أقيمت صلاة الجمعة في جامع الرحمن بإمامة الشيخ عقيل الكعبي.
وكانت خطبة الشيخ الثانية بعنوان: الارتباط القلبي بالامام المهدي عج
قال الامام علي ع القلوب الطاهرة محل نظر الله عز وجل، من اهم الامور التي يركز عليها علماء الاخلاق هي طهارة القلب وان الانطلاقة الاولى التي ينطلق بها الفرد الى ربه هي صفاء ونقاء القلوب من الامراض المعنوية والمشاكل الاخلاقية.
وقال الشيخ: قد ذكر بعض علماء الاخلاق هناك ثلاث اختبارات يختبر الانسان من خلالها طهارة القلب وسلامته من العيوب
١- الاولى نختبره في موضع الصلاة من حيث التوجه والانقطاع والاتصال بالله عزوجل ومن حيث الخشوع والخضوع بين يدي الله تبارك وتعالى ومن حيث البكاء والدمعة والرقة
٢- الثانية : نختبر القلب في البكاء والدمعة على سيد الشهداء وغريب الغرباء الامام الحسين ع والحزن في مجالسه والسماع لمصيبته والتاثر بما جرى عليه يوم عاشوراء
٣- الثالثة : نختبر القلب في العلاقة والارتباط بالامام المهدي ع وبالحب وعشق له ع
فالقلب الذي ليس فيه الامام المهدي ع وليس له حب للامام ع ساقط عن الاعتبار في عالم المعنى والمعنويات. القلب الذي ليس فيه الحجة ع لا يرجى منه الخير
وتابع الشيخ: ومن هنا اي شخص لديه مشروع او عنده نشاط تبليغي او عنده خدمة للدين او طالب علم او جامعي او رب اسرة اذا لم تكن له علاقة متميزة بالامام المهدي ع فانه لا يتوقع لهذا الشخص نجاحا متميزا ربما يتوقع له نجاحا بنسبة ٥٠٪ او ٦٠٪
ولذا ايها الاحبة تعالوا لكي نسال قلوبنا ونفوسنا
هل هذه القلوب تحزن لحزن الامام المهدي ع
هل هذه القلوب تفرح لفرح الامام الحجة ع
هل هذه القلوب لها ارتباط حقيقي بالامام ع
هل هذه القلوب لها علاقة متميزة مع الامام ع
هل هذه القلوب لها حب خاص للامام ع
هل هذه القلوب تشعر بوجوده سلام الله عليه
هل هذه القلوب تشعر برقابته ونظرته ع
وأضاف الشيخ: مع ان قلب الامام المهدي ع يحزن لحزننا وله علاقة بنا علاقة حب علاقة الابوة علاقة الامامة علاقة الولي يشعر بالالمنا ومعانتا ومشاكلنا وهمومنا ويرعى قضاينا ويدفع عنا البلايا كما قال ع أنّا غير مهملين لمراعاتكم، ولا ناسين لذكركم ولولا ذلك لنزل بكم اللأواء أي الشدائد واصطلمكم الأعداء، فاتقوا الله جلّ جلاله. ولهذا ان الارتباط بالامام المهدي ع والتعلق به والحب له من اشرف الاهداف التي لا بد ان يسعى كل انسان مؤمن لها. فمن خلال تطوير علاقته وارتباطه بامام زمانه يبقى على صلة دائمة بمحضر وجوده ع فلا ينفك عنه ولا يغيب عن باله وحركاته وسكناته بل يبقى الامام ع حاضرا في وجوده في الليل والنهار وفي الرخاء والشدة في الصحة والمرض وفي الفقر والغنى.
ولفت الشيخ إلى أنه لكي يتحقق الارتباط القلبي والروحي والعلاقة القلبية لا بد من مراعاة جملة من من الخطوات العملية والتي وردت في الأحاديث عن أئمة أهل البيت (ع) والتي نذكر بعضا منها من باب التذكير
1️⃣ ـ مبايعتة الامام المهدي ع وتجديد العهد منه فقد ورد في دعاء العهد: (اللهم إني أُجدّد له في صبيحة يومي هذا وما عشت من أيامي عهداً وعقداً وبيعة له في عنقي لا أحول عنها ولا أزول أبداً).
ومن ابرز معاني البيعة للإمام المهدي ع وتجديد العهد ماجاء في زيارة الامام المهدي ع في بحار الانوار للعلامة المجلسي
{ فلو تطاولت الدهور وتمادت الأعمار
🔸لم أزدد فيك إلا يقينا
🔸ولك إلا حبّا
🔸وعليك إلا متكلا ومعتمِدا
🔸ولظهورك إلا متوقعا ومنتظِرا
🔸ولجهادي بين يديك مترقبا
🔸فأبذل نفسي ومالي وولدي وأهلي وجميع ما خولني ربي بين يديك
🔸والتصرف بين أمرك ونهيك
2️⃣- الدعاء له ع : ولعل سائل يسال ان الامام المهدي ع مستغني عن دعائنا فلا ثمرة من ذلك وهل الامام محتاج الى الدعاء
ووفقا للشيخ: – الجواب من عدة مستويات
– المستوى الاول : ان دعاء الفرد المؤمن للامام ع من باب هدية فقير مسكين الى سلطان كبير ولا ريب ان هذا من علامات احتياج الفقير الى عطاء ذلك الكبير فمن باب الحاجة
– المستوى الثاني : ان الظاهر من روايات اهل البيت ع ان الظهور المهدوي من الأمور التي يمكن ان يحصل فيها التقدم او التأخر فيكون الدعاء هو احد أسباب التعجيل للظهور المهدوي
– المستوى الثالث : لا ريب ان المعصوم يتعرض للبلاء والحزن والهم وخصوصا همه وحزنه للامة وعلى الدين فيكون الدعاء سبيل من سبل رفع الهم والبلاء والغم عن الامام
– المستوى الرابع : وجود ثمرات وفوائد من الدعاء للامام ع تعود الى الداعي نفسه أنت أيها المهدوي لما تدعوا ترجع ثمرة هذا الدعاء إليك
١- اول ثمرة من ثمرات الدعاء للأمام ع هو تعجيل الفرج للأمام ع ولنا وللامة الإسلامية جميعا ففي التوقيع الشريف المروي عنه (عج): (وأكثروا الدعاء بتعجيل الفرج فإن ذلك فرجكم).
٢- الدُّعاء للأمام ع ينجي الفرد من الفتن :
والدليل على ذلك ما ورد عن أحمد بن إسحاق إذ قال: “دخلت على أبي محمد الحسن بن علي عليه السلام، والله ليغيبنّ غيبة لا ينجو من الهلكة فيها إلا من ثبّته الله عزّ وجلّ على القول بإمامته ووفّقه فيها للدعاء بتعجيل فرجه
٣- استحقاق دعاء الإمام له عن الامام الصادق عليه السلام ان من يدعو لقائمنا فانه يدعو له و طوبى لمن دعا له امام زمانه
انت لما تقول اللهم كن لوليك الحجة بن وليا وحافظا وقائد وناصرا ودليلا وعينا
فقطعا الامام ع سيقول له كن له ايضا وليا وحافظا
٤- يوجب إزدياد النعم لان من النعم الإلهية علينا وجود الامام المهدي ع كما ورد في تفسير هذه الآية وَ أَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَ باطِنَةً قال ع النعمة الظاهرة الامام الظاهر والنعمة الباطنة الامام الغائب ) فالدعاء للامام هو شكر لهذه النعمة
3️⃣- اهداء ثواب الأعمال اليه من صلاة او زيارة او حج او قراءة قران او اي عمل صالح او مشروع خيري
– ولهذا ورد في الحديث ( من جعل ثواب صلاته لرسول الله وامير المؤمنين والأوصياء من بعده ضاعف الله له ثواب صلاته أضعافا مضاعفة حتى ينقطع النفس ويقال له قبل أن تخرج روحه عن جسده : يا فلان !.. هدّيتك إلينا وألطافك لنا ، هذا يوم مجازاتك ومكافاتك ، فطب نفساً وقرّ عيناً بما أعدّ الله لك ، وهنيئاً لك بما صرت إليه )
4️⃣- التصدق عنه طبعا ان الصدقة بشكل عام لها اثر على الفرد والمجتمع فكيف إذا كانت صدقة عن الامام المهدي ع
وأكمل الشيخ أن آثار الصدقة
1- تدفع البلاء: عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “الصدقة تمنع سبعين نوعًا من أنواع البلاء
2- تدفع القضاء: عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: “الصدقة …تدفع القضاء وقد أُبرم إبرامًا”
3- تزيد العمر: عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: “تصدّقوا, وداووا مرضاكم بالصدقة, فإنّ الصدقة تدفع عن الأعراض والأمراض, وهي زيادة في أعماركم وحسناتكم
4- تدفع ميتة السوء: عن الإمام الباقر عليه السلام: “البرّ والصدقة ينفيان الفقر, ويزيدان في العمر, ويدفعان سبعين ميتة سوء”
فكيف إذا كانت صدقة عن أمامنا المهدي ع فقد ورد في دعاء التصدق حين السفر: اللهم إن هذه لك ومنك وهي صدقة عن مولانا محمد (عج)، وصل عليه بين أسفاره وحركاته وسكناته في ساعات ليله ونهاره.
5️⃣- إظهار الشوق لرؤيته فقد علمنا أهل البيت (ع) أن ندعو الله لرؤيته ففي دعاء العهد: (اللهم أرني الطلعة الرشيدة والغرة الحميدة، وأكحل ناظري بنظرة مني إليه).
وفي دعاء الندبة: «… وأره سيّده يا شديد القوى…» وفيه أيضاً:.. هل إليك يا ابن أحمد سبيل فتلقى.
(وهنا لا بد من الإشارة إلى أن رؤية الإمام (ع) في زمن الغيبة الكبرى ممكنة بل وميسرة لخواص المؤمنين.
وقد تشرَّف بعض علمائنا برؤيته صلوات الله عليه .
ونُقل عن السيد بحر العلوم أنه جاء إليه رجل وسأله عن إمكان رؤية الإمام الحجة (ع) في زمن الغيبة الكبرى. فسكت السيد عن جوابه وطأطأ رأسه وخاطب نفسه.. ما أقول في جوابه؟ وقد ضمني صلوات الله عليه إلى صدره.
6️⃣- الاغتمام والبكاء على فراقه عن الصادق (ع) أيضاً: (والله ليغيبن إمامكم سنيناً من دهركم ولتمحصن حتى يقال: مات أو هلك بأي وادٍ سلك، ولتدمعنّ عليه عيون المؤمنين).
7️⃣- التوسل به إلى الله سبحانه ورد في بعض الروايات توسل بالإمام صاحب العصر والزمان (عج) منها: (اللهم إني أسألك بحق وليك وحجتك صاحب الزمان إلا أعنتني به على جميع أُموري وكفيتني به مؤنة كل مؤذ وطاغ وباغ وأعنتني به فقد بلغ مجهودي وكفيتني كل عدوّ وهمّ وغمّ ودين، وولدي وجميع أهلي وإخواني ومن يعنيني أمره وخاصتي، آمين رب العالمين)
(بحار الأنوار: ج94 ص35).
والفرد يتوسل بالإمام المهدي ع ينطلق من عدة مرتكزات
أولا : من أراد الله بدأ بكم ومن وحده قبل عنكم
ثانيا : ان الامام المهدي ع هو باب الله عزوجل
وثالثا : انه وجه الله الذي يتوجه به الاولياء كما ورد عنه إذا أردتم التوجه بنا إلى الله تعالى وإلينا فقولوا كما قال الله تعالى سلام على ال بس
ورابعا : وهم أسماء الله الحسنى التي أمر عبادَه أن يدعوه بها. وقد روي عنهم عليهم السّلام في تفسير قوله تعالى: وللهِ الأسماءُ الحُسنى فادْعُوهُ بها نحن ـ واللهِ ـ الأسماءُ الحسنى التي لا يَقبَلُ اللهُ من العِباد عملاً إلاّ بمعرفتنا والحمد لله رب العالمين.
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا في موقع التلغرام: النعيم نيوز
و لمتابعتنا على موقع فيسبوك يرجى الضغط أيضا على الرابط التالي: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية
و لا تنسى أيضا الاشتراك في قناتنا على موقع الانستغرام: النعيم نيوز