الواجهة الرئيسيةسياسية
أخر الأخبار

حراك دبلوماسي عراقي رداً على التهديدات الصهيونية

بغداد_النعيم نيوز

في وقت حساس تشهد فيه المنطقة توترات متصاعدة، حمّل الكيان الصهيوني في رسالة وجهها إلى رئيس مجلس الأمن الدولي، الحكومة العراقية مسؤولية ما يحدث على أراضيها، وفقاً لمزاعمه.

 

الإدعاءات الصهيونية واختلاق الذرائع والحجج الواهية، ما هي إلا تبريرات للاعتداء على الأراضي العراقية، وهذا ما دفع لتحركات دبلوماسية عديدة، من قبل الحكومة العراقية.

تحركات دبلوماسية

 

التهديدات الصهيونية للعراق والتي تهدف إلى جرّ المنطقة لحرب إقليمية أوسع، لاقت تحركات دبلوماسية على كافة الصعد وجميع المستويات، حيث وجّهت وزارة الخارجية، رسائل رسمية إلى مجلس الأمن، والأمين العام للأمم المتحدة، والجامعة العربية، ومنظمة التعاون الإسلامي، رداً على تهديدات الكيان الصهيوني بالاعتداء على العراق.

وأشارت الرسائل العراقية، إلى أن رسالة الكيان الصهيوني إلى مجلس الأمن، تمثل جزءاً من سياسة ممنهجة لخلق مزاعم وذرائع، بهدف توسيع رقعة الصراع في المنطقة.

وأكدت، أن العراق يدعو إلى تضافر الجهود الدولية، لإيقاف التصعيد الصهيوني في المنطقة، وضمان احترام القوانين والمواثيق الدولية، بما يُسهم في تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.

وشددت الوزارة، على أن لجوء العراق إلى مجلس الأمن، يأتي انطلاقاً من حرصه على أداء المجلس لدوره في حفظ السلم والأمن الدوليين، وضرورة اتخاذ التدابير اللازمة لوقف العدوان الصهيوني في قطاع غزة ولبنان، وإلزام الكيان الصهيوني بوقف العنف المستمر في المنطقة والكفّ عن إطلاق التهديدات.

وفي سياق ذي صلة، أكد نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية فؤاد حسين، أن هنالك تهديدات واضحة للعراق، من قبل الكيان الصهيوني.

وفي كلمته خلال أعمال المنتدى الخامس للسلام والأمن في الشرق الأوسط “ميبس 2024″، قال حسين: إن المنطقة تحت النار والعراق جزء من المنطقة، ونحن قلقون على الوضع، مبيّناً أن الحكومة اتخذت خطوات داخلية وخارجية، بشأن تهديدات الكيان الصهيوني.

وأشار، إلى أن الحكومة العراقية لا تريد الحرب، وسياستها إبعادها عن البلاد، لافتاً إلى أن الحكومة العراقية مستمرة في اتصالاتها مع العديد من العواصم الغربية المؤثرة، لوقف الهجوم على العراق.

أما لجنة الأمن والدفاع النيابية، فقد أكدت، أن العراق يراقب عن كثب تهديدات الكيان الصهيوني، وفي حديث للصحيفة الرسمية، قال عضو اللجنة، علي البنداوي، إن تهديدات الكيان الصهيوني للعراق ليست مفاجئة، خاصة بعد عدوانه على غزة ولبنان وإيران، ومحاولاته توسيع دائرة الحرب في المنطقة.

كما شدد، على أن أي محاولة لخرق السيادة العراقية، ستواجه بردٍّ قوي يفتح جبهات جديدة ضد المعتدي.

عقد جلسة للجامعة العربية

 

وكانت الحكومة العراقية، قد قدمت طلباً لعقد جلسة لمجلس الجامعة العربية، لمواجهة تهديدات الكيان الصهيوني.

وقال الأمين العام المساعد للجامعة العربية، السفير حسام زكي، في تصريح للوكالة الرسمية، إن الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، تلقت طلباً رسمياً من العراق، بعقد الاجتماع لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين، وسيناقش مذكرة رئيس مجلس الأمن الدولي، بشأن ادعاءات الاحتلال الصهيوني بزيادة وتيرة وشدَّة الهجمات عليه عبر الأراضي العراقية منذ أيلول الماضي، والهادفة لجرِّ المنطقة إلى حرب إقليمية أوسع وتهديدات الكيان الموجهة للعراق.

وبناءً عليه، سيعقد مجلس جامعة الدول العربية، دورة غير عادية على مستوى المندوبين الدائمين، اليوم الأحد، برئاسة اليمن، لبحث هذه التهديدات الصهيونية.

وتعليقاً على جلسة اليوم في الجامعة العربية، قال عضو لجنة الخدمات النيابية، علاء سكر، في حديث للصحيفة الرسمية، إن تعامل العراق وفق القوانين الدولية، خطوة بالاتجاه الصحيح، كونها توثق خطواته واتخاذ القرارات اللازمة بإشراك الجامعة العربية وتوجيه رسائل للعالم، بأن توجهات العراق ليست عدوانية ضد أي دولة، ولكنه يطمح إلى أن تنعم المنطقة بالاستقرار والتنمية والعلاقات المشتركة بين أعضاء الجامعة العربية والدول الإقليمية.

ومن الجدير بالذكر أن البرلمان العربي، أدان تهديدات الكيان الصهيوني بضرب العراق، فيما أكد دعمه التام لسيادة وأمن العراق، وعدم التدخل في شؤونه الداخلية.

وفي بيان صدر عنه، استنكر البرلمان العربي، توجه كيان الاحتلال بشكوى إلى مجلس الأمن الدولي، مبيّناً أن الأولى بالكيان المحتل أن يلتزم أولاً بقرارات مجلس الأمن الدولي، وقرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة، بالوقف الفوري للمجازر وحرب الإبادة الجماعية التي يقوم بها في دولة فلسطين المحتلة على مدار أكثر من عام، ووقف عدوانه الغاشم على جمهورية لبنان.

ودعا، المجتمع الدولي ومؤسساته والدول الفاعلة فيه، إلى الضغط على كيان الاحتلال ووقف مخططاته التي تهدف إلى جر المنطقة ككل إلى حرب إقليمية، تعصف بالأمن والاستقرار في المنطقة.

رد الفصائل

 

وحول موقف الفصائل العراقية من هذه التهديدات، فقد أكدت على ضرورة الجهوزية القصوى وأخذ الحيطة، وكل السبل التي من شأنها أن تمنع أو تتصدى للتهديدات الصهيونية.

عضو المكتب السياسي لحركة عصائب أهل الحق، سلام الجزائري، صرح لوكالة “شفق نيوز”، بأن الشعب العراقي والحكومة والمقاومة ضد الكيان الصهيوني، وأن عملية استهداف العراق المعني بها مفاصل الدولة، لذلك الواجب هو الجهوزية القصوى للدفاع عن أمن البلاد.

وأكد، أن المقاومة جاهزة وسوف ترد بقوة على الصهاينة، وأن المصالح الأمريكية ليست ببعيدة عن ضربات المقاومة.

من جهته، قال المتحدث باسم كتائب سيد الشهداء، كاظم الفرطوسي، في تصريح لوكالات محلية، إن فصائل المقاومة عندما دخلت في معركة الدفاع عن الشعب العربي والإسلامي في فلسطين ولبنان، كانت تعلم أن العدو سيكون له ردود فعل على هذه الاستهدافات، لذلك ينبغي أخذ الحيطة وكل السبل التي من شأنها أن تخفف أو تمنع أو تتصدى لردود الفعل “الإسرائيلية”.

وتابع، أنه ينبغي العمل على الجهود العسكرية وهي الأهم، وأن تعتبر الحكومة العراقية التهديد “الإسرائيلي” فرصة لتحصين دفاعاتها الجوية، وتكسر الحصار الأمني والتجاري والاقتصادي على العراق، من خلال التحكم بعقود التسليح وغيرها، وأن تقوم بتسليح العراق بسلاح يستطيع الدفاع به عن سيادته، فلا يمكن أن يبقى العراق ضعيفاً ويتلقى التهديدات.

ضوء أمريكي أخضر

 

علق العديد من الخبراء والمحللين على التهديدات الصهيونية للعراق، ومن بينهم الخبير في الشؤون الأمنية، أحمد التميمي، والذي قال إن الكيان الصهيوني لا يمكنه ضرب العمق العراقي، دون ضوء أخضر أمريكي.

وأوضح التميمي، في حديث لوكالة “بغداد اليوم”، أن تسريبات الإعلام الغربي والصهيوني، عن توجيه بوصلة عمليات الاستهداف إلى فصائل المقاومة في العراق، ما هي إلا رسائل لما يعد له الكيان، مضيفاً أن الاستهداف قد يأتي في أي لحظة، ولكن واشنطن تدرك حساسية هكذا خيارات على مصالحها الاستراتيجية في المنطقة.

وأضاف، أنه لا يمكن لتل أبيب ضرب العمق العراقي دون ضوء أخضر أمريكي، وبيان ماهي ردود الأفعال خاصة في ظل وجود قواعد عسكرية ومصالح اقتصادية وشركات، بالإضافة إلى أن الاتفاقية الاستراتيجية تحتم على واشنطن دعم بغداد في مواجهة أي عدوان خارجي، وبالتالي فإن أي موقف داعم للكيان ضد العراق سيكون له ثمن.

إلى ذلك، بيّن الخبير القانوني، علي التميمي، أن الفصائل العراقية لديها الشرعية في الدفاع عن أرض المقدسات في فلسطين وغزة ولبنان، وهؤلاء المقاومون ليسوا مرتزقة، بل إنّ القانون الدولي يتيح لهم الدفاع عن بلدانهم، وهناك سوابق لهكذا أفعال لم تعترض عليها الأمم المتحدة، كما حصل عند دخول القوات الأمريكية للعراق واحتلال أراضيه.

وأضاف، موضحاً: صدرت عن مجلس الأمن الدولي، منذ العام 1960 ولغاية العام 1969، عشرة قرارات تقريباً تسمى بشرعية المقاومة، والتي أتاحت للشعوب حق المقاومة، فللمقاومة العراقية الحق في الدفاع عن فلسطين ولبنان، لأن الكيان الصهيوني قد اعتدى على جرف النصر ومواقع أخرى، وهدد المرجعيات الدينية، والقانون الدولي أتاح للمقاومة الدفاع عن شعوبها.

وأكمل التميمي: والشكوى التي تقدم بها الكيان الصهيوني لمجلس الأمن ضد العراق مردودة عليه، لأنّ الحكومة العراقية لم تعلن الحرب ضد هذا الكيان، بل الشعوب هي من تضرب الكيان وتقاوم أفعاله.

ويوم الثلاثاء الفائت، ترأس رئيس مجلس الوزراء، محمد شياع السوداني، الجلسة الاعتيادية السابعة والأربعين لمجلس الوزراء، والتي جرى خلالها بحث مستجدات الأوضاع في البلاد، والتداول في الملفات المهمة في مختلف المجالات.

وبحسب بيان صادر عن مكتب السوداني، فقد تابع المجلس التطوّرات والأوضاع في المنطقة، حيث أكد رئيس مجلس الوزراء، أن الرسالة التي أرسلها الكيان الصهيوني، إلى مجلس الأمن الدولي، تمثل ذريعة وحجّة للاعتداء على العراق، وتحقيقاً لمساعي الكيان المستمرة نحو توسعة الحرب في المنطقة.

وشدد، على أن العراق يرفض هذه التهديدات، وأن قرار الحرب والسِّلم هو قرار بيد الدولة العراقية، وغير مسموح لأي طرف بأن يصادر هذا الحق، لافتاً إلى رفض العراق الدخول في الحرب، مع الثبات على الموقف المبدئي بإنهائها، والسعي لإغاثة الشعبين الفلسطيني واللبناني.

يشار إلى أن المجلس الوزاري للأمن الوطني، أعلن سابقاً، عن رفض العراق بشكل قاطع للشكوى الصادرة عن سلطات الكيان الصهيوني ضد العراق، فيما أشار إلى إن هذه الاتهامات لا تعدوا كونها ذرائعَ، تهدفُ إلى تبرير عدوانٍ مُخطط له ضدّ العراق، من قبل تلك السلطات.

 

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرامالنعيم نيوز

لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التاليالنعيم نيوز

كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا علىقناة النعيم الفضائية

كما يمكنك أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرامالنعيم نيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى