سرور العلي
لقد لعبت الفنون دوراً مهماً منذ العصور القديمة في توثيق حياة البشرية، ومختلف الصراعات، والأحداث، والانتصارات، والأزمات التي كانت تعصف بهم، وحتى أفراحهم وأحزانهم نقلوها عبر الفن، ويتضح ذلك من خلال الآثار المتبقية من رسوم، ومنحوتات متواجدة في الكهوف، والمباني العتيقة، وعلى الصخور، ومع عودة أزمة الأوبئة تجتاح العالم من جديد، وتحصد ملايين الأرواح، فإن الفن عاد حاضراً بقوته وحيويته، للتخفيف من العواقب الوخيمة على المرضى، وبرز دوره في جائحة كورونا، إذ مارس كثيرون من مختلف بلدان العالم الرسم، والعزف، والغناء أثناء فترة الحظر الصحي، وقيام بعض الأطباء والممرضين بفعاليات فنية للمرضى المقيمين في المستشفيات، لمقاومة المرض، وخلق حالة من السلام والهدوء النفسي بينهم.
واستطاع الإنسان منذ أزمنة بعيدة أن يواجه الفيروسات والأمراض عبر اللوحات الفنية، والموسيقى إلى جانب العلاج، كقيام معظم الأوربيين بمواكب تتمثل بمسيرات طويلة تصاحبها صلوات وغناء، كما أن الأوبئة بأنواعها ألهمت الكثير من الفنانين، لإبداع سمفونياتهم، وأفلامهم السينمائية، والقصائد، والروايات كرواية “الكوميديا البشرية”، لجيوفاني بوكاتشو، وتدور حول مجموعة من الشباب يتبادلون الحكايات، وهم يحتمون من الموت الأسود، كذلك مسرحية “الأمور وخواتيمها”، لشكسبير والمقتبسة من روايات بوكاتشو، ورواية الطاعون للكاتب سعد الخادم، ومن أشهر اللوحات الفنية التي كان موضوعها عن الكوليرا، هي لوحة “الوباء الأسود”، الذي انتشر في أوروبا، حيث كانوا يدفنون المصابين قبل موتهم بفترة قصيرة، وفي اللوحة يظهر شخص، وهو يخرج يده من تابوت، ليثبت بفزع بقاءه على قيد الحياة.
الإ أن الطاعون الذي اجتاح أوروبا، وقتل نصف سكانها أسهم بظهور عصر النهضة الأوروبي، بإدخال تغيرات كثيرة على الأنظمة الاقتصادية والاجتماعية، كما وصفها جون هندرسون في كتابه “فلورنسا تحت الحصار”، إذ بين أن الوباء أدى إلى تركيز الثروة بين أيدي عدد قليل من السكان، وتضاعف الأجور، وأصبح الأغنياء أكثر ثراء، وقاموا بتمويل الفن.
وكل ذلك يؤكد أهمية دعم الفن، واعطائه قدرا كبيرا من الاهتمام، ليسهم بمواجهة الفيروسات وقت انتشارها، لا سيما نحن اليوم في صراع مع كورونا، والمتحور الجديد “أوميكرون”.
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا في موقع التلغرام: النعيم نيوز
و لمتابعتنا على موقع فيسبوك يرجى الضغط أيضا على الرابط التالي: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية
و لا تنسى أيضا الاشتراك في قناتنا على موقع الانستغرام: النعيم نيوز
