اخبار اسلامية

خطبة صلاة الجمعة بإمامة السيد الياسري في جامع الجوادين (ع) 

أقيمت خطبة صلاة الجمعة بإمامة السيد الياسري تحت عنوان (مكانه العلماء في الاسلام) في جامع الجوادين (ع) في مركز محافظة الديوانية

 

وتطرق السيد الياسري في الخطبة الأولى لصلاة الجمعة تابعتها “النعيم نيوز”. “( مكانة العلماء في الاسلام) قال تعالى: ﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ﴾ (سورة المجادلة: 11) خلق الله الخلق كلاً لأجل كماله، وكمال الخلق يتحقّق بإحدى وسيلتين. ”

الأولى: وسيلة قهرية جبرية من الله تعالى، على قاعدة كن فيكون، ككمال الأرض والسماء وما فيها: ﴿وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ﴾2 (سورة ياسين: 38).

الثانية: وسيلة اختيارية من خلالها يحقّق المخلوق المختار كماله، وهي الوسيلة الأرقى لكمال المخلوق، وقاعدتها أن يبيِّن الله تعالى طريق الكمال ويرشد إليه، والمفلح هو الذي يهتدي إلى هذه الطريق ويسير عليها.

أمَّا مصباح الهداية فقد اعتمد الله تعالى فيه على عنصرين هما: الرسالة والإنسان، فكانت الوظيفة الأساسية للقرآن الكريم هي الهداية إلى هذه الطريق ﴿ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ﴾ (سورة البقرة: 2) أمّا الإنسان فيتمثّل بالنبي (ص) والولي والعالمِ.

من هنا أمر الله تعالى أن يقتدي الإنسان بهدى الأنبياء (عليهم السلام) ﴿أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ﴾ ( سورة الأنعام: 90) ومن هنا أمر الله تعالى أن يقتدي الإنسان بالهداة الميامين من أئمة الدين والإسلام: قال (صلى الله عليه وآله)(إن مثل أهل بيتي في أمتي كمثل سفينة نوح في قومه، من ركبها نجا، ومن تخلف عنها غرق).

ومن هنا أمر الله تعالى الناس أن يتوجّهوا إلى العلماء الذين يهدون إلى كمال الإنسان، فعن النبيّ (ص): (من أحب أن ينظر إلى عتقاء الله من النار فلينظر إلى المتعلمين فو الذي نفسي بيده ما من متعلم يختلف إلى باب العالم إلا كتب الله له بكل قدم عبادة سنة، وبنى الله بكل قدم مدينة في الجنة ويمشي على الأرض وهي تستغفر له، ويمسي ويصبح مغفوراً له، وشهدت الملائكة أنهم عتقاء الله من النار).

ولأنّهم الهداة إلى الكمال الإنساني المقرّب من الله تعالى رفع منزلة العلماء ﴿يرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ﴾ ( سورة المجادلة: 11) وعن الإمام علي (ع): (العالم أفضل من الصائم القائم المجاهد).

وعن الإمام الباقر (ع): (عالم ينتفع بعلمه أفضل من سبعين ألف عابد).

وقد أرشد الإمام زين العابدين (ع) إلى أثر كبير يترتّب على ترك مجالسة العلماء في دعاء أبي حمزة الثمالي بقوله (عليه السلام): (ما لي كلما قلت قد صلحت سريرتي، وقرب من مجالس التوابين مجلسي عرضت لي بلية أزالت قدمي وحالت بيني وبين خدمتك… ويشرع الإمام (عليه السلام) بعدها في تَعداد الأمور التي قد تكون أسباباً لهذه الحالة فيقول (ع): “سيدي، لعلّك عن بابك طردتني، وعن خدمتك نحَّيتني، أو لعلّك رأيتني مستخفاً بحقّك فأقصيتني، أو لعلّك رأيتني معرضاً عنك فقليتني، أو لعلّك وجدتني في مقام الكاذبين فرفضتني أو لعلّك رأيتني غير شاكر لنعمائك فحرمتني،أو لعلّك من مجالس العلماء فقدتني …) إنّ خلفيّة ما تقدّم من مكانة للعلماء هو دورهم الذي يتعلّق بهداية الناس إلى الله تعالى.

وهذا ما أكّده الإمام الهادي (ع) بقوله الوارد عنه: (لولا من يبقى بعد غيبة قائمنا عليه السلام من العلماء الداعين إليه، والدّالين عليه والذّابين عن دينه بحجج الله، والمنقذين لضعفاء عباد الله من شباك إبليس ومردته، ومن فخاخ النواصب، لما بقي أحد إلا ارتدَّ عن دين الله، ولكنهم الذين يمسكون أزمّة قلوب ضعفاء الشيعة، كما يمسك صاحب السفينة سكانها أولئك هم الأفضلون عند الله عز وجل) النواصب، لما بقي أحد إلا ارتدَّ عن دين الله، ولكنهم الذين يمسكون أزمّة قلوب ضعفاء الشيعة، كما يمسك صاحب السفينة سكانها أولئك هم الأفضلون عند الله عز وجل )().

أيها الأحبة أيها المطيعون أيها الغيارى من المؤمنين والصالحين يا أبناء الحوزة واتباع المرجعية الرشيدة العاملة وفي مقابل ذلك يكون الاستخفاف بهم هو استخفاف بالدين واستخفاف بالمعصومين عليهم السلام فعن ابي عبد الله الصادق (ع) انه قال عن حكم العالم (( فإذا حكم بحكمنا فلم يقبله منه فإنما استخف بحكم الله وعلينا رد والراد علينا الراد على الله وهو على حد الشرك بالله)) فالتعدي على المؤمنين فضلا عن العلماء لا يجوز لذا ورد عَنْ أَبِي بَصِيرٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ (عَلَيهِ السَّلام) قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِه) (سِبَابُ الْمُؤْمِنِ فُسُوقٌ, وَقِتَالُهُ كُفْرٌ, وَأَكْلُ لَحْمِهِ مَعْصِيَةٌ, وَحُرْمَةُ مَالِهِ كَحُرْمَةِ دَمِهِ).

أيها المؤمنون الغيارى على الدين والحوزة والمرجعية نشير بهذه المناسبة إلى أمرين:

الأول : تفويت الفرصة على اعداء الدين لأن التطاول على العلماء وتنفير الناس منهم امر خطط له اعداء الدين من الكفار والمنافقين وساعد في ذلك بعض الناس بقصد او بدون قصد فنراهم يتهمون العلماء بدافع من التعصب او الحسد او التبعية لأشخاص او غير ذلك.

وهنا نقول ان تفويت الفرصة تكون بالالتفاف حول العلماء الربانيين والتمسك بحماة الدين وقادة الأمة والأدلاء على الاخرة وحصون الإسلام ولا يضركم ما تسمعونه كذبآ وبهتاناً من هنا او هناك فأنتم أبناء الميدان وقد خبرتم الواقع بالأمس واليوم وسماحة الشيخ المرجع (دام ظله) من العلماء الربانيين وممن يصدق عليه : وإذا استطال الشيءُ قام بذاتهِ وكذا ضياءُ الشمسِ يذهبُ باطِلا.

تأييداً للحوزة والعلماء ….صلوا على محمد وآل محمد…. ٣ مرات.

الثاني:لسنا ممن يعتقد بان الأقوال لا تعدُّ من افعال العبد التي لا يحاسب عليها, ولسنا من امة التسقيط والتشكيك والمناقلة للأمور على السماع.

ولا ممن يردد ويكرر ما يقوله الناس من دون حجة وقد ربانا القرآن الكريم أن نقول للناس حسنا ونحن اتباع من قال احفظوا ألسنتكم وكفوا عن الفضول وقبيح القول.

واتباع من قال : (وَ اللَّهِ لَأُسْلِمَنَّ مَا سَلِمَتْ أُمُورُ الْمُسْلِمِينَ وَلَمْ يَكُنْ فِيهَا جَوْرٌ إِلَّا عَلَيَّ خَاصَّةً).

لذا نخاطبكم باسم الحوزة الشريفة ونحن على اعتاب شهر الله الفضيل بان لا تشغلنا المهاترات عن مكاسب هذا الشهر والفوز بعظيم الاجر فيه والعتق من النار.

فقد ورد عن أبي الصّلت الهروي قال : دخلت على الامام الرّضا (عليه السلام) في آخر جمعة من شعبان فقال لي: (يا أبا الصّلت إنّ شعبان قد مضى أكثره وهذا آخر جمعة فيه فتدارك في ما بقي تقصيرك في ما مضى منه وعليك بالإقبال على ما يعنيك، وأكثر من الدّعاء والاستغفار وتلاوة القرآن وتُبْ إلى الله من ذنوبك ليقبل شهر رمضان إليك وأنت مخلص لله عزّ وجل، ولا تَدعنّ أمانة في عنقك الّا أدّيتها ولا في قلبك حقداً على مؤمن إلّا نزعته، ولا ذنباً أنت مرتكبه إلاّ أقلعت عنه، واتقّ الله وتوكّل عليه في سرائرك وعلانيتك (وَمَنْ يَتَوكَّلْ عَلَى اللهِ فَهُوَ حَسْبُهُ اِنَّ اللهَ بالِغُ اَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللهُ لِكُلِّ شَىء قَدْراً)..

 

 

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرامالنعيم نيوز

لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التاليالنعيم نيوز

كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا علىقناة النعيم الفضائية

كما يمكنك أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرامالنعيم نيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى