اخبار اسلامية
أخر الأخبار

خطبة صلاة الجمعة في جامع الجوادين (ع) بإمامة السيد حيدر العرداوي

أقيمت صلاة الجمعة، في جامع الجوادين (ع)، بحي الإسكان مركز محافظة الديوانية، بإمامة السيد حيدر العرداوي.

 

وقال السيد العرداوي، خلال الخطبة الأولى، وتابعتها “النعيم نيوز”، إن “هذه المرأة النبيلة الصالحة، ذات الفضل والعفة، والصيانة والورع والديانة، كريمة قومها، وعقيلة أسرتها، فهي تنتمي لأشرف القبائل العربية شرفاً، وأجمعهم للمآثر الكريمة، التي تفتخر بها سادات العرب.

وهم الذين عناهم عقيل بن أبي طالب، وكان نسّابة عالماً بأنساب العرب وأخبارهم (ليس في العرب أشجع من آبائها ولا أفرس)، فحق لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) أن يرغب في الوصلة الصهرية بهم؛ لأنّ البنت التي قد ولدها مثل هؤلاء الأبطال الشجعان لجديرة أن تنجب فيما تلد، ولا تلد إلاّ شجاعاً بطلاً، قد ضم بين طرفي البطولة والفروسية عمومة وخؤولة.

فقول أمير المؤمنين (ع) لأخيه عقيل: (اختر لي امرأة قد ولدتها الفحولة من العرب؛ لأتزوّجها لتلد لي غلاماً فارساً) أنجبت أعظم الرجال شجاعة وثباتاً وإقداماً.

ولِما أشار صاحب الشريعة الحقّة بقوله: (الخال أحد الضجيعين، فتخيّروا لنطفكم)، فقد أنجبت هذه المرأة المحترمة أعظم الرجال شجاعة وثباتاً وإقداماً، وهو حري بتلك الشجاعة الباهرة؛ لأنّهم معروفون فيها من كلا طرفيه.

ويعرّفنا التاريخ بأنّ أباءها من فرسان العرب في الجاهلية، ولهم الذكريات المجيدة في المغازي بالفروسية والبسالة مع الزعامة والسؤدد حتى أذعن لهم الملوك؛ فإنّ من قومها أبا عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب جدّ تهامة والدة أم البنين، وهو الجدّ الثاني لأم البنين. قيل: انه ملاعب الأسنّة؛ لفروسيته وشجاعته.

تزوّج أمير المؤمنين (ع) أم البنين (فاطمة) بعد وفاة الصدّيقة سيّدة النساء فاطمة الزهراء (سلام الله عليها)، وأنجبت له أربعة بنين، هم؛ العباس المسمّى بالسقا، ويسمّيه أهل النسب أبا القربة، وصاحب راية الإمام الحسين(ع)، وعبد الله وعثمان وجعفر، وقد استشهدوا جميعاً مع الإمام الحسين (ع) في واقعة كربلاء يوم عاشوراء، ولا بقيّة لهم إلاّ من العباس.

كانت أم البنين من النساء الفاضلات، العارفات بحقّ أهل البيت، مخلصة في ولائهم، ممحضة في مودّتهم، ولها عندهم الجاه الوجيه، والمحل الرفيع، وقد زارتها زينب الكبرى بعد وصولها المدينة المنورة تعزيها بأولادها الأربعة، كما كانت تزورها أيّام العيد، وبلغ من عظمتها، معرفتها وتبصرتها بمقام أهل البيت، إنّها لمّا دخلت على أمير المؤمنين(ع)، وكان الحسنان مريضين أخذت تلاطف القول معهما، وتلقي إليهما من طيب الكلام ما يأخذ بمجامع القلوب، وما برحت على ذلك تحسن السيرة معهما، وتخضع لهما كالأمّ الحنون، ولا بدع في ذلك؛ فإنّها ضجيعة شخص الإيمان، قد استضاءت بأنواره، وربت في روضة أزهاره، واستفادت من معارفه، وتأدّبت بأدبه، وتخلّقت بأخلاقه .

إضافة إلى أنّ قومها ورهطها من الأعمام والأخوال يتمتّعون بكلّ خصلة فاضلة جليلة، وحباها الله كذلك مجداً وشرفاً لاحقاً جاءها بعد زواجها من أسد الله وأسد رسوله، الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(ع)، فكانت بذلك أفضل امرأةـ من غير البيت النبوي الشريف ـ تحوز على الشرف والمجد والرفعة من كلّ جانب، ولدت على الأرجح بعد الهجرة بخمس سنين، وتوفيت في 13 جمادي الثانية يوم الجمعة عام 64 بعد مقتل الإمام الحسين(ع)، على ما تذهب إليه بعض الروايات.

ولمّا دخلت بيت أمير المؤمنين (عليه السلام) كانت ترعى أولاد الزهراء (سلام الله عليها) أكثر ممّا ترعى أبناءها، وتؤثرهم على أولادها؛ تعويضاً لما أصابهم من حزن، وفقدان حنان لموت أمّهم الزهراء البتول.

وقالت يوماً إلى أمير المؤمنين (ع) يا أبا الحسن: نادني بكنيتي المعروفة (أم البنين)، ولا تذكر اسمي (فاطمة)، فقال لها الإمام(ع): (لماذا؟) قالت: أخشى أن يسمع الحسنان، فينكسر خاطرهما، ويتصدّع قلبهما لسماع ذكر اسم أمّهما (فاطمة).

فأيّ امرأة جليلة مؤمنة، صابرة صالحة وقور هذه المرأة (طيّب الله ثراها، ونوّر ضريحها)؟، لذا صار لها جاه عظيم، وشأن كريم عند الله، وعند رسوله، وأهل بيته الغرّ الميامين، فما توجّه إنسان إلى الله العلي العظيم وسأله بحقّها إلاّ قضيت حاجته، ما لم تكن محرّمة، أو مخالفة للمشيئة الإلهية. ولذلك أغرم الناس بها، وخاصّة محبي أهل البيت (عليهم السلام)، فتراهم يعقدون المجالس، ويطعمون الطعام، ويوزعون الحلوى في ثوابه.

يقول أحد الدارسين لشخصيّة أمّ البنين (سلام الله عليها): إنّ سير العظماء في تاريخ الإسلام، أعلام إنسانيّة باذخة، يكبرها لمسلم وغير المسلم، وإنّ أمّ البنين كانت أقوى جرأة وشجاعة، وأصلب المؤمنات على تحمّل الصعاب، تطلب المجد والكرامة، والمجد لا ينال إلاّ بالمصاعب، وركوب المخاطر، والتضحية والاستبسال.

لقد كانت أمّ البنين القدوة الحسنة، والمثل الأعلى الذي يُحتذى به، وكانت عنواناً للثبات والإخلاص، والبسالة والتضحية، والفداء والشرف، والعزّة والكرامة في سبيل الحقّ والعدالة”.

 

 

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا في موقع التلغرام: النعيم نيوز

ولمتابعتنا على موقع فيسبوك يرجى الضغط أيضا على الرابط التالي: النعيم نيوز

كما يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية

ولا تنسى أيضا الاشتراك في قناتنا على موقع الانستغرام: النعيم نيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى