أقيمت صلاة الجمعة المباركة، بمسجد جنات النعيم في محافظة كربلاء المقدسة، بإمامة الشيخ الدكتور جعفر الربيعي.
وفيما يلي نص خطبتي صلاة الجمعة، وتابعتهما “النعيم نيوز”:
الخطبة الأولى
الخطبة المركزية الموحدة حول “الاحتفال برأس السنة الميلادية”
بسم الله الرحمن الرحيم قال الله تبارك وتعالى: ﴿ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ ما قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ* وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْساهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ﴾ (سورة الحشر:18-19).
لم يبق إلا يومان ونودع سنة ميلادية ونستقبل عاماً ميلادياً جديداً.. وقد جرت العادة أن تكون رأس السنة الميلادية هي مناسبة لإقامة السهرات والحفلات واللقاءات التي تجري في الأماكن العامة والبيوت، وقد لا يكون في ذلك أي مانع ديني إن حافظت هذه اللقاءات والحفلات والسهرات على الحدود والضوابط الشرعية، ولم تدخل فيما يعهد من أجواء رأس السنة حيث تستباح عند الكثيرين الحرمات ويفقد فيها حتى من كان يوصف بالرزانة صوابه واستقامته..
لكن يبقى السؤال الذي لا بد أن نطرحه على أنفسنا، عن مدى الترابط بين أجواء الفرح الشرعية التي نريدها وبين ما يجري في رأس السنة، لأننا نخشى أن نكون في هذه المناسبة مأخوذين بالسلوك الجمعي والذي نهانا رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته أن نكون في أي من مواقعنا صدىً لأحد كما ورد ذلك عن الإمام الصادق (عليه السلام): (لا تكونن إمعة, تقول أنا مع الناس وأنا كواحد من الناس).
فمناسبة رأس السنة لو أردنا تحليلها ووعيها في عمقها لرأينا أنها لا تنسجم مع كل هذا الجو الصاخب واللاهي وحتى مع جو الفرح الشرعي، لأنها تعني في الحقيقة خسارة الإنسان لسنة من عمره، يصبح معها الإنسان أقرب لأن يغادر هذه الحياة وأن يقف بين يدي ربه ليواجه مسؤوليته حين يأتي النداء {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ} (الصافات:24) {أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ} (المؤمنون:115) {يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَنْ نَفْسِهَا} (النحل:111) {وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا} (الجاثية: 28).
يمكن النظر للاحتفاء السنوي العالمي بذكرى ميلاد نبيٍّ من الأنبياء، وهو السيّد المسيح (وبصرف النظر عن مدى الدقة في تزامن التاريخ المعتمد مع تاريخ الميلاد الفعلي للسيّد المسيح)، باعتباره مؤشّراً ودليلاً على عمق الميل الديني في نفوس بني البشر، بالرغم من كلّ مظاهر الحضارة المادية الجارفة، ورغم ما مرّ على البشرية من عظماء آخرين، علماء ومفكّرين ومكتشفين!.
إنّ المجتمعات الغربية في توجّهها العام، لا تزال تنزع نحو الحفاظ على الهوية الدينية العامة، كما في الاحتفاء بأعياد الميلاد. وإلّا ماذا يعني أن يحتفلوا بميلاد النبي عيسى وينتسبون إليه، ويعتبرون الصليب شعاراً وهويّة لهم، في إشارة إلى ما يعتقدونه من صلب السيّد المسيح.
إنّ هذا يدلّ قطعاً على الميل الديني؛ وبالتالي، فإنّ الاحتفال بميلاد نبيٍّ من الأنبياء العظام، ومن الخمسة أولي العزم، أمر لا يخرج بأيِّ حالٍ عن دائرة الدين، وإنْ باتت المناسبة جزءاً من الهوية الدينية لأمة معينة، فلكلّ أمة هويتها وشعائرها وتقاليدها.
ومن هنا ينبغي النظر إلى الثورة على الكنيسة في الغرب على أنها: (ثورة على الاستبداد الديني حصراً، لا ثورة على أصل الدين…..فقد ثار الناس على الاستبداد الديني، والقيود الدينية الصارمة، التي وضعها رجال الكنيسة على الناس طويلاً، لكن الناس في مقابل ذلك عادوا لعمقهم الديني المتجذّر في النفوس، فالشعوب التي ثارت على الكنيسة لم تنسلخ من الدين تماماً) ولأننا على أعتاب سنة جديدة حسب التقويم الميلادي السائد على المستوى العالمي، أردنا تسليط الضوء على موضوع التعامل مع بدء أيّ سنة جديدة بالنسبة لأيّ مجتمع.
فيمكن أن تسجل على الاحتفالات في رأس السنة بعض الملاحظات، أبرزها عدم الانضباط في مثل هذه الاحتفالات التي نستطيع أن نسميها عبثية، إذ نرى أن أفعال كثير من المحتفلين لا مبرر معقول لها! فهم يطلقون هذه الضجة والصراخ الذي يحصل عندما تدق الساعة الثانية عشرة ليلاً، ماذا تعني بالنسبة لهم خرج عام ودخل عام؟ في حين إنَّ كثيراً من دعاة المدنية، كما يقول سماحة المرجع الشيخ اليعقوبي (دام ظله): (ينتقدونا لأجل أننا نعظم شعائر أهل البيت عليهم السلام ما معنى هذه الممارسات التي تؤدونها؟ رغم أنها فعاليات فيها أهداف معنوية سامية، حينما نحيي قضية الإمام الحسين عليه السلام إنما نكرم فيه البطولة ومقاومة الظلم والاستبداد، وإحياء الأمة وبعث روح الحياة فيها مضافاً إلى إظهار الولاء لأهل البيت عليهم السلام، فلماذا تُنتقَد فعالياتُنا مع أنها تحقق هذه الأهداف الكثيرة) فعلينا أن نكون أكثر ثباتاً ونرد على الإشكالات التي يوردها البعض على مناسباتنا الدينية فنحن مهرجاناتنا لها مردودات إيجابية معنوية ولكن ماهي مردودات أو ثمرات أعمالهم مثل مهرجان مصارعة الثيران في إسبانيا، حيث تطلق الثيران من حظائرها وتهرع للشوارع متوجهة إلى الملعب والناس متكدسة أمامها وهي تقتل وتجرح وتضرب على طول المسافة ما هو معنى هذا الفعل؟ فهؤلاء المحتفلون أي إنجاز حققوا حتى يحتفلوا؟.
الآن صفحة من صفحات العمر عنوانها 2023م انتهت وأغلقت وستبدأ صفحة بيضاء جديدة عنوانها 2024م فماذا كتب في الصفحات السابقة نسأل الله تعالى أن تكون حافلة بالأعمال الصالحة. ينقل العلامة المجلسي رواية عن الامام الحسن إذ مرَّ (عليه السلام)في يوم فطر بقوم يلعبون ويضحكون فوقف على رؤوسهم فقال: (إن الله جعل شهر رمضان مضماراً لخلقه فيستبقون فيه بطاعته إلى مرضاته فسبق قوم ففازوا ، وقصر آخرون فخابوا، فالعجب كل العجب من ضاحك لاعب في اليوم الذي يثاب فيه المحسنون، ويخسر فيه المبطلون، وأيم الله لو كشف الغطاء لعلموا أن المحسن مشغول بإحسانه، والمسيئ مشغول بإساءته، ثم مضى) وما أحسن ما يقوم به ثلة من المؤمنين بإيجاد معادل موضوعي، من زيارة للأئمة الأطهار (عليهم السلام) وربما يسمعون كلاماً مفيداً من علماء الدين, في مقابل من يلهو ويلعب وتصدر منهم بعض الأفعال المحرمة, في رأس السنة الميلادية, وقد أكبرت المرجعية الدينية فعلهم هذا جزاهم الله خيراً.
إذن كيف ينبغي للمؤمنين أن يتعاملوا مع السنة الجديدة؟
أولاً: استقبال السنة الجديدة بحالة تفاؤل وأمل وثقة واطمئنان: وعلى المؤمن الواعي أن يحمد الله تعالى على أن بلّغه العام الجديد، وعلى ما أنعم به عليه في العام المنصرم، وما كفاه من شرور، ومكّنه من تجاوز كثيرٍ من المشاكل والعقبات. فالتفاؤل يريح نفس الإنسان، ويزيد في فعاليته وإنتاجه، لذلك ورد عن رسول الله: (نِعمَ الشَّيءُ الفَألُ؛ الكَلِمَةُ الحَسَنةُ يَسمَعُها أحَدُكُم). وكان النبي (صلى الله عليه وآله) كثير التفاؤل، ويتصيّد أيّ مناسبة لبثّه ونشره بين أصحابه، ففي قصة الحديبية حينما قيل له إنّ المفاوض من قبل قريش هو (سهل بن عمرو)، قال: (لقَدْ سَهُلَ لَكُمْ مِن أمْرِكُمْ)، وعن الإمام علي (عليه السلام) قال: (تَفَأَّلْ بِالْخَيْرِ تَنْجَحْ).
ثانياً: أن تكون السنة الجديدة فرصة للمحاسبة والمراجعة: يقول سماحة المرجع الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله): (إنَّ السنة الجديدة تمثل فرصة للمراجعة وليست فرصة للعبث واللعب, ربما كانت رأس السنة للمسيحين يحتفلون بأعياد الميلاد, أما الآن فالمسلمون هم المحتفلون الرئيسيون بما فيها المحافظات المقدسة فالمفروض أن نأخذ الموعظة في كل حياتنا ومنها هذا الوقت وهذا مدعاة للمحاسبة والمراجعة).
أيها الأحبة: ما أسوأ الإنسان الذي يبدأ سنته بارتكاب المعاصي، كما يفعل الكثيرون، وكم هو مبارك هذا الإنسان الذي يتوقف مع نفسه طويلاً في هذه الليلة، ممحصاً لأعماله ومتهيئاً لمواجهة امتحانات وابتلاءات السنة القادمة، داعياً الله أن يجتازها بتوفيق منه سبحانه وتعالى. وقد حرص الرسول الله (صلى الله عليه وآله) على أن يقدم أنموذجاً من المراجعة للنفس بين يدي الله في رأس سنة جديدة حين كان يقف في آخر ليلة منها، ولنـا في رسول الله (ص) أسوةٌ حسنةٌ لا بد أن نقتدي بها، ليصلي ركعتين ويقول كما جاء في الحديث: (ما عملت في هذه السنة من عمل، نهيتني عنه ولم ترضه، ونسيتُهُ ولم تَنسَهُ، ودعوتني إلى التوبة بعد اجترائي عليك، اللهم فإني أستغفرك منه فاغفر لي، وما عملت من عمل يقربني إليك فاقبله منى، ولا تقطع رجائي منك يا كريم).
ثم كان يقف في أول السنة الجديدة ليصلي أيضاً ويقول: (… وَهذِهِ سَنَةٌ جَدِيدَةٌ فَأَسْأَلُكَ فِيها العِصْمَةَ مِنَ الشَّيْطانِ وَالقُوَّةَ عَلى هذِهِ النَّفْسِ الأَمَّارَةِ بالسُّوءِ وَالاشْتِغالَ بِما يُقَرِّبُنِي إِلَيْكَ، يا كَرِيمُ) وهناك دعاء يقرأ في بداية العام الجديد, يثير في نفس الإنسان التطلع للتحول والتغيير إلى الأفضل: (يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ وَالْأَبْصَارِ يَا مُدَبِّرَ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ يَا مُحَوِّلَ الْحَوْلِ وَالْأَحْوَالِ حَوِّلْ حَالَنَا إِلَى أَحْسَنِ الْحَالِ) ومن المفيد للإنسان أن يستثمر دخول العام الجديد في تحفيز إرادته وعزمه على التجديد والتغيير؛ فيقوم بمراجعةٍ لأفكاره وعاداته وأساليب حياته، وحال علاقاته مع الآخرين، ليصحح الخطأ فيها، ويسدّ النواقص والثغرات، ويضع أمامه خطة للبدائل والخيارات الأفضل، ليسير عليها في العام الجديد. فمثلاً في المجال الروحي وفي علاقاته مع ربه؛ عليه أن يفكر في مستوى التزامه بواجباته الدينية، وإقباله على البرامج والأعمال الصالحة المرغوبة عند الله تعالى. وفي المجال الثقافي والمعرفي عليه أن يفكر في تخصيص جزء من وقته لتنمية مستوى ثقافته ومعرفته.
وفي المجال الاجتماعي- مجال علاقاته بالآخرين- وبخاصة من هم قريبون منه، عليه أن يخطط لمعالجة أيّ مشكلة أو سلبية على هذا الصعيد، وأن يعمل على تحسين علاقاته، بالمزيد من تفهّم الآخرين، والإحسان إليهم.
أيها الأحبة:
على الإنسان الواعي أن يقوم بمراجعة لسيرته وسلوكه، ولا يبقى مسترسلًا مع عاداته وأساليبه دون إعادة نظر وتفكير, فإذا وجد لديه عادة أو سلوكاً خطأ، أو مرجوحاً، فليقرّر تغييره وتجاوزه في السنة الجديدة. وليفكر في إنشاء عادات جديدة حسنة مفيدة لدنياه وآخرته؛ فمشكلة الإنسان هي الاستمرار في السير أو الكلام أو العمل دون التفات أو توقف. ومن هنا جاءت روايات أهل البيت (عليهم السلام) تشجع الإنسان على التسلح بالإرادة لمقاومة سلطان العادة.
ورد عن أمير المؤمنين علي(عليه السلام) : (بغَلَبَةِ اَلْعَادَاتِ اَلْوُصُولُ إِلَى أَشْرَفِ اَلْمَقَامَاتِ)
وورد عنه (عليه السلام): (غَالِبُوا أَنْفُسَكُمْ عَلَى تَرْكِ اَلْعَادَاتِ وَجَاهِدُوا أَهْوَائَكُمْ تَمْلِكُوهَا)
وورد عنه (عليه السلام): (غَيِّرُوا اَلْعَادَاتِ تَسْهَلُ عَلَيْكُمُ اَلطَّاعَاتُ)
وختاماً نقول: نحن معنيون بأنفسنا أن نزكيها، أن نطهرها، وأن نصفيها من كل التبعات كي لا يأخذها غيرنا إلى حيث يريد, فهناك من يسعى دائماً إلى أن يسلبنا أنفسنا بأن يجعلها في تياره, وهذا لا يحصل إلا بأن نحاور أنفسنا وأن ندقق في أعمالها، وأن نجاهدها بأن نستعين بالله على تصحيح مسارها وتصويب أمرها حتى لا نتفاجأ عندما نقف بين يدي الله بما حذرنا منه عندما قال: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً}. ( الكهف: 103) أو من الذين قال عنهم: {وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا}. ( الكهف:49)
الخطبة الثانية
نظرة المجتمعات إلى المرأة
هناك الكثير من الأفكار والنظريّات التي قد تشاع بين الناس، والتي تجعل المرأة دون مستوى الرجل، وربما تنسب مثل هذه الأفكار إلى الشرع المقدس، فلا يتجرّأ المسلم على مواجهتها لتوهّمه أنّه بذلك يُخالف الشرع، والحقيقة غير ذلك، ومن هذه النظريّات:
1- هل المرأة مخلوق ثانويّ؟
اشتهر عند بعض المسلمين أنّ حواء خُلقت من أحد أضلع آدم عليه السلام وذكروا بعض الروايات التي يمكن أن تساعد على ذلك، وهذه الطريقة في الخلق قد تجعل الإنسان يتصوّر أنّ حواء – وبالتالي النساء – مخلوق ثانويّّ خُلق من ضلع الرجل، وذكر بعضهم أنّه الضلع القصير والأيسر، وهذه الفكرة غير سليمة، ونحن في غنى عن مناقشة معنى خلقها من ضلع آدم عليه السلام، فإنّ الوارد عندنا أنّها خُلقت من الطينة التي خلق منها آدم وليس من الضلع، ففي الرواية عن ابن أبي المقدام، عن أبيه قال: “سألت أبا جعفر عليه السلام: من أيّ شيء خلق الله حواء؟ فقال: أيَّ شيء يقول هذا الخلق؟ قلت: يقولون: إنّ الله خلقها من ضلع من أضلاع آدم، فقال عليه السلام: كذبوا، أكان يُعجزه أن يخلقها من غير ضلعه؟ فقلت: جعلت فداك يا بن رسول الله من أيّ شيء خلقها؟ فقال عليه السلام: أخبرني أبي، عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: إنّ الله تبارك وتعالى قبض قبضة من طين فخلطها بيمينه – وكلتا يديه يمين – فخلق منها آدم، وفضلت فضلة من الطين فخلق منها حواء” وتعبير “فضلة من الطين” ليس للاستهانة بهذه الطينة، فالله حكيم لا يزيد عن عمله تعالى فضلات، وإنّما يشير هذا التعبير إلى أمرين:
أوّلاً: الترتيب الزمنيّ حيث خلق آدم أوّلاً من جزء من الطينة وخلقت حواء من الباقي منها.
ثانياً: أنّها خُلقت من نفس طينة آدم عليه السلام لإغلاق باب وجود طينة أخرى للنساء تختلف عن طينة الرجال، وعلى هذا النسق قوله تعالى في القرآن الكريم:﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً..﴾.
2- أوّل خطأ ومعصية:
من المشهور عند الأديان الأخرى وربما سرى ذلك إلى بعض المسلمين أيضاً، أنّ المرأة تتحمّل مسؤوليّة أوّل خطأ قام به الإنسان وأنّها كانت السبب في وقوع آدم عليه السلام في الخطأ أيضاً، فهي التي زيّنت له الأكل من الشجرة التي نهاهما الله تعالى عنها. روى ابن عباس أنّه: “لمّا أكل آدم من الشّجرة التي نُهي عنها قال الله عزّ وجلّ ما حملك أن عصيتني؟ قال: ربّ زيّنت لي حواء. قال: فإنّي أعقبتها أن لا تحمل إلّا كرهاً ولا تضع إلّا كرهاً ودميتها في الشهر مرّتين. فلمّا سمعت حواء ذلك رنّت، فقال لها: عليك الرنّة وعلى بناتك”. وهذه الروايات لم تصح عندنا وهي تخالف ظاهر القرآن الكريم.
يقول تعالى: ﴿وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ فَكُلاَ مِنْ حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الظَّالِمِينَ * فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْءَاتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَ عَنْ هَـذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ * وَقَاسَمَهُمَا إِنِّي لَكُمَا لَمِنَ النَّاصِحِينَ * فَدَلاَّهُمَا بِغُرُورٍ فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْءَاتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَن تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُل لَّكُمَا إِنَّ الشَّيْطَآنَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُّبِينٌ * قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ﴾. فهذه الآيات لم تميّز بين آدم وحواء عليهما السلام في هذا الموضوع، فالله تعالى خاطبهما معاً ووسوسة إبليس اللعين كانت لهما معاً.
نظرة الإسلام للمرأة:
إن المرأة هي أحد صنفي الإنسان، وحتّى نتعرّف على نظرة الإسلام إلى المرأة فلا بدّ من ملاحظتها ضمن النوع الذي تنتمي إليه في البداية وهو الإنسان، ثمّ ملاحظتها بخصوصيّتها كامرأة.
1- كرامة المرأة كإنسان:
يقول الله تعالى:﴿وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً﴾ وهذه الكرامة تنطبق على المرأة كما تنطبق على الرجل وبنفس المستوى، فليست المرأة مخلوقاً آخر على صورة البشر، بل هي بشر وإنسان حقيقة، متساوية من هذه الجهة مع الرجل. يقول الله تعالى في كتابه العزيز:﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا …﴾ فكما إنّ الشـعوب والقبائـل متسـاوية لجهة كونها إنسـاناً فكذلك الذكر والأنثى.
نقاط ضعف مشتركة:
هذه الكرامة التي أشارت إليها الآيات الكريمة لا تعني عدم وجود نقاط ضعف في شخصيّة الإنسان بصنفيه، بل هناك الكثير من نقاط الضعف التي أشارت إليها الآيات القرآنيّة لا لتقدح بالإنسان وتحطّ من مقامه، بل لتنبّه هذا الإنسان إلى الثغرات التي ينبغي عليه أن يكون واعياً تجاهها ليسدّها ولا يكون فريسة سهلة أمامها. فالقرآن الكريم هدفه الهداية: ﴿ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِين﴾.
وهكذا كلّ نصٍّ شرعي يتحدّث عن نقطة ضعف هو في الحقيقة نوع من أنواع الهداية للوصول إلى الكمال وليس سيفاً مسلطاً لتضعيف الإنسان أو الرجل أو المرأة والعياذ بالله، فالإنسان ضعيف، يقول تعالى: ﴿.. وَخُلِقَ الإِنسَانُ ضَعِيفًا﴾ والإنسان عجول: ﴿… وَكَانَ الإِنسَانُ عَجُولاً﴾ والإنسان يجزع عند الشرّ ويمنع عند الخير: ﴿إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا * وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا﴾ فهذه كلّها لا تُريد أن تحطّ من مقام الإنسان بل تريد أن تأخذ بيده وتحفظه عن الوقوع بمثل هذه الأمور، والأمر نفسه بالنسبة للمرأة وأيّ نصٍّ شرعيٍّ يمكن أن يتحدّث عنها أو يذكر بعض الثغرات التي يكثر وقوعها فيها يكون هدفه الهداية.
2- عدم التفاوت ضمن الجنس البشري:
إنّ كون المرأة إنساناً يجعلها ذات الكرامة الكبرى بالنسبة إلى سائر المخلوقات كما عبّر القرآن الكريم، ولكن يبقى الكلام داخل النوع الإنسانيّ نفسه، فهل المرأة درجة متدنّية من الإنسان ويبقى الرجل الدرجة الأعلى؟ يجيب القرآن الكريم على ذلك قائلاً: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ الله أَتْقَاكُمْ إِنَّ الله عَلِيمٌ خَبِيرٌ﴾ حيث لم يجعل الله تعالى ميزان الكرامة لكون الإنسان رجلاً أو امرأة بل الميزان الوحيد هو ميزان التقوى، لا يختلف في ذلك الرجل والمرأة، فالفرد الأتقى هو الأكرم عند الله تعالى سواء كان رجلاً أو امرأة.
في الرواية عن الإمام أبي عبد الله جعفر الصادق عليه السلام: “المرأة الصالحة خيرٌ من ألف رجلٍ غير صالح”، ولكن يبقى السؤال عن قوله تعالى: ﴿… وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ ..﴾ فما معنى هذه الآية الكريمة؟ وما المقصود من الدرجة التي هي للرجال على النساء؟ هذا المقطع من الآية جاء ضمن الآيات الكريمة التالية: وَإِنْ عَزَمُواْ الطَّلاَقَ فَإِنَّ الله سَمِيعٌ علِيمٌ * وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلاَثَةَ قُرُوَءٍ وَلاَ يَحِلُّ لَهُنَّ أَن يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ الله فِي أَرْحَامِهِنَّ إِن كُنَّ يُؤْمِنَّ بالله وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُواْ إِصْلاَحًا وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَالله عَزِيزٌ حَكُيم﴾.
فهذه الآية الكريمة تتحدّث عن العلاقة الزوجيّة وعمّا للرجل وللمرأة من حقوق وواجبات في هذه العلاقة، فلا تشير إلى المقام المعنويّ أو إلى تفاضلٍ بين صنف المرأة وصنف الرجل؛ وإنّما تشير إلى مسألةٍ عمليّةٍ متعلّقةٍ بحقوق وواجبات كلٍّ من الزوج والزوجة، ولا شكّ أنّ هناك فروقاً في الكثير من التفاصيل العمليّة بين الرجل والمرأة على المستوى الشرعيّ، وواحدة منها موضوع الطلاق الذي تشير إليه هذه الآية الكريمة، وسنتحدّث عن هذه الفروق المتعلّقة بالجانب العمليّ وخلفيّة هذه الفروق في دروس لاحقة إن شاء الله تعالى.
نظرة القرآن الكريم للمرأة (نظرة متوازنة):
يتميّز القرآن الكريم بنظرته المتوازنة للمرأة، فلم يقدّمها كإله كما فعلت بعض المجتمعات ولم يضعها لتصبح موؤدة كما فعلت مجتمعات أخرى، وإنّما قدّمها كإنسان يمرّ في الدنيا بامتحانات وابتلاءات قد يهتدي وقد يضلّ، شأنها في ذلك شأن الرجل، هكذا قدّم القرآن الكريم المرأة، فذكر بعض النساء اللاتي سقطن في امتحان الدنيا، فضرب الله تعالى مثلاً بنساءٍ كافرات، يقول تعالى: ﴿ضَرَبَ الله مَثَلًا لِّلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَاِمْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ﴾.
وفي المقابل يقدّم نموذجاً آخر لامرأة كانت تمتلك المال والسلطة وعندما وقفت أمام الحقيقة آمنت بالله تعالى واستسلمت لإرادته، يقول تعالى في سورة النمل: ﴿قَالَتْ يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَفْتُونِي فِي أَمْرِي مَا كُنتُ قَاطِعَةً أَمْرًا حَتَّى تَشْهَدُونِ * قَالُوا نَحْنُ أُوْلُوا قُوَّةٍ وَأُولُوا بَأْسٍ شَدِيدٍ وَالْأَمْرُ إِلَيْكِ فَانظُرِي مَاذَا تَأْمُرِينَ * قَالَتْ إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَلِكَ يَفْعَلُونَ * وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ إِلَيْهِم بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ * فَلَمَّا جَاء سُلَيْمَانَ قَالَ أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَا آتَانِيَ الله خَيْرٌ مِّمَّا آتَاكُم بَلْ أَنتُم بِهَدِيَّتِكمْ تَفْرَحُونَ * ارْجِعْ إِلَيْهِمْ فَلَنَأْتِيَنَّهُمْ بِجُنُودٍ لَّا قِبَلَ لَهُم بِهَا وَلَنُخْرِجَنَّهُم مِّنْهَا أَذِلَّةً وَهُمْ صَاغِرُونَ * قَالَ يَا أَيُّهَا المَلَأُ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِعَرْشِهَا قَبْلَ أَن يأْتُونِي مُسْلِمِينَ * قَالَ عِفْريتٌ مِّنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ * قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ فَلَمَّا رَآهُ مُسْتَقِرًّا عِندَهُ قَالَ هَذَا مِن فَضْلِ رَبِّي لِيَبْلُوَنِي أَأَشْكُرُ أَمْ أَكْفُرُ وَمَن شَكَرَ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ رَبِّي غَنِيٌّ كَرِيمٌ * قَالَ نَكِّرُوا لَهَا عَرْشَهَا نَنظُرْ أَتَهْتَدِي أَمْ تَكُونُ مِنَ الَّذِينَ لَا يَهْتَدُونَ * فَلَمَّا جَاءتْ قِيلَ أَهَكَذَا عَرْشُكِ قَالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ وَأُوتِينَا الْعِلْمَ مِن قَبْلِهَا وَكُنَّا مُسْلِمِينَ * وَصَدَّهَا مَا كَانَت تَّعْبُدُ مِن دُونِ الله إِنَّهَا كَانَتْ مِن قَوْمٍ كَافِرِينَ * قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾.
التركيز على النموذج المشرق:
من الملاحظ أنّ القرآن الكريم كثيراً ما ذكر النموذج المشرق من النساء وأضاء على المرأة الصالحة بشكلٍ كبيرٍ في العديد من آياته الشريفة، وركّز على الكثير من النقاط المشرقة من تاريخها ضمن المسيرة الإنسانيّة، وقدّم العديد منهنّ كقدوة ليس للنساء فحسب بل للبشريّة كلّها بما فيها من رجال ونساء، فذكر منهنّ:
1- امرأة فرعون
حيث يقول تعالى في كتابه العزيز: ﴿وَضَرَبَ الله مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾ فمن الملاحظ أنّ امرأة فرعون قدّمها القرآن الكريم كقدوة ليس للنساء فقط بل: ﴿… لِّلَّذِينَ آمَنُوا ..﴾.
هذه القدوة المشرقة التي كانت الدنيا مقبلة عليها بكلّ زخارفها فأعرضت عنها متوجّهة إلى الله تعالى: ﴿… رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ..﴾
2- مريـم ابنة عمران:
هذه المرأة العظيمة التي قدّمتها العديد من الآيات القرآنية وتكرّرت قصّتها في أكثر من سورة من سور القرآن الكريم، لتواكبها في العديد من مراحل حياتها الشريفة والمباركة، ومن هذه الآيات: ﴿فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَـذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ الله إنَّ الله يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ﴾. ﴿وَإِذْ قَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ الله اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاء الْعَالَمِينَ * يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ﴾”.
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا في موقع التلغرام: النعيم نيوز
ولمتابعتنا أيضا على موقع فيسبوك يرجى الضغط أيضا على الرابط التالي: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية
ولا تنسى أيضا الاشتراك في قناتنا على موقع الانستغرام: النعيم نيوز