أُقيمت صلاة الجمعة المباركة في مسجد الإمام الحسن المجتبى سلام الله عليه بقضاء خانقين\ منطقة علي مراد، بإمامة الشيخ زهير التميمي.
وذكر مراسل “النعيم نيوز” أن الخطيب تناول في الخطبة الأولى: الإمام الحسن العسكري عليه السلام يصون عقيدة الامة من الانحراف ويحث شيعته ومحبيه على الالتزام بالمباديء والقيم ..
ومما قال، رغم قصر مدة الإمامة الفعلية لأبي محمد الإمام الحسن العسكري عليه السلام وهي ست سنوات والحصار عليه والاعتقالات التي فرضت عليه من ملوك عصره العباسيين وتأمر المستمر على قتله ورغم احتجابه عن الناس إلا نادرا نتيجة الرقابة المشددة عليه وكذلك لتهيئة شيعتيه لقبول غيبة الإمام والتعاطي مع الواقع الجديد فقد ترشح منه سلآم الله عليه الكثير من الوصايا والاعمال المباركة التي تحافظ على سلامة معتقدات الناس وتحصينهم من الشبهات ومما ورد في وصيته التي تعتبر منهج عام لشيعته.
قال (اوصيكم بتقوى الله والورع في دينكم والاجتهاد لله وصدق الحديث واداء الامانة الى من أئتمنكم من بر او فاجر وطول السجود وحسن الجوار فبهذا جاء محمد صلى الله عليه واله وسلم صلِّوا في عشائرهم واشهدوا جنائزهم وعودوا مرضاهم وادوا حقوقهم فإن الرجل منكم اذا ورع في دينه وصدق في حديثه وأدى الامانة وحسّن خلقه مع الناس قيل هذآ شيعي فيسُّرني ذلك اتقوا الله وكونوا زينا لنا ولا تكونوا شيناً جرُّوا الينا طل مودة وادفعوا عنا كل قبيح ).
أيها الاحبة كما تعلمون أن امامنا العسكري عليه السلام عاش كأبائه الطاهرين حياة صعبة قاسية ولعل الصعوبة في حياته اشد من حياة أبائه ع ومنها قصر عمره الشريف الذي لم يتجاوز ٢٨ سنة كجده الإمام الجواد ع الذي كان عمره ٢٥ سنة وهذا مما يدعم القول أن رحيلهما عن الدنيا لم يكن بشكل طبيعي وإنما بعامل الاغتيال او القضاء بالسم وإن كانت الآجال بيد الله تبارك وتعالى بل جميع المعصومين سلام الله عليهم(ما منا إلا مقتول أو مسموم ) وخصوصا مع ملاحظة الظروف والاجواء التي كان الائمة عليهم السلام يعيشونها في ظل سلطة الحكماء الظالمين وخلفاء الجور حيث كانت منطقة سامراء خاضعة للخليفة العباسي وحاشيته وجنده ومنا لقب إمامنا سلام الله عليه(بالعسكري) ولم يكن للإمام انصار او ممن يتعاطف معه حتى كان مفروضا عليه الحضور الى ديوان الحاكم مرتين في الاسبوع ليثبت تواجده وهذا الألم تستشفه من رواية تنقل عن الامام ع أنه كتب الى شيعته يقول لهم (ألا لا يُسلِّمن عليه أحد ولا يُشير اليّ بيده ولا يوميء فإنكم لا تؤمنون على انفسكم ) حتى ورد عنه عليه السلام(ما مُني أحد من أبائي بمثل ما منيت به ).
ومع كل ما تقدم فإن إمامنا سلام الله عليه كان يملك شخصية مؤثرة ومهيمنة على من يلتقي به ويتعامل معه ومما ينقل فإن الموكلين به في سجنه كانوا يتأثرون به ويتغيرون سلوكيا فعندما كان احد المسؤولين عن السحن اسمن صالح إبن وصيف طلبت منه السلطة العباسية التضييق على الامام ع قال ما اصنع معه وقد وكلت به رجلين شر من قدرت عليه فوجدتهم اصبحوا على امر عظيم الصلاة والعبادة
وهذا يكشف على قوة شخصية الإمام ع وتأثيره الفاعل في سلوكيات الناس ونحن ايضا مخاطبين بهذا النهج فإنه من ينتمي الى الخط ولاية أهل البيت عليهم السلام يجب أن يكون ملتزما بالقيموالمباديء ولا يكفي الانتماء العاطفي والحب المجرد من العقيدة والفكر والمعرفة فإن السلطات الحاكمة على مر الأجيال تحاصر اهل البيت عليهم السلام ونبعدهم عن شيعتهم وقواعدهم ولذلك يوجه إمامنا سلام الله عليه خطابا لشيعته بإن لا ينعزلوا عن المجتمع ومن الخطأ مما يتصوره البعض أن الاندماج والتداخل مع الناس نوعا من الذوبان فيهم بل يجب أن يكون الإنسان المؤمن متواجد ومؤثر بالآخرين بما يملكه من عقيدة ومعرفة فإن الابتعاد والانعزال عن المجتمع يسهل مهمة الاعداء في تشويه صورة معتقداتك ومما تتبناول وتتحرك فيه لإصلاح المجتمع ابتداءا من الأسرة وخاصة مع المتغيرات في الساحة وما نشاهده من الغزو الثقافي فقد شاهدنا الكثير من طلبة الجامهات والمعاهد نقلوا صورة مشرقة للشاب المؤمن الملتزم والشابة التي تقتدوا بفاطمة الزهراء والعقيلة زينب سلام الله عليهما كانوا عناصر مؤثرة في سلوك الآخرين وهذا واضح من حث الإمام العسكري عليه السلام(صلِّوا في عشائرهم واشهدوا جنائزهم وعودوا مرضاهم وادوا حقوقهم…).
أما من يريد الانزواء والانعزال لجهله او لمصالح سياسية ومنافع اجتماعية او لقناعات خاطئة منطلقا من الاية( ولن ترضى عنك اليهود والنصارى حتى تتبع ملتهم )إن هذا معناه أن يكون كل انسان ملتزم بدينه وعقيدته ولا يكون هناك مداهنة ومدارات على حساب المباديء والقيم ويفصد من الآية الكريمة أن اليهود والنصارى لن يكفوا عن الضغوط عليكم حتى تتراجعوا عن دينكم كما نشاهد اليوم تشويه صورة إقرار قانون ينظم حياة طائفة مع عدم المساس بالآخرين وهو قانون الأحوال الشخصية دون الإطلاع على مدونة التعديل الذي يضمن تحقيق العدالة للأسرة ويعيد بنائها بحجج لا تثبت أمام اصحاب
الاختصاص ولذلك في الحديث (رحم الله من أستجرّ مودة الناس اليه والينا ) ….
أما الخطبة الثانية فقد تحدث فيها الشيخ التميمي عن قوله تعالى( فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين إنا كفيناك المستهزئين ) وبيّن أن الآية المباركة من اوائل الأوامر الإلهية الى نبيه الكريم صلى الله عليه واله وسلم ولم يكن معه سوى امير المؤمنين سلام الله عليه وأم المؤمنين خديجة عليها السلام حتى فتح آلله على يديه فلماذا نعيش نحن الضعف في إبراز هويتنا والصدع بها وهذا الضعف يضر في المشروع عامة ويؤدي إلى ضياع الهوية فإن مصطلحات الوحدة والتقارب والتعايش لا تستلزم التنازل عن المباديء والمعتقدات فهذا ابو ذر رضوان الله عليه في عقر ديار معاوية يقول سمعت حبيبي رسول الله صلى الله عليه واله ثم يذكر فضائل ومناقب الإمام علي بن أبي طالب سلام الله عليه اذاً يجب علينا القيام بمسؤولياتنا بما يلائم من المعادل الموضوعي لمواجهة الغزو الثقافي وتشكيك الناس في عقيدتهم طبعا بالحكمة والموعظة الحسنة كما قال الله تبارك وتعالى(اذهبا الى فرعون إنه طغى فقولا له قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى )فلا يصح القعود والانحسار لأن العمر اقصر من أن يضيع بالراحة ولنكون ملبين النداء ( أن اقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه ) فمهما كان الشخص صالحا في نفسه وملتزما بالشريعة لا يكفي إلا أن يمارس الإصلاح مادام هناك فساد وانحراف ينخر المجتمع وكما ورد وصف النبي صلى الله عليه واله طبيب دوار بطبه فإن الصفة والسمة الواضحة في رسالة النبي صلى الله عليه واله هي الانذار والتخويف من عاقبة الخروج عن أوامر الله جل جلاله ونواهيه ((لتُنذر قوماً ما أتاهم من نذير من قبلك )) فإن عامة المجتمع لا يصلحه إلا الخوف عن الإمام ابي عبدالله الصادق عليه السلام قال ( المؤمن بين مخافتين ذنبٌ قد مضى لا يدري ما صنع آلله فيه وعُمرٌ قد بقي لا يدري ما يكتسب فيه من المهالك فهو لا يُصبح إلا خائفا ولا يُصلحه إلا الخوف ) ففي هذا الإنذار رحمة للناس لأن آلله تبارك وتعالى غني عنهم لكن شفقته على عباده فإن الله تبارك وتعالى أكبر من أن يوصف ولا يعجزه شيء وكل قوة مهما كانت عظيمة فهي أمام الله جل جلاله أوهن من بيت العنكبوت مهما كانوا يملكون من قوة وسلطة وأموال وجيوش فإن الانسان المؤمن مصداق لقول أمير المؤمنين سلام الله عليه في خطبته (عظُم الخالق في أنفسهم فصغر ما دونه في أعينهم )وعلى كل عامل أن لا يعتد بنفسه ولايثق او يمن بعمله على الله والناس فإن كل ما عنده هو لطف وتوفيق ٦ورحمة منه كما ورد في وصية أمير المؤمنين سلام الله عليه الى مالك الاشتر (وإياك والمنّ على رعيتك بإحسانك فإن المنَّ يُبطل الإحسان )
لذا تجد النبي صلى الله عليه واله الذي لم يدخر جهدا يتأسف لعدم استطاعته هداية كل الناس فهذا اعلى درجان الحرص عليهم فأشفق عليه ربه الكريم بقوله ((فلعلّك باخعٌ نفسك على آثارهم إن لم يؤمنوا بهذا الحديث اسفا))فالنتيجة ((وما اكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين ))
فقد تجد في كل زمن من يعرقل تكامل البشريعة بتعطيل او معارضة القوانين والتشريعات والأحكام الإلهية كقول عتبة إبن ربيعة …يا أبن اخي إنك قد اتيت قومك بأمر عظيم فرقت به جماعتهم وسفهت به احلامهم وعبت به الهتهم ودينهم وكفرت به من مضى من ابائهم فأسنع مني اعرض عليك امورا تنظر فيها لعلك تقبل منها بعضا قال فقال له رسول الله صلى الله عليه واله..قُل يا أبا الوليد أسمع قال: يا ابن اخي إن كنت إنما تريد بما جئت به من هذا الامر مالاً جمعنا لك من اموالنا حتى تكون اكثرنا مالاً وإن كنت تريد به شرفاً سوّدناك علينا حتى لا نقطع امرا دونك وإن كنت تريد ملكا ملكناك علينا … )فكان الرد الحاسم قول الله تعالى((فلا تُطعِ المكذبين))وقوله تبارك وتعالى ((وأنِ أحكم بينهم بما انزل الله ولا تتبع أهوائهم وأحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما انزل آلله إليك )) ولذلك تقرأ في الزيارة ( ولا لأحدٍ فيك مطمع )..
نسأل الله أن يثبتنا واياكم على ولاية محمد وآل محمد ويرزقنا شفاعة محمد وآل محمد ولا يفرق بيننا وبين محمد وآل محمد طرفة عين ابدا إنه سميع مجيب…
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرام: النعيم نيوز
لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التالي: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية
كما يمكنك أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرام: النعيم نيوز