حقائق تاريخية عن قطارة كربلاء.. من الاكتشاف إلى الانهيار

شهد مزار قطارة الإمام علي (ع) غربي محافظة كربلاء، انهياراً ترابياً مما أدى إلى إصابة 4 أشخاص تم تفلهم إلى مستشفى الحسين العام، فيما تبين بعد البحث أنه يوجد 8 أشخاص محصورون تحت الأنقاض، بينهم طفلان، وعلى إثر ذلك توجهت فرق الدفاع المدني من محافظات كربلاء وبغداد وبابل والنجف والديوانية، للمساهمة في جهود إنقاذ المحاصرين تحت الركام.

تفاصيل رسمية عن الحادثة

وعن تفاصيل واقعة الانهيار الصخري في مزار قطارة الإمام علي (ع) بمحافظة كربلاء، بيّنت مديرية الدفاع المدني، أن “الحادث حصل نتيجة انهيار تلة ترابية وبعض القطع الكونكريتية، وأن المكان أشبه بالتلال والكهوف”.

وأكدت، في تصريح لمواقع إعلامية، أن “التحليل الأولي للحادث، بين أنه وقع نتيجة الرطوبة العالية”، لافتة إلى أن “الأعماق ليست كبيرة ولا تتجاوز الأمتار المعدودة؛ لأنها تلّة ترابية مع كتل كونكريتية”.

جيولوجي يبيّن سبب الانهيار

تحدث الجيولوجي صباح حسن عبد الأمير من محافظة كربلاء، عن سبب الانهيار الذي حصل في مزار قطارة الإمام علي (ع)، حيث قال في منشور على صفحته في “فيسبوك”، إن “استغلال صاحب المشروع الأخير للقطارة فقام بمد أنابيب ماء في أسفل التلال لديمومة خروج المياه، وهو ما سبب تفتت تربة المنطقة بفعل نضوح الماء منها ثم أقام عليها منشاة خراسانية، لم تتحملها الطبقات الرملية الهشة، ما أدى إلى انهيارها”.

معوقات تعرقل عمليات الإنقاذ

قال المتحدث باسم مديرية الدفاع المدني العراقي، العميد جودت عبد الرحمن، في تصريح إعلامي، إن “تضاريس المكان صعب العمل فيها، حيث أن المكان له مخرج واحد، والمزار محاط بتلال، ولا يمكن استخدام محاور أخرى”، لافتاً إلى أن “فرق الإنقاذ بدأت برفع الأنقاض بآليات ثقيلة، حتى تتمكّن من الوصول إلى نهايات الأماكن المغلقة”.

إجراءات

قرر محافظ كربلاء، نصيف الخطابي، تشكيل لجنة تحقيقية لمعرفة ملابسات حادث قطارة الإمام علي (ع)، حيث أشارت وثيقة صادرة عن مكتبه، إلى أنه “على خلفية حادث انهيار التل الترابي في منطقة القطارة، قررنا تشكيل لجنة تحقيقية لإجراء التحقيق في الموضوع لمعرفة ملابساته واكمال التحقيق ورفع توصياته بغاية السرعة”، وفي وقت لاحق، أعلن، عن إغلاق الموقع الأثري “قطارة الإمام علي” على خلفية الانهيار.

من جهته، أوفد رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي، وزير الداخلية عثمان الغانمي، ونائب قائد العمليات المشتركة الفريق الركن عبد الأمير الشمري، إلى محافظة كربلاء، للإشراف على عمليات إنقاذ المحاصرين تحت أنقاض “قطارة الإمام علي”.

وذكر بيان لمكتب الكاظمي، “يتابع رئيس مجلس الوزراء مصطفى الكاظمي، حادث الانهيار الذي وقع قرب قطّارة الإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام)، في محافظة كربلاء المقدسة، منذ اللحظات الأولى”.

وتابع البيان، “وكان الكاظمي قد شدد في اتصال هاتفي مع محافظ كربلاء المقدسة والمسؤولين فيها، على أهمية بذل الجهود فوراً من قبل فرق الإنقاذ في الدفاع المدني، وأداء الواجب على أتم وجه”.

أحدث الإحصائيات

حتى ساعة إعداد هذا التقرير، فإن حصيلة الانهيار الترابي لقطارة الإمام علي في كربلاء، بلغت حتى الآن 7 وفيات، و 6 مصابين، وفق ما أعلنته وزارة الصحة.

وبعد إعلان مديرية الدفاع المدني، عن انتشال جثتي إمرأة ورجل، من موقع قطارة الإمام علي (ع)، صباح اليوم، أصبح “عدد الجثث التي تم انتشالها من قبل فرق إنقاذ الدفاع المدني حتى هذه اللحظة، 7 جثث فقط: 4 نساء ورجلين وطفل”، وفق البيان.

المزار لا يدار من قبلنا

ديوان الوقف الشيعي، أكد أن مزار “قطارة الإمام علي” لا يدار من قبله، مشيراً إلى أن “أرض المزار غير مسجلة باسم الديوان”.

وفي بيان، ذكر الوقف، “نود أن نبين أن المقام أعلاه لا يدار من قبل دیواننا، وأن قطعة الأرض المشيد عليها المقام غير مسجلة باسم الديوان أو موقوفه له”، داعياً “الجهات القائمة على إدارة وخدمة المزار، إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة وتكثيف الجهود بالتنسيق مع الجهات ذات العلاقة لإنقاذ المحاصرين ورفع آثار انهيار التلة الترابية ومعرفة أسبابها لمنع تكرار ذلك”.

تعليق دولي حول الحادثة

علقت السفارة الألمانية في بغداد، على حادثة انهيار “قطارة الإمام علي” في كربلاء، مشيرة إلى أنها “تعرب عن أسفها وتتقدم بالتعازي لوفاة الضحايا المدنيين، جراء حادث انهيار قطارة الإمام علي في محافظة كربلاء”.

وفي بيان، عزت الجمهورية الإيرانية، بحادثة قطارة الإمام علي (ع) في محافظة كربلاء، قائلة: إن “الجمهورية الإسلامية الإيرانية تعزي العراق حكومة وشعباً في حادثة قطارة الامام علي (ع) بمدينة كربلاء المقدسة، والذي أسفر عن وفاة وجرح عدد من المواطنين العراقيين”.

شبهات فساد

علق زعيم التيار الصدري، السيد مقتدى الصدر، على حادثة انهيار مبنى “قطارة الإمام علي”، بمحافظة كربلاء، لافتاً إلى وجود شبهات فساد وراء الحادثة.

‎وفي تغريدة له، كتب الصدر، “مرة أخرى تتسبب شبهات الفساد بضحايا مدنيين، في (القطارة) لكن هذه المرة شمل الفساد دور العبادة وبكل وقاحة”.

‎وأضاف: “من هنا وبعد أن نعزي ذوي الضحايا ونسأل الله أن يمن ‎عليهم بالصبر والسلوان وأن يلحق ضحاياهم مع الشهداء ‎والصالحين، ‎نطالب الحكومة بتحقيق فوري وجاد من أجل كشف ‎الحقيقة لكي لا يطال الفساد المساجد ودور العبادة ‎كما طال مؤسسات الدولة ووزاراتها”.

تواصل عمليات البحث

عمليات البحث عن ناجين تحت أنقاض مزار قطارة “الإمام علي” في محافظة كربلاء لا تزال متواصلة، وفق ما أكده المدير العام للدفاع المدني العراقي اللواء كاظم بوهان.

واستبعد، في تصريح للقناة الرسمية، “وجود أشخاص على قيد الحياة”، مبيّناً أن “حجم الكارثة كبير للغاية، حيث تداعى جبل برمته وانهار على مزار القطارة الذي هوى بدوره، وأصبح لدينا انهيار مركب”.

معلومات تاريخية

تقع القطّارة على بعد (15 كم) تقريباً إلى الغرب من مركز مدينة كربلاء، بين صخور كبيرة، كأنها سلسلة جبلية وعند التقاء طريق تلين أو صخرتين، ثم قبة خضراء تعلو بناء مربع الشكل هو مكان (قطارة) الإمام علي (عليه السلام)، الذي أصبح مزاراً لكل من يريد أن يزور المنطقة.

المكان عبارة عن حفرة صغيرة، لا تزيد مساحتها عن متر مربع ويقطر الماء من هذه الصخرة، يقصدها الزائرون للتبرك بها، والشرب منها.

متى اكتشفت؟

في ستينيات القرن الماضي عرفت منطقة عين التمر، بعد العثور على قبر (أحمد بن هاشم) الذي يعود بنسبه إلى الإمام علي، وتم أيضاً التأكيد بأن القطارة هي أحد كرامات الإمام علي وأطلق عليها: قطارة علي.

بعض المتمردين قاموا في سنة 2006 بتهديم هذا المشهد وطمره بالصخور، وكذلك اقتلاع النخلة الملاصقة للقطارة والتي تعود هي الأخرى لمئات السنين.

تاريخ إعمارها

وحول تاريخ إعمار القطارة وبناء القبة الموجودة حالياً عليها، يقول الحاج محسن هاشم نايف، خادم القطارة: بدأنا العمل برعاية هذا المزار في عام 1996 حيث شيّدنا غرفة تحيط بالقطارة وسلّماً ينزل اليها من الأعلى، كونها تقع في أرضية وادي ضيق وعميق، لكن مع حلول عام 2004 أقدمت عناصر إرهابية على هدم المكان.

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا في موقع التلغرام: النعيم نيوز

ولمتابعتنا على موقع فيسبوك يرجى الضغط أيضا على الرابط التالي: النعيم نيوز

كما يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية

ولا تنسى أيضا الاشتراك في قناتنا على موقع الانستغرام: النعيم نيوز