أقيمت صلاة الجمعة المباركة، بمسجد جنات النعيم في كربلاء المقدسة، بإمامة الشيخ جعفر الربيعي.
وفيما يلي نص خطبتي صلاة الجمعة، وتابعتهما “النعيم نيوز”:
بسم الله الرحمن الرحيم
الخطبة الأولى: قال تعالى ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْعَ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ﴾، إن هدف التشريع الإسلامي بمختلف جوانبه الفردية والاجتماعية هو التعبئة الروحية للإنسان في حركته الجهادية إلى الحبيب المتعال، قال تعالى (يا أيها الإنسان إنك كادح إلى ربك كدحاً فملاقيه)، وبمقدار ما يضفي ذلك التشريع من تطهير للباطن المجاهد والارتقاء به إلى الدرجات العالية من القرب الإلهي، بما يكتنفه من مصلحة تصل إلى حد إلزام الفرد بتلك العبادة، فيتبلور وجوب هذه الفريضة في قانون السماء، وصلاة الجمعة واحدة من أهم الفرائض للشحن الروحي والتصفية الباطنية.
السؤال / ماهي آثار الذكر ومن ضمنها صلاة الجمعة في السير المعنوي؟
عن أمير المؤمنين (عليه السلام): (اشحن الخلوة بالذكر)، وعنه (من ذكر الله سبحانه أحيا الله قلبه ونور عقله ولبه)، وقد نهى الإمام عليّ (عليه السلام) عن ذكر الله تعالى باللّسان فقط، لأنّ الذّكر في حقيقته يعني الإعراض عن أهواء النفس ونزواتها قولاً وفعلاً، لذا أمر بوجوب انسجام الباطن مع الظاهر، حيث قال: (لا تَذكُرْ اللهَ سُبحانَهُ ساهياً ولا تَنْسهُ لاهياً، واذكُرْهُ كامِلاً يُوافِقُ فيهِ قلبُكَ لسانَكَ ويطابِقُ إضمارُكَ إعلانَكَ، ولنْ تَذكُرَهُ حقيقةَ الذِّكْرِ حَتَّى تَنْسَى نفسَكَ فِي ذِكرِكَ وتفقِدُها فِي أمرِكَ).
ونذكر فيما يلي بعض أهمّ ثمار ذكر الله تعالى بإيجازٍ:
1-الذاكر ينعم بلطفٍ من الله تعالى: روي عن الإمام الصادق عليه السلام: (ما مِن عبدٍ يذكُرُ اللهَ فِي مَلأ مِن النّاسِ إلّا ذكَرَهُ اللهُ فِي مَلأ مَن الملائكَةِ).
2-ذكر الله سكينةٌ للقلوب: قال تعالى: ﴿الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾.
3-ذكر الله تطهيرٌ للقلب من النِّفاق: روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (مَن ذكرَ اللهَ كثيراً كُتبتْ لهُ بَراءَتانِ، بَراءَةٌ مِن النّارِ وبَراءَةٌ مِن النِّفاقِ).
4-الله يَذكرُ مَن ذَكره: نقل العلّامة المجلسيّ رحمه الله هذا الحديث القدسيّ: (أيُّما عبدٍ أطّلَعتُ علَى قلبهِ فرَأيتُ الغالبَ عليهِ التّمَسُّكَ بذِكري، تَولَّيتُ سياسَتَهُ وكُنْتُ جَلِيسَهُ ومُحادِثَهُ وأنيسَهُ)، وقال تعالى في كتابه المجيد: ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا﴾.
آثار الاجتماع عموماً:
1- شرَّع الله تعالى لهذه الأمة الاجتماع في أوقات معلومة، منها ما هو في اليوم والليلة كالصلوات الخمس، ومنها ما هو في الأسبوع وهو صلاة الجمعة، ومنها ما هو في السنة متكرراً وهو صلاة العيدين لجماعة كل بلد، ومنها ما هو عامٌّ في السنة وهو الوقوف بعرفة، لأجل التواصل وهو الإحسان، والعطف، والرعاية، ولأجل نظافة القلوب.
2- التعارف، لأن الناس إذا صلى بعضهم مع بعض حصل التعارف، وقد يحصل من التعارف معرفة بعض الأقرباء فتحصل صلته بقدر قرابته، وقد يعرف الغريب عن بلده فيقوم الناس بحقه.
3- تعويد الأمة الإسلامية على الاجتماع وعدم التفرق، فإن الأمة مجتمعة على طاعة ولي الأمر، وهذه الصلاة في الجماعة ولاية صغرى، لأنهم يقتدون بإمام واحد يتابعونه تماماً، فهي تشكل النظرة العامة للإسلام.
4- شعور المسلمين بالمساواة، وتحطيم الفوارق الاجتماعية، لأنهم يجتمعون في المسجد: أغنى الناس بجنب أفقر الناس، والأمير إلى جنب المأمور، والحاكم إلى جنب المحكوم، والصغير إلى جنب الكبير، وهكذا، فيشعر الناس بأنهم سواء، فتحصل بذلك الألفة، ولهذا أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بمساواة الصفوف حتى قال: ”ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم“.
أهمية صلاة الجمعة:
ذكرت الروايات التي بينت أهمية صلاة الجمعة آثاراً مهمة لهذه الصلاة المباركة، نقف على بعض منها:
1- استئناف العمل: روي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله): من أتى الجمعة إيماناً واحتساباً استأنف العمل.
2- تخفيف اهوال يوم القيامة والدخول إلى الجنة: جاء نفر من اليهود إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فسألوه عن سبع خصال فقال: أما يوم الجمعة فيوم يجمع الله فيه الأولين والآخرين، فما من مؤمن مشى فيه إلى الجمعة إلا خفف الله عليه أهوال يوم القيامة، ثم يأمر به إلى الجنة.
3- إنها حج المساكين: عن أبي عبد الله، عن أبيه، عن جده (عليهم السلام) قال: جاء أعرابي إلى النبي (صلى الله عليه وآله) يقال له: قليب، فقال له: يا رسول الله، إني تهيأت إلى الحج كذا وكذا مرة فما قدر لي؟ فقال لي: يا قليب، عليك بالجمعة فأنها حج المساكين.
4- استجابة الدعاء: عن جابر، قال: كان علي (عليه السلام) يقول: أكثروا المسألة في يوم الجمعة والدعاء، فإنّ فيه ساعات يُستجاب فيها الدعاء والمسألة، ما لم تدعو، بقطيعة، أو معصية، أو عقوق.
5- مضاعفة الأعمال: عن علي (عليه السلام) في حديث: (واعلموا أنّ الخير والبرّ يضاعفان يوم الجمعة).
6- النجاة من ضغطة القبر: عن الأصبغ بن نباتة، عن أمير المؤمنين (عليه السلام) أنّه قال: ليلة الجمعة ليلة غرّاء ويومها يوم أزهر، ومن مات ليلة الجمعة كتب له براءة من ضغطة القبر، ومن مات يوم الجمعة كتب له براءة من النار).
7- ترك الجمعة فيه هلاككم: عن علي عليه السلام قال: «ثلاثة إن أنتم خالفتهم فيهن أئمتكم هلكتم: جمعتكم، وجهاد عدوكم، ومناسككم».
8- قبول الفرائض متوقف على أداء الجمعة: عن رسول الله صلى الله عليه وآله، أنه قال: «إن الله سبحانه فرض عليكم الجمعة، في عامي هذا، في شهري هذا، في ساعتي هذه، فريضة مكتوبة، فمن تركها في حياتي وبعد مماتي إلى يوم القيامة، جحوداً لها واستخافاً بحقها، فلا جمع الله شمله، ولا بارك الله له في أمره، ألا لا صلاة له، ألا لا حج له، ألا لا صدقة له، ألا لا بركة له، إلا أن يتوب، فإن تاب تاب الله عليه».
الخطبة الثانية: قال تعالى: (وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ).
إن يوم ولادة السيدة زينب (عليها السلام) كما سنَّه سماحة المرجع اليعقوبي (حفظه الله) هو يوم العفاف العالمي. نريد أن نتحدث عن واحد من أهم صور العفاف، وهو الترفع عن الركون عن الظالمين والانخراط في مشروعهم.
إن هذه الآية تبين واحداً من أقوى وأهم الأسس والبرامج الاجتماعية والسياسية والعسكرية والعقائدية، فتخاطب عامة المسلمين ليؤدوا وظيفتهم القطعية فتقول: ولا تركنوا إلى الذين ظلموا والسبب واضح فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ومعلوم عندئذ حالكم ثم لا تنصرون. ما هو مفهوم الركون؟.. إن المفسرين أعطوا معاني كثيرة لكلمة (الركون)، ولكنها في الغالب تعود إلى مفهوم جامع ففسرها البعض بالميل، وفسرها البعض ب “التعاون”، وفسرها البعض ب “إظهار الرضا”، وفسرها آخرون ب “المودة”، كما فسرها جماعة بالطاعة وطلب الخير، وكل هذه المعاني ترجع إلى الاعتماد والاتكاء كما هو واضح… سؤال: في أي الأمور لا ينبغي الركون إلى الظالمين؟ بديهي أنه في الدرجة الأولى لا يصح الاشتراك معهم في الظلم أو طلب الإعانة منهم، وبالدرجة الثانية الاعتماد عليهم فيما يكون فيه ضعف المجتمع الإسلامي وسلب استقلاله واعتماده على نفسه وتبديله إلى مجتمع تابع وضعيف لا يستحق الحياة، لأن هذا الركون ليس فيه نتيجة سوى الهزيمة والتبعية للمجتمع الإسلامي.
من أهداف الكيان الإسرائيلي الغاصب:
الأول: انهاء وجود محور المقاومة وما الحرب على الغزة ولبنان إلا نموذج وإن الضربات بين الحين والآخر على اليمن والمقاومة في العراق إلا شاهد على هذا الهدف.
الثاني: العمل على خارطة الشرق الأوسط، في واحد من خطابات نتنياهو (إننا نغير وجه الشرق الأوسط)، (إننا أمام مشروع كبير يتخطى غزة ولبنان إلى الشرق الأوسط).
المطلوب هو:
1-الوعي والفهم والقراءة والمراقبة للساحة.
2-الارتباط الشيعي ووحدة الصف داخل مدرسة أهل البيت (ع)، وعدم الخضوع لمشروع سايكس بيكو بالحدود المصطنعة، والشعور بالمسؤولية لما يجري في المنطقة ودعم المقاومة بكل ما يمكن.
3-الحضور الاجتماعي في إفشال مشاريع أمريكا وإسرائيل ودول الاستكبار في المنطقة.
4- الارتباط بالمرجعية الرشيدة ومتابعة خطابات المرحلة بوعي وبصيرة”.
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرام: النعيم نيوز
لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التالي: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية
كما يمكنك أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرام: النعيم نيوز