أقيمت صلاة الجمعة، في جامع الجوادين (ع) بحي الإسكان مركز محافظة الديوانية، بإمامة السيد حيدر العرداوي.
واستشهد السيد العرداوي في الخطبة الأولى، وتابعتها “النعيم نيوز”. بالآية الكريمة قال الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز: {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ} صدق الله العظيم.
نستعيد في الحادي عشر من شهر ذي القعدة الحرام ذكرى ولادة واحد من أولئك الذين تحدث الله عنهم بأنهم أقاموا الصلاة وأتوا الزكاة وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر وعبدوا الله، حتى أتاهم اليقين.. وهو الإمام الثامن من أئمة أهل البيت(ع)، الإمام علي بن موسى الرضا(ع).. هذا الإمام الذي شهدت له سيرته بأنه كان قمة في العلم والتقوى والعبادة وسمو الخلق والبذل والعطاء والإنسانية.
وأضاف العرداوي، وقد تحدث عنه أحد رجال المأمون الذي صاحبه إلى خراسان: “ما رأيت رجلاً كان أتقى لله تعالى منه ولا أكثر ذكراً لله في جميع أوقاته منه.. ولا أشد خوفاً لله عز وجل منه”.. “وكان لا ينزل بلدا إلا قصده الناس يستفتونه في معالم دينهم فيجيبهم ويحدثهم الكثير عن أبيه، عن آبائه عن علي(ع) عن رسول الله(ص)، فلما وردت به على المأمون سألني عن حاله في طريقه فأخبرته بما شاهدت منه في ليله ونهاره وإقامته، فقال: بلى يا ابن أبي الضحاك هذا خير أهل الأرض، وأعلمهم وأعبدهم”.
وتابع، نحن في هذه الأيام أحوج ما نكون إلى استحضار بعضاً من سيرته لعلها تعالج بعضاً مما نعاني منه.. لأن علاقتنا بأهل البيت(ع) لا تكتمل إلا عندما يشهد الواقع بأننا صورتهم في العلم والعبادة والسلوك والأخلاق والإنسانية.
فقد ورد في سيرته كما يذكر أحد المرافقين خلال سفره من خراسان ليتسلم ولاية العهد من الخليفة العباسي المأمون.. أن الإمام دعا يوماً بمائدة فجلس الذي يواكبونه في هذه الرحلة من حاشية المأمون على المائدة، لكن الإمام سلام الله عليه رفض الجلوس حتى يأتي كل الخدم.. فقيل له: إن موقعكم كإمام والآن ولي العهد لا يتناسب مع وجود هؤلاء.. فلو عزلت لهؤلاء مائدة ليأكلوا عليها.. فانزعج الإمام سلام الله عليه و قال: “إنّ الربّ تبارك وتعالى واحد والأم واحدة والأب واحد والجزاء بالأعمال”.. ألا والله لم تنسخ آية إن أكرمكم عند الله أتقاكم…
وهذا الموقف الإنساني لم يكن الحدث الوحيد في سيرته.. بل أن سيرته كلها مليئة بمثل هذه المواقف.. فقد كان إذا نصبت له الموائد يجلس على مائدته كل من كانوا في خدمته خلال سفره أو تنقله أو كل من كانوا بالعرف الاجتماعي ينظر اليهم كانهم أقل منزلة.
ويتحدث أحد الذين كانوا يخدمون الإمام(ع): كان أبو الحسن إذا أكلنا هو يضع اللقمة لنا ويطعمنا، وكان لا يستخدم أحداً حتى يفرغ طعامه… ولربما دعا بعضنا فيقال له هم يأكلون، فيقول دعوهم حتى يفرغوا.. وكان إذا خلا من أعماله يجمعنا ليستعلم أحوالنا ويحدثنا ويؤانسنا حتى كأننا كبار القوم لا يفرق بيننا وبينهم.
هذا السلوك أيها الاعزاء لم يكن سلوكاً خاصاً بالإمام(ع) بل كان نهجا قدمه الإسلام لالغاء التمييز العنصري بين العرب و العجم في السياق الإسلامي أو الشعوب و الأعراق بشكل عام أو الطبقي أو الاجتماعي وفق نظم ذلك الزمان, حيث كانت ظاهرة الرق منتشرة بشكل كبير في كل المجتمعات الإنسانية و ظلت كذلك حتى زمن قريب..
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرام: النعيم نيوز
لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التالي: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية
كما يمكنك أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرام: النعيم نيوز