة وبذل النصرة وعدم التقصير”.

واكد ان “التقليد الواعي الذي عبر عنه شيخنا الاستاذ سماحة المرجع اليعقوبي (روحي فداه) أي عدم الارتباط بالأشخاص وتقديسهم وإنما الذوبان في المبدأ ونرتبط بالشخص بمقدار تجسيده لتلك المبادئ مهما كان أصله وانتماؤه، وأن لا يكون انتقائياً في تقليده- أي الالتزام بما يعجبه من أوامر قيادته ومخالفة ما لا يعجبه-، فهذا عين الانحراف والضياع وإذا كان عنده شيء يريد أن يقدّمه فإن أعظم هدية هي النصيحة، أما أن يجعل نفسه قيّماً على مواقف المرجعية فيحكم على بعضها بالصحة وعلى بعضها الآخر بالبطلان فهذا من خطل التفكير؛ لأن أي فرد لا يملك قدرة المرجع على استنباط الحكم من مصادر الشريعة وهي الكتاب والسنة، وتجتمع لدى المرجع خبرات عديدة ومستشارون متنوعون وعيون ترصد جميع مساحة العمل أما هذا الفرد وذاك فهو محدود من هذه الجهات.”

وبين أن “الشذوذ عن خط المرجعية هو الخطأ الأكبر حتى لو تصورنا أن موقف المرجعية كان غير صائب لعدم ادّعاء العصمة، وعلى هذا ربّانا الأئمة المعصومون (عليهم السلام)، فلا يجوز لأي فرد من الأمة أن يحكّم مزاجه وأهواءه ويخضع لإسقاطاته النفسية”.

 

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا في موقع التلغرام: النعيم نيوز

و لمتابعتنا على موقع فيسبوك يرجى الضغط أيضا على الرابط التالي: النعيم نيوز

كما يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية

و لا تنسى أيضا الاشتراك في قناتنا على موقع الانستغرام: النعيم نيوز 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى