“بإمامة الشيخ هادي الإسماعيلي”.. إقامة صلاة الجمعة بمدينة الناصرية – مصلى أنصار الإمام المهـدي (عج)
أقميت صلاة الجمعة في مدينة الناصرية – مصلى أنصار الإمام المهـدي (عج) بإمامة الشيخ هادي الإسماعيلي (دام عزه).
نص خطبتي الجمعة:
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَ لا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ، وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَ لا تَفَرَّقُوا وَ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْداءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْواناً وَ كُنْتُمْ عَلى شَفا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْها كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آياتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ( ١٠٢)
عن أبي جعفر الباقر (عليه السلام) قال: يكون في آخر الزمان قومٌ يتّبع فيهم قوم مراؤون يتقرؤون ويتنسكون حدثاء سفهاء لا يوجبون أمرا بمعروف ولا نهياً عن منكر ، إلا إذا أمنوا الضرر، يطلبون لأنفسهم الرخص و المعاذير، يتبعون زلات العلماء وفساد عملهم، يقبلون على الصلاة والصيام وما لا يَكلِمهم (أي ما لا يجرحهم) في نفس ولا مال ، ولو أضرت الصلاة بسائر ما يعملون بأموالهم وأبدانهم لرفضوها كما رفضوا أسمى الفرائض وأشرفها، إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فريضة عظيمة بها تقام الفرائض، هنالك يتم غضب الله عز وجل عليهم فيعمهم بعقابه فيهلك الأبرار في دار الفجار والصغار في دار الكبار، إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سبيل الأنبياء، ومنهاج الصلحاء، فريضة عظيمة بها تقام الفرائض ، وتأمن المذاهب ، وتحل المكاسب ، وترد المظالم ، وتعمر الأرض، وينتصف من الأعداء، ويستقيم الأمر ، فأنكروا بقلوبكم ، والفظوا بألسنتكم، و صكوا بها جباههم ، ولا تخافوا في الله لومة لائم، فإن اتعظوا وإلى الحق رجعوا فلا سبيل عليهم (إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم)، هنالك فجاهدوهم بأبدانكم ، وأبغضوهم بقلوبكم ، غير طالبين سلطانا ولا باغين مالا ، ولا مريدين بظلم ظفرا، حتى يفيئوا إلى أمر الله ويمضوا على طاعته.
(الكافي: ج5، ص55).
بعد هذه الموعظة والبصيرة ، ونحن نقبل على عيد الغدير الأكبر والذكرى العطرة لإعلان ولاية أمير المؤمنين على المسلمين من قبل السماء بتبليغ رسول الله (ص) نود الاشارة الى امر مهم يرتبط بموضوع الامامة وله بعد عملي على سلوكنا وحركتنا وبصيرتنا في الامور العامة والمصالح العليا للاسلام والمسلمين وهو ان هنالك شبهة يطلقها البعض عن حق او جهل وهي :
( أنهم يقولون إن عليا (ع) كان جلیس الدار لمدة 25 سنة، والحال أنه لم يكن جلیس داره حتى ليوم واحد، الذين ينهجون نهج القعود في البيت وتنقضي حياتهم بالقعود في البيت يسمون صمت علي وهبوطه عن المستوى الأعلى جلوسا في الدار، إلا أن هذا لم يكن جلوسا في الدار…عليٌ في اليوم نفسه الذي كان الكلام فيه عن خلافته قال لأكن الشخص الثاني في السلطة والمستشار كما كنت في السابق، إذن كان علي (ع) لمدة 25 عاما الشخص الثاني في السلطة. ولقد كان لعلي (ع) دوره ورأيه في كل القضايا الحساسة المهمة، وكانت كل القرارات المهمة تُتخذ باستشارته، وكانوا يستشيرونه في كل الغزوات المهمة، وقد كان له رأيه الحاسم في المجالس العسكرية المهمة، وكانوا ينتفعون برأيه ومشورته.
كان عضوا من أعضاء المجتمع الإسلامي وعضوا كبيرا جدا وقويا جدا وبصيرا جدا ومثل هذا العضو لا يحق له أن يبقى جليس الدار.
ما معنى أنه كان جليس الدار؟ هل معنى ذلك أنه كان يأتي ويصلي في المسجد ثم يعود للبيت ويشتغل في العبادة أو يشتغل بشؤون البيت؟ هل كان هكذا؟ لا، حياة علي لا تشهد بمثل هذا، فلم یکن جليس الدار. نعم، لم يكن على رأس السلطة.
وبالطبع فقد كان له أعداء معينون يحاولون تنحيته جانبا وعزله وعدم إشراكه وعدم توليته الأمور، ولكن هل يضطر الإنسان لتحمل وقبول كل ما يريده العدو؟ لم یکن علي ليتحمل ذلك، إنما كان في ساحة المجتمع…)( الحسين مسيرة متواصلة السيد علي …)
وهنا نقول :
ان عليا( ع) نعم الأسوة لنا بعد رسول الله ( صلى الله عليهما وآلهما ) فلا ينبغي لنا القعود عن اداء الواجب بحجة ان الاعداء لا يريدون ذلك ولايسمحون لنا ، كلا الضرورات تقدر بقدرها فاذا لم نستطع ان نكون على رأس العمل وفي قمة اداء الواجب فلننزل الى المستوى الثاني وهكذا الى ان نؤدي العمل والواجب حسب الدرجة الممكنة وهذا الامر يجري في الدائرة او المدرسة او المنظمة او المؤسسة او حتى في مثل المسجد والعشيرة ، بل والاسرة
اذن ان لم تكن الرجل الاول فكن الرجل الثاني ولا تقبل بالقعود والخنوع من اول مرة ، ولا تترك الامور بيد العدو او الجاهل السفيه فان لهذا الامر تبعات وعثرات ربما يطول معها البلاء عشرات السنين .
في ختام خطبتنا الاولى تعالوا نحتفل نحن واياكم بعيد الله الاكبر الغدير الاغر ونتلوا على مسامعكم هذه القصيدة الرائعة للشاعر المعاصر الاديب مهدي جناح الكاظمي حيث يقول :
يا ايها الطوفان أي سفينةٍ
للعقل تستقصيك ما اغرقتها
يا مالك الاعناق أي عظيمةٍ
ما مكنتك زمامها فملكتها
يا ذات احمد يا مقاسم غارهِ
هو انذر الدنيا وانت هديتها
وقف السؤال أمام بابك سائلاً
يا جامع الاضداد كيف جمعتها
الناس تعرف ان امك فاطمٌ
كيف التي ولدتك انت ولدتها
يا طاعم المسكين قرص رغيفهِ
وعلى الطوى غُرّ السنين طويتها
لو كان قرص الشمس كنت وهبتهُ
او كانت الدنيا فأنت وهبـــتهــا
اسماؤك الحسنى بلغتُ بها المدى
كُتبت باجنحتي وانت كتــبتهــا
الدهر بعضُ حداة مجدك والعُلا
لما امتطيت سنامها فشغلتها
ورأتك انك مجدها فسعت له
سعي الحجيج واخفقت فعذرتها
ان لامني فيك القساة واصبحوا
يا سيدي حطب التي سعّرتها
اوقدتَ نار هواك وسط حشاشتي
انا (عاشق ) النار التي اوقدتــــهــــا)
(٢)
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد واله الطاهرين .
في الخطبة الاجتماعية العامة عندنا مجموعة من القضايا المهمة والتي لا ترتبط بموضوع واحد لذا سنوردها على شكل نقاط :
١ ) النقطة الاولى : ندعو الى الاسراع بتشكيل الحكومة واختيار الاكفأ والأنزه رئيسا ووزراء ومسؤولين وعدم تعطيل مصالح البلاد والعباد اكثر مما عليه الواقع المعاش .
٢ ) النقطة الثانية : الظاهر اننا مقبلون على فتن وبلاءات ( بعضها او اكثرها من صنع الانسان وعجلته وقلة بصيرته ) والاجدر بالمؤمنين والاليق ان يكونوا في الفتنة كأبن اللبون لا ظهر فيركب ولا ضرع فيحلب كما قال سيد البلغاء والمتكلمين . وان تتبعوا المرجعية الرشيدة احجاما واقداما ونصرة وتأييدا .
٣ ) النقطة الثالثة : يذكر (آلان دونو )في كتابه (نظام التفاهة) أن مواقع التواصل نجحت في ترميز التافهين (أيّ تحويلهم إلى رموز) فصار يمكن لأيّة جميلة بَلهاء أو وسيم فارغ، أن يفرضوا أنفسهم على المشاهدين، عبر عدة منصات إعلامية عامة، هي في أغلبها منصّات هلامية وغير منتجة. لا تخرج لنّا بأيّ منتج قيميّ صالح لتحدي الزمان .
٤ ) النقطة الرابعة : الظاهر اننا نقترب من الظهور المقدس ونحن الان اقرب الى هذا الحدث من اي وقت مضى ، خصوصا بعد تحقق علامات مهمة نذكر منها خراب الشام وانحسار الانهار وقلة الامطار وشدة الاحتياج الى المصلح الحقيقي فنحن – كما يقال – نعيش في مايسمى ارهاصات الظهور ولا اريد الدخول في هذا الموضوع اكثر لضيق المقام ولكن اورد لكم بشارة مهمة في هذا الصدد وهي عبارة عن رواية رائعة رواها في دلائل الإمامة ص٤٧٩: عن سيف بن عميرة،( وهو ثقة كوفي نخعي) قال:
قال لي أبو جعفر (عليه السلام):
المؤمن ليخير في قبره
فإذا قام القائم (عليه السلام) فيقال له:
قد قام صاحبك فإن أحببت أن تلحق به فالحق،
وإن أحببت أن تقيم في كرامة الله فأقم.
5 ) النقطة الخامسة : من المظاهر المؤسفة للمجتمع العراقي في هذا الزمان هي :
١ ) خلو المساجد وهي بيوت الله من المؤمنين الحقيقين ….
يقول امير المؤمنين (ع) :
(…اللهَ اللهَ فِي بَيْتِ رَبِّكُمْ، لاَ تُخْلُوهُ مَا بَقِيتُمْ، فَإِنَّهُ إِنْ تُرِكَ لَمْ تُنَاظَرُوا …)
أي: لم ينظر اليكم بالكرامة، لا من الله، ولا من الناس، لإهمالكم فرض دينكم.
٢ ) ايضا من المظاهر المؤسفة انتشار التبرج والسفور وخلع العباءة الاسلامية … ومن الطبيعي ان هذه مقدمات لاعمال اكثر سوءا حيث ستاتي بعد ذلك الفاحشة والزنا وشرب الخمر والمخدرات ثم السرقة لتلبية متطلبات هذا الاستحقاق بزعمهم.
٣ ) ايضا من الامور المخجلة امام الله ورسوله وصاحب الزمان(ع) والشهداء الذين قضوا وسبقونا الى الجنة: ترك وهجر القرآن وصلاة الليل والمعنويات والانشغال باللهو واللعب والادمان على الشرب من المياه الآسنة في انهار الأنترنيت والمواقع الاخلاقية .
بشكل عام اذا لا توجد مجموعة معتد بها تدعو الى الله وتامر بالمعروف وتنهى عن المنكر ومن خلال التجربة نلاحظ هبوط بمستوى الأخلاق وانتشار الرذيلة وسقوط أبناء الإنسان في حضن الشيطان
واذا سقطوا في حضن الشيطان تخلصت منهم يد الغيب والقدرة واستبدلت بهم غيرهم واصبحوا سبة في احشاء العصور الغابرة عليهم التبعات وارتهنوا باعمالهم .
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا في موقع التلغرام: النعيم نيوز
و لمتابعتنا على موقع فيسبوك يرجى الضغط أيضا على الرابط التالي: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية
و لا تنسى أيضا الاشتراك في قناتنا على موقع الانستغرام: النعيم نيوز