أقيمت صلاة الجمعة المباركة، بجامع الجوادين (ع) في حي الإسكان مركز محافظة الديوانية، بإمامة السيد حيدر العرداوي.
وتطرق السيد العرداوي، في الخطبة الأولى، وتابعتها “النعيم نيوز”، إلى “الآية الكريمة قال تعالى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اصْبِرُواْ وَصَابِرُواْ وَرَابِطُواْ وَاتَّقُواْ اللهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} نعم، في زمن الفتن بكل ما تنتجه من الآم وجراح، يظلّ الاعتصام بحبل الله القويّ المتين هو الحصن وهو السّلاح والردّ”.
وأضاف: “لقد حدّثنا رسول الله عن هذا الزّمن، وهو الّذي عانى الكثير الكثير ليرسي كلمة الحقّ والموقف الحقّ، إذ قال: «يأتي زمانٌ على أمّتي، القابض على دينه كالقابض على الجمر»، سيكتوي بالنار من يثبت على دينه وقيمه وقرر أن يواجه الباطل ولا يستكين له”.
وتابع السيد العرداوي: “إنّها حكاية بدأت منذ بدء الخليقة وستستمرّ إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، حكاية الصّراع بين الحق والباطل الذي لا يتوقف وحكاية الثّبات الذي لا بد أن يستمر، ثبات المؤمنين الصّابرين الّذين يقرّرون أن يصبروا ويصابروا ويرابطوا، ويظلّوا ثابتين على إيمانهم، وقد أشار القرآن الكريم إلى واحدة من صور الثبات هذه عندما تحدث عن أصحاب الأخدود الّتي تتكرّر في كلّ زمان ومكان، كلّما واجه الحقّ باطلاً”، مردفاً بالقول: “أصحاب الأخدود ضربوا المثل الأعلى في ثبات النّفس والإرادة والكلمة، وحكاية أصحاب الأخدود، وإن كانت ظروفها مختلفة، لكنّ المغزى هو هو”.
وأكمل: “وملخّص هذه الحكاية، أنه قبل الإسلام وأيام المسيحية، اعتنق آخر ملوك اليمن (ذو نواس) اليهوديّة، وقد استخدم نفوذه ليفرض عقيدته فرضاً على الناس من حوله فتحولوا الى اليهودية، وأُخبر ذو نواس أنّ في نجران قوماً لم يغيروا وثبتوا على ما جاء به السيد المسيح (ع)، ويعملون بأحكام الإنجيل ـ فسار إلى المدينة، وجمع من كان فيها على دين المسيحيّة، ليخضعهم فأبوا وثبتوا على إيمانهم، رغم التّهديد والوعيد، فما كان من الملك إلا أن حفر أخدوداً، أي خندقاً، مُلئ حطباً، وأُشعلت فيه النّار، وصار يُؤتى بالرّجل أو المرأة، ويُخيّر بين رمْيِهِ في النّار أو التّراجع عن دينه”.
وقال السيد العرداوي: “قد ذكرت الرّوايات الكثير من وقائع التّضحية، ومنها أنّ إمرأة ومعها فتى لها، تقاعست أن ترمي نفسها عندما لفحها وهج النّار، وكادت تتراجع، فناداها ولدها: يا أمّاه اصبري، فإنّنا على حقّ، فرمت نفسها وولدها معاً في النّار، وفيها نزلت الآيات: {قُتِلَ أَصْحَابُ الأُخْدُودِ * النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ * إِذْ هُمْ عَلَيْهَا قُعُودٌ* وَهُمْ عَلَى مَا يَفْعَلُونَ بِالْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ * وَمَا نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلاَّ أَن يُؤْمِنُوا بِاللهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ}، إن أصحاب الأخدود فئة ضعيفة بمقاييس القوة الظاهريّة المادية وبمقاييس النّاس، لكنّها ليست كذلك في مقاييس القوى الّتي تحرّك التّاريخ وتغيّر مسارات الأحداث”.
وأردف، قائلاً: “هذه الفئة الضّعيفة ظاهريّاً، قرّرت التمرّد على ضعفها، وقلة عددها، وأخذت القرار أن تواجه السّلاح بالموقف، والنّار بالإيمان، والطّغيان بعدم الخضوع له والنزول عند إرادته، مؤسسين بذلك لبداية تمرد وتحرك وصولاً إلى إزالة هذا الطغيان وتثبيت منطق الحق، وأن التضحيات لا يمكن أن تذهب سدى في حسابات الله، مهما طال الزمان، فالله متم نوره ولو كره الكافرون”.
وأشار السيد العرداوي، إلى أن “الصّراع بين الحقّ والباطل، أيّها الأحبَّة، ليس حالة طارئة في حياة البشريَّة، هو موجود منذ أن وجد الإنسان، ومنذ أن وجد الخير والشّرّ، ورحى هذه المعركة مستمرّة في الدّوران، فثمَّة معسكران في كلّ مرحلة، الأوَّل طواغيت وفراعنة وجبابرة ومستكبرون يظنّون أنَّ الحياة خُلقت من أجلهم ومعهم، أذنابهم ممن يسبِّحون بحمدهم أو ينفّذون خططهم لقاء فتات موائدهم من الذين يبيعون قيمهم ودينهم ومبادئهم لحسابهم”.
وتابع: “والمعسكر الثّاني معسكر الحقّ والعدل والحريّة ورفض الظّلم والطّغيان، وقادته الأنبياء والرّسل ومن اتّبعوهم بإحسان ممن هم على استعداد للتّضحية بالغالي والنّفيس لأجل تثبيت ما آمنوا به، لأجل أن تستقيم الحياة بالعدل والحرية وتزول سطوة الطواغيت”.
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرام: النعيم نيوز
لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التالي: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية
كما يمكنك أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرام: النعيم نيوز