أقيمت صلاة الجمعة المباركة، بجامع الرحمن، في بغداد/المنصور، بإمامة السيد رسول الياسري.
وقال السيد الياسري، خلال الخطبة الأولى التي كان عنوانها (المؤمنون بين جهادين جهاد السيف وجهاد التثقيف العقائدي)، وتابعتها “النعيم نيوز”:
{الذين يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ ۗ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ حَسِيبًا} (الأحزاب 39)
لقد مرت علينا قبل أيام ذكرى سقوط مساحات من أرض الرافدين بيد شذاذ الآفاق، وذكرى انطلاق الجيش الرديف أو ما عرف لاحقاً بالحشد الشعبي المبارك، والذي عبر عنه سماحة المرجع اليعقوبي (دام ظله) بغضة الله.
أيها الأحبة ..
إن تلك الذكريات رغم أنها تحمل من الأوجاع والآلام الكثير الكثير بسبب حالات القتل والتهجير والترويع وغير ذلك، ولكنها تذكرنا بالمواقف الجليلة والكبيرة والعظيمة لهذا الشعب، والتي يجب على الأمة استذكارها وتخليدها لأن وسائل الإعلام المضلل تحاول تارة تغييب الحقائق وتارة أخرى قلب الحقائق وتغييرها، مما يستدعي إلى حفظ المواقف وبيان الحقائق وتوثيقها بأعلى مستويات العمل الإعلامي، فحيا الله مراجعنا العظام وحيا الله الغيارى من المجاهدين، ونسأل الله الشفاء العاجل لجميع الجرحى والمقامات العلى لشهدائنا من جميع صنوفهم وتوجهاتهم وخصوصاً أبنائنا في الحشد الشعبي لأن الذكرى تشير إلى تأسيسه وتضحياته.
وعلينا من باب الوفاء أن لا نقصر في تمجيدهم وزيارة الجرحى منهم ورعاية عوائل الشهداء الأبرار وشكرهم على تضحياتهم وتضحيات أبناءهم.
وحديثي اليوم فيه تأكيد على المجاهدين وجماهيرهم من مختلف التشكيلات والاتجاهات بأنه يوجد إلى جانب الوظيفة الجهادية التي يقوم بها المجاهد على ثغور الإسلام والتي تصون الإسلام من الغزو العسكري، وتدافع عن كرامة أهله هناك وظيفة في الجانب الآخر وهو المجتمع وثقافة أهله ، وهو أمر يفترض أن يؤديه كل مؤمن والمجاهد بشكل أخص وهي الوظائف الثقافية من الدعوة لله تعالى والقيم التي يدافع عنها والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، قال الله تعالى: (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) (آل عمران:104) .
أيها المجاهدون الغيارى
إذا كان الجهاد في سبيل الله تعالى لحفظ الدين وأهله، فإن الدعوة إلى القيم والنهي عن المنكر من مقومات حفظ الدين قال أمير المؤمنين عليه السلام: (قوام الشريعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإقامة الحدود)
وذلك أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يحصن الداخل (داخل الأمة) من اختراقها من قبل الأعداء الذين يريدون إفساد أفرادها وانحرافهم عن الخط الإلهي، ولو راجعنا التاريخ لوجدنا أن من أهم أسباب هزائم المسلمين هو انحراف المجتمع، إذ كان العدو وقبل أن يغزو أرض الإسلام يحاول أن يفكك لحمة المجتمع التي يقوّيها التدين والالتزام وعبر وسائل عديدة.
فمن هنا على المجاهد في مجتمعه أن يكون ملتزماً بوظيفة الدعوة للقيم والتي أسماها السيد الشهيد الصدر قدس سره في موسوعته المهدوية في الجزء الثاني بالجهاد التثقيفي العقائدي، وعده أعظم من الجهاد العسكري لأنه هو الذي يحفظ الأهداف التي ضحى من أجلها المجاهدون الأخيار والشهداء الأبرار في ساحات الفخر والشهادة، كما أن هذا النوع من الجهاد هو من ينتج أبناء الإسلام الغيارى المضحين في ساحات الوغى، ولا يظن المجاهد أن الجهاد بحد ذاته يغنيه عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بل عليه أن يجمع الفضيلتين في آن معاً.
فعن الإمام علي عليه السلام: (وما أعمال البرّ كلها والجهاد في سبيل الله عند الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلا كنفثة في بحر لجيّ) وعن الإمام الصادق عليه السلام لما سئل عن قول الله سبحانه (وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً…) (المائدة:23) أي (من أخرجها من ضلال إلى هدى فكأنما أحياها ومن أخرجها من هدى إلى ضلال فقد قتلها).
وليكن أكبر همكم الشباب فإن الشباب الناشىء ينبغي أن يحظى من المجاهد بالاهتمام والرعاية والتركيز على اجتذابه لخط الإيمان والجهاد خصوصاً بقسمه الآخر أي التثقيفي العقائدي، وهذا ما أوصانا به أئمة أهل البيت عليهم الصلاة والسلام ، فعن الإمام الصادق عليه السلام يتحدث مع أحد أصحابه: (أتيت البصرة؟
قال: نعم، قال عليه السلام: كيف رأيت مسارعة الناس في هذا الأمر ودخولهم فيه، فقال: والله إنهم لقليل وقد فعلوا وإن ذلك لقليل . فقال عليه السلام: عليك بالأحداث فإنهم أسرع إلى كل خير.
وما ذلك إلا لأن قابلية الناشئة والشاب لتلقي الدين والأفكار المستقيمة وهمّته العالية يجعلانه أقدر من غيره على أداء المهام الموكلة إليه، بل إن فترة الشباب هي فترة العطاء، لأن الشاب يكون في كامل قوته البدنية وفي أعلى درجة من الاندفاع والهمة العالية.
فعلى المؤمنين الرساليين الغيارى وكذلك أئمة المساجد السعي الجاد باغتنام فرصة العطلة الصيفية لخدمة هذه الشريحة والنهوض بها، بما يحقق الهدف المنشود وهو لا يتطلب إلا التوكل على الله تعالى والنية الصادقة التي ستحقق ما يبهر الصديق والعدو على حد سواء، لأنه ما ضعف بدن عما قويت عليه النية.
أيها الغيارى ..
أن خطر ترك المسؤولية الثقافية الملقاة على عاتق المؤمن والمجاهد له آثار سلبية في الدنيا والآخرة، فترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر موجب لانتشار الفساد وطغيان أهله وفساد جيل الشباب، وهو يوجد ثغرة تنادي العدو ليدخل منها بكل يسر وسهولة.
ومما ورد عن الإمام علي عليه السلام من وصيّته للحسنين، بعد أن ضربه ابن ملجم: (لا تتركوا الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيولى عليكم شراركم ثم تدعون فلا يستجاب لكم).
وعن الإمام الباقر عليه السلام: (أوحى الله تعالى إلى شعيب النبيّ: إني معذّب من قومك مائة ألف: أربعين ألفاً من شرارهم وستين ألفاً من خيارهم.
فقال: يا رب هؤلاء الأشرار فما بال الأخيار؟! فأوحى الله سبحانه إليه: داهنوا أهل المعاصي فلم يغضبوا لغضبي)”.
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا في موقع التلغرام: النعيم نيوز
ولمتابعتنا على موقع فيسبوك يرجى الضغط أيضا على الرابط التالي: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية
ولا تنسى أيضا الاشتراك في قناتنا على موقع الانستغرام: النعيم نيوز