اخبار اسلامية
أخر الأخبار

خطبتا صلاة الجمعة في كربلاء بإمامة الشيخ فيصل التميمي

أقيمت صلاة الجمعة المباركة، بمسجد جنات النعيم في محافظة كربلاء المقدسة، بإمامة الشيخ فيصل التميمي.

 

وفيما يلي نص خطبتي صلاة الجمعة، وتابعتهما “النعيم نيوز”:

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وآله الطيبين الطاهرين

الخطبة الأولى: الخطبة المركزية الموحدة (لا تهجروا القرآن والقراءة)

شعوراً من سماحة المرجع اليعقوبي (دام ظله) بأهمية القراءة وخطورة إعراض الناس عن قراءة الكُتب النافعة، واحتفاءً بنزول أول آية من القرآن الكريم تحمل الأمر بالقراءة في قوله تعالى (اقْرَأْ) وأول قَسمٍ إلهيٍ في القرآن الكريم (والقلمِ)، فقد دعا سماحته إلى اعتبار يوم المبعث النبوي الشريف في السابع والعشرين من رجب (يوم القراءة العالمي) لتذكير الأمة بمسؤوليتها عن تنفيذ هذا الأمر الإلهي المبارك.

حيث قال (دام ظلُّه) حول قولهِ تعالى (عَلَّمَ بِالْقَلَمِ): (أي علَّم البشر الكتابة واستعمال القلم أو بمعنى أنه تعالى علَّمهم ما لا يعلمون بواسطة القلم والكتابة وهو أبرز حدث في تاريخ البشر ولولاه لما تكاملت الحضارات ولما انتقلت العلوم واستفادت الأمم من إنجازات غيرها، ولا تستطيع أُمة أن تتقدم وتبني حضارة إذا لم تُحسن الاستفادة من الكتاب والقلم. وبلغ تعظيم القلم الى مستوى القسم به (ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ)).

أهمية القراءة:

تًعد القراءة من أهم الوسائل للارتقاء العقلي، والإثراء العلمي والفكري والمعرفي، والاطلاع على أفكار وآراء وتجارب ومنجزات العقل البشري عبر التاريخ. والقراءة تضيء العقل، وتطور الشخصية، وتحفز التفكير، وتجدد الأفكار، وتصقل المواهب، وتُنمي القدرات، وتقوي الثقة بالنفس، وتغير القناعات.

أسباب العزوف عن القراءة:

1/ سهولة الحصول على المعلومات: فقد فتحت الشّبكة العنكبوتيّة أمام النّاس آفاقاً واسعة، وأتاحت لهم أدوات متعدّدة سهلة كي يحصلوا على المعلومة التي يريدونها بأسرع وقتٍ، وأقل جهدٍ ممكن.

2/ الانشغال بالعمل لتأمين الوضع المعاشي: حيث جعل النّاس للكسب أولويّة في الحياة، بينما أصبحت القراءة والمطالعة أمراً ثانوياً، وربما هامشياً, روي عن (صلى الله عليه وآله): (أُفٍّ لرجلٍ-وفي رواية لكل مسلم- لا يُفَرِّغ نفسه في كل جمعةٍ لأمر دينه فيتعاهده ويسأل عن دينه).

3/ الانشغال بوسائل التسلية: كوسائل التواصل الاجتماعي، والقنوات الفضائية والتنزه وجلسات المسامرة مع الأصدقاء، لذا لا يجد الفرد وقتاً كافياً للقراءة بسبب اللهو الزائد.

4/ العزوف عن القراءة الهادفة: لانصراف الشباب لقراءة ما يخص الرياضة، والفن، والأشعار، والروايات، والألغاز، وتفسير الأحلام على حساب قراءة ما هو مفيد.

القرآن والقراءة:

أولى الإسلام عناية خاصة بالقراءة، فأول آية نزلت في القرآن الكريم كانت كلمة ﴿اقْرَأْ﴾ في قوله تعالى: ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ﴾، وفي هذه الآيات الشريفة دلالة وإشارة كبيرة إلى أهمية القراءة في الارتقاء بالإنسان والمجتمع، وصناعة التقدم العلمي للأمة، فقد رُوي عن أمير المؤمنين: «اكتَسِبوا العِلمَ يُكسِبْكُمُ الحَياةَ»، وعنه (عليه السلام): «العِلمُ حَياةٌ».

وفي هذا العصر أصبح الحصول على أي كتابٍ أمراً سهلاً للغاية، في حين كان الباحث عن الكتاب سابقاً يقطع الصحاري على الدواب ويخاطر بحياته ويتحمل الصعوبات الكثيرة من أجل الحصول عليه، أما الآن فيمكن للفرد حيازة آلاف الكتب بضغطة زر في هاتفه أو حاسوبه الشخصي.

الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) والحثُّ على القراءة

كان النبي (صلى الله عليه وآله) يدعو إلى تعليم المسلمين الكتابة والقراءة، فقد روي عنه أنه قال: (العِلمُ رَأسُ الخَيرِ كُلِّهِ، والجَهلُ رَأسُ الشَّرِّ كُلِّهِ) وظل هذا الاهتمام بالقراءة وطلب العلم والمعرفة توجيهاً دائمياً من قبله (صلى الله عليه وآله) فقال أيضاً: (إذا أتى عليَّ يوم لا أزداد فيه علما – يقربني إلى الله – فلا بارك الله لي في طلوع شمسه – شمس ذلك اليوم) , وروي عن الإمامُ علي: «العِلمُ أصلُ كُلِّ خَيرٍ، الجَهلُ أصلُ كُلِّ شَرٍّ».

وفي سيرته المباركة نجد هذا الموقف النبوي الذي يدل على اهتمامه بتعليم المسلمين القراءة، وهو موقف فداء الأسرى في بدر؛ فقد كان النبي يطلب من الأسرى الذين يرغبون في إطلاق سراحهم أن يقوموا مقابل ذلك بتعليم عشرة من المسلمين القراءة والكتابة، وفي هذا دلالة قوية على عنايته (صلى الله عليه وآله) بمسألة القراءة، لأن أية أمة لا يمكنها الارتقاء والتقدم من دون العلم والمعرفة.

وفي موقف آخر كان (صلى الله عليه وآله) يزوج الرجل على أن يكون مهر المرأة تعليمها سورة أو آية من القرآن الكريم، ولهذا استطاع (صلى الله عليه وآله) أن ينتقل بأمة العرب من الجهل إلى العلم، ومن التخلف إلى التقدم، وأن تكون الأمة الإسلامية في صدارة الأمم في فترة زمنية قصيرة.

لماذا نقرأ ؟

للقراءة الجادة والمنهجية والمركزة فوائد عديدة، منها:

1 – حتى يكون القارئ إنساناً حقيقياً وفاعلاً مرضيَّاً عند الله عزَّ وجلَّ, يقول سماحة المرجع (دام ظلُّه): (فعلى كل شخصٍ أن يقرأ ويصاحب الكتاب وكل مصادر المعرفة الأُخرى ويتزود منها ليكون إنساناً بمعنى الإنسان الحقيقي لا الشكلي وليكون حياً فاعلاً في المجتمع).

2- لأن القراءة مصدر للعلم والمعرفة: تُعد القراءة المنهجية أو التخصصية من المصادر المهمة لاكتساب العلوم والمعارف، فهي من أهم مصادر التعلم وأوسعها. أما الإدمان على القراءة غير المنهجية فقط، كالتي في مواقع التواصل الاجتماعي فقد تعطي الإنسان بعض المعلومات والأفكار، ولكنها عادة ما تكون مشتتة، وغير منهجية وغير موضوعية، وغير رصينة علمياً بخلاف القراءة الجادة والواعية والمركزة.

3- تنمية الشخصية: تساعد القراءة الواعية على تنمية شخصية الإنسان، وتطوير ذاته، كما أنها تزيد من النضج والرشد العقلي، وتفيد في صقل طاقاته ومواهبه، فالإنسان القارئ يكون مثقفاً وواعياً، ولديه القدرة على التحاور مع الآخرين، بخلاف الفرد الذي لا يقرأ، أو يقرأ نادراً حيث يفتقر لمؤهلات القدرة على الحوار والنقاش.

4- الشعور بالمتعة والراحة: تعطي القراءة شعوراً بالمتعة والراحة، وقد جَرّب مَن صاحًبَ الكتاب وتولّع بالقراءة أيّ أُنسٍ وسعادةٍ ينالَها برفقة الكتاب حتى لا يشعر أحياناً بما يجري حوله وتمر عليه الساعات دون أن يدري وكأنه في روضة غنّاء، وكان بعض العلماء يطرب اثناء أُنسه بالكتاب ويقول: أين الملوك وأبناء الملوك من هذه اللذات، ومعه حق فما قيمة اللذات الجسدية التي يبحث عنها المترفون من لذة القراءة ومطالعة الكتاب، ومن جهة أخرى تمنع القراءة من الملل والسأم والنكد، وتساعد على مليء الفراغ، وتمنع الشعور بالعزلة والوحدة والاكتئاب والقلق، وفي نفس الوقت يكتسب القارئ فوائد أدبية ومعرفية متنوعة. ومن هنا دعا سماحته الجهات الدينية والفكرية والثقافية لوضع برامج عمل وخطط وفعاليات تعبوية لإحياء هذه المناسبة، وأن لا تقتصر على الأنماط المتعارفة, كإقامة معارض الكتب والمسابقات لأحسن كتاب او اصغر قارئ او إهداء الكتب للناس في الأماكن العامة أو إصدار النشرات التي تحث المجتمع على القراءة ونحو ذلك.

الخطبة الثانية

الطاعات والعبادات السهلة التي منحها الله سبحانه وتعالى للعباد كبدائل لطاعات وعبادات أخرى، ومنها ما يلي:

1. الذكر الرجبي (سبحان الإله الجليل، سبحان من لا ينبغي التسبيح له….إلخ) كبديل عن الصوم.

2. قراءة بعض السور تعادل ثواب ختمة القران كله مثل: (قراءة سورة التوحيد ثلاث مرات)، (قراءة سورة الكافرون أربع مرات )، (قراءة سورة يس مرة واحدة تعادل ( 12) ختمة).

3. البر بالخالة عند فقدان وجود الأم لأجل غفران الذنوب: روي عن النبي (صلى الله عليه وآله) : (الْخَالَةُ بِمَنْزِلَةِ الْأُمِّ). وروي أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآله فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنِّي أَصَبْتُ ذَنْبًا عَظِيمًا فَهَلْ لِي تَوْبَةٌ؟ قَالَ: (هَل لَكَ مِنْ أُمٍّ) قَالَ: لَا، قَالَ: (هَلْ لَكَ مِنْ خَالَةٍ؟) قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: (فَبِرَّهَا).

4. زيارة صالحي الشيعة الأحياء والأموات… عن الإمام الكاظم (عليه السلام): (من لم يستطع أن يصلنا فليصل فقراء شيعتنا. ومن لم يستطع أن يزور قبورنا، فليزر قبور صلحاء إخواننا).

5. صلاة الجمعة بدلاً عن الحج لمن لا يستطيع أداءه (فهي حج المساكين).

6. حُسن تبعل المرأة لزوجها بدلاً عن ثواب الجهاد: روي أن: (جهاد المرأة حُسن التبعل). وروي عن (صلى الله عليه وآله): (ما من امرأة رفعت من بيت زوجها شيئا من موضع إلى موضع تريد به صلاحا إلا نظر الله إليها، و من نظر الله إليه لم يعذبه).

7. رد المظالم لمن لم يستطيع ارجاع الحقوق المالية إلى أهلها.

8. تدارك بر الوالدين بعد موتهما: فقد روي عن الإمام الباقر (عليه السلام): (إن العبد ليكون باراً بوالديه في حياتهما، ثم يموتان فلا يقضي عنهما ديونهما ولا يستغفر لهما فيكتبه الله عاقاً، وإنه ليكون عاقاً لهما في حياتهما غير بار بهما، فإذا ماتا قضى دينهما واستغفر لهما فيكتبه الله عز وجل باراً).

9. صيام الدهر كله بصوم ثلاثة أيام في الشهر وهي: (الخميس الأول والأخير مع الأربعاء الأوسط من الشهر).

10. الأخلاق الحسنة بدلاً العبادة الكثيرة، عنه (صلى الله عليه وآله): (إن العبد ليبلغ بحسن خلقه عظيم درجات الآخرة وشرف المنازل وإنه لضعيف العبادة).

11. الصدقة الجارية والولد الصالح والعلم النافع بديلاً عن العمر المستمر بالطاعات بعد الموت.

12. التيمم قبل النوم بدلاً عن الوضوء.

13. من لم يدرك المعصومين في زمانهم فلينوي بقلبه بإخلاص فكأنه كان معهم…ورد عن الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) لما أظفره اللّه بأصحاب الجمل، وَقَد قَالَ لَهُ بَعْضُ أَصْحَابِهِ وَدِدْتُ أَنَّ أَخِي فُلاَناً كَانَ شَاهِدَنَا لِيَرَى مَا نَصَرَكَ اَللَّهُ بِهِ عَلَى أَعْدَائِكَ فَقَالَ لَهُ (عليه السلام) : أَهَوَى أَخِيكَ مَعَنَا فَقَالَ نَعَمْ قَالَ فَقَدْ شَهِدَنَا وَ لَقَدْ شَهِدَنَا فِي عَسْكَرِنَا هَذَا أَقْوَامٌ فِي أَصْلاَبِ اَلرِّجَالِ وَ أَرْحَامِ اَلنِّسَاءِ سَيَرْعَفُ بِهِمُ اَلزَّمَانُ وَ يَقْوَى بِهِمُ اَلْإِيمَانُ أقول: وروي نظيره عنه (عليه السلام) في أهل النهروان، لمّا أظفره اللّه بهم ، فعن الحكم بن عُيينه قال: لمّا قَتل أمير المؤمنين (عليه السلام) الخوارج يوم النهروان قام إليه رجل فقال: يا أمير المؤمنين طوبى لنا إذ شهدنا معك هذا الموقف و قتلنا معك هؤلاء الخوارج. فقال (عليه السلام): والذي فلق الحبة و برأ النسمة، لقد شهدنا في هذا الموقف اُناس لم يخلق اللّه آباءهم و لا أجدادهم بعد. فقال الرجل: و كيف يشهدنا قوم لم يُخلقوا؟ قال(عليه السلام): بلى قوم يكونون في آخر الزمان يشركوننا في ما نحن فيه، و يسلّمون لنا فأولئك شركاؤنا في ما كنّا فيه حقاً حقاً.

14. زيارة أحد المعصومين أو زيارة السيد عبد العظيم الحسني (عليه السلام) في مدينة الري كزيارة الإمام الحسين(عليه السلام):

-قال رجل من أهل الري: دخلت على أبي الحسن العسكري (عليه السلام) فقال: أين كنت؟ قلت: زرت الحسين (عليه السلام) قال: أما أنك لو زرت قبر عبد العظيم عندكم لكنت كمن زار الحسين بن علي (عليهما السلام).

-روي عن الصادق (عليه السلام): (من زار واحداً منا كان كمن زار الحسين (عليه السلام)).

-روى هارون بن خارجة قال: قال أبو عبد الله (عليه السلام) يا هارون كم حججت قال قلت تسع عشرة حجة و تسع عشرة عمرة فقال لو كنت أتممتها عشرين حجة كنت كمن زار الحسين بن علي (عليه السلام).

-عن (صلى الله عليه وآله): (..فمن زارني بعد وفاتي فكأنما زارني في حياتي. ومن زار فاطمة فكأنما زارني، ومن زار علي بن أبي طالب فكأنما زار فاطمة، ومن زار الحسن والحسين فكأنما زار عليا، ومن زار ذريتهما فكأنما زارهما).

-عن (صلى الله عليه وآله): فمن لم يستطع زيارة قبري فليبعث إلي بالسلام فإنه يبلغُني)”.

 

 

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرامالنعيم نيوز

لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التاليالنعيم نيوز

كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا علىقناة النعيم الفضائية

كما يمكنك أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرامالنعيم نيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى