حذر برنامج الأغذية العالمي “WFP”، اليوم الثلاثاء، من استخدام المياه الجوفية الموجودة في العراق، واصفاً استغلالها بالـ”كارثة”، بينما حدد خبير بيئي كميتها بنحو 6 مليارات متر مكعب.
وقال مدير البرنامج في العراق علي رضا قريشي، في تصريح للصحيفة الرسمية، وتابعته “النعيم نيوز”. إن “استخدام المياه الجوفية في العراق يمثل كارثة في طريقها إلى الحدوث، إذ إن هذا النوع من المياه يأتي من الأمطار ويحتفظ به في أحواض داخل الأرض لحفظ التوازن واستهلاكها سيخلق حالة من النضوب بمرور الوقت”.
وأضاف، “لا أقف بالضد من استخدام هذه المياه في الزراعة أو غيرها. لكن يجب أن يكون ذلك وفق إدارة تمنع هدر المياه وتحفظها، بما يحفظ التوازن داخل الأرض”. مشيراً إلى أنه “لا يمكن للعراقي أن يكون أنانياً باستخدام هذه المياه، لكونها تمثل مستقبل البلاد. في ظل تناقص موارد المياه في العالم”.
ودعا مدير برنامج الأغذية في العراق، إلى “استخدام الحلول طويلة الأمد، مثل إعادة تدوير المياه المستخدمة يومياً. لكونه يمثل حلاً لمشكلة المياه التي يعاني منها العراق منذ سنوات”. موضحاً أن “الحلول الآنية الحالية لا تنتج أي معالجة على الإطلاق. ويجب دعم ذلك بسلسلة تشريعات وتكنولوجيا صحيحة لتقييم حجم المياه واستخدام آلية إعادة ضخ المياه أكثر في المياه الجوفية”.
واقترح قريشي. “إقامة أحواض مائية تحت الأرض في المناطق التي تتجمع فيها المياه الجوفية. فضلاً عن استخدام حصاد المياه. إذ يمكنهما حفظ المياه الجوفية وزيادتها مستقبلاً”، مشيراً إلى أن “كل هذه الحلول يمكنها منع هدر المياه خصوصاً إذا ما علمنا أن الحل موجود في يد المجتمع نفسه الذي يمكن أن تتضافر جهوده من أجل معالجة هذا الشح”.
ونبه، إلى أن “البرنامج يعمل مع محطة بحوث المياه في وزارة الموارد المائية، وجزء من هذا العمل يتعلق بالمياه الجوفية. من خلال مراقبتها باستخدام صور الأقمار الصناعية. ونسعى لإقامة مشروع لإعادة تدوير المياه باستخدام حلول تعتمد على الطبيعية لتكون حلا إجمالياً لمشكلة المياه بشكل عام”.
وأشار، إلى أن “البرنامج عمل على إعداد تحليل خاص بالأراضي المزروعة وغير المزروعة باستخدام صور فضائية. لمعرفة حجم تلك الأراضي. والجانب الأكثر أهمية فيها هي الأراضي والمزارع المهملة التي لا تزرع في الوقت الحالي. نظراً للظروف المائية التي يعانيها العراق وعدم استغلالها بالشكل الصحيح”.
الخبير في مجال الهندسة البيئية حيدر محمد عبد الحميد. اعتبر المياه الجوفية من المياه المتجددة ولا يتم اللجوء إليها إلا في الحالات الحرجة.
وقال عبد الحميد، إن “المياه الجوفية خزين متجدد، وهناك الكثير من الدراسات العالمية التي حددت أرقاماً مبالغا فيها عن كمياتها”. مشيراً، إلى أن “أرقامها تتراوح بين 5 ـ 6 مليارات متر مكعب وتتواجد في مناطق الهضبة الغربية ووسط وجنوب العراق وبعض من الموارد في المناطق الشمالية”.
وأضاف، أن “20 % من الموارد المائية في المناطق الشمالية تعتمد على مصادر المياه الجوفية، في حين أن هنالك استخداما ضئيلا لها في مناطق الوسط والجنوب”، داعياً إلى الاستخدام العقلاني لهكذا نوع من المياه، واللجوء إليها فقط في حال استمرار شح المياه على وفق كميات مدروسة توازي كمية ما يتم ضخه من مياه الأنهار والرواسب المائية في الطبقات الجيولوجية”.
وحذر الخبير، في مجال الهندسة البيئية من “الزيادة المفرطة بسحب المياه الجوفية خصوصاً إذا ما تمت خلال فصل الصيف، ما يؤدي إلى جفاف طبقاتها الصخرية وحصول تشققات فيها، وزيادة تراكيز الملوثات في المحتوى المائي وقد تتسبب هذه العملية في حصول قطع بالوارد المائي”.
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا في موقع التلغرام: النعيم نيوز
ولمتابعتنا على موقع فيسبوك يرجى الضغط أيضا على الرابط التالي: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية
ولا تنسى أيضا الاشتراك في قناتنا على موقع الانستغرام: النعيم نيوز