مقالات
أخر الأخبار

العراق وتطوير بدائل للنفط

كتب/صالح لفتة: كل التوقعات والتحليلات والتقديرات ترجح تراجع أهمية النفط عالمياً وانخفاض أسعاره بشكل كبير خلال فترة ليست بالطويلة لذلك على الدول المصدرة أن تبحث عن بدائل تحل محل النفط لتعزيز مواردها، والعراق من تلك الدول التي تحتاج لتطوير بدائل عن النفط وبسرعة، حتى لا يصل ذلك الوقت المتوقع ونكون في حيرة لتوفير الأموال الكافية لسداد ما تحتاجه الأجيال القادمة من خدمات وغذاء ودواء.

 

فقد استمر العراق منذ عقود رهن لواردات النفط وتقلبات أسعاره والكميات المصدرة منه، وإذا بقي على هذا الإدمان سيجد نفسه في أي وقت يعض أصابع الندم دون فائدة.

إن العراق لديه من البدائل الممكنة الكثير على الحكومة من الآن وضع تطويرها من أولويات عملها، وتلك البدائل لا تختلف أهميتها عن بعضها البعض كلها تجلب الخير للعراق وتغنيه عن أموال النفط، وتدر المليارات وتخلق ملايين فرص العمل

وأول تلك البدائل الزراعة

بأراضي شاسعة خصبة صالحة للزراعة ونهرين عظيمين ومياه جوفية يستطيع العراق أن يشبع أبنائه، ويكون المورد الرئيس للمنتجات الزراعية للدول المجاورة والعالم أيضاً، خصوصاً إن استطاع الحفاظ على الثروة المائية الهائلة ببناء السدود والاستفادة من كل قطرة ماء وعدم تركها تذهب للبحر سُدى، والاستفادة من تلك السدود لاستزراع الثروة السمكية ومنتجعات سياحية واستخدام وسائل الري الحديثة لمنع الهدر النابع عن الجهل في ري المزروعات أيضاً، تزويد الفلاحين بالأسمدة والمبيدات والتشجيع على زراعة المحاصيل ذات المردود العالي خصوصاً الاستراتيجية منها، وتنويع المحاصيل حسب المناطق لمنع الفقر الغذائي في محصول معين على حساب محاصيل أخرى.

ثاني البدائل الممكنة

والتي يمكن للعراق من خلال مواردها الاستغناء عن النفط هي السياحة بمواقع أثرية فريدة وغير مستكشفة بالآلاف وجغرافية متنوعة من جبال وبحيرات وأهوار، أضف إلى السياحة الدينية وما تمثله العتبات المقدسة من وجه لملايين المسلمين يمكن أن تدخل واردات للعراق بالمليارات، وتشغل ملايين الشباب العاطل عن العمل وتغنيهم عن المطالبة بالتوظيف الحكومي الذي يثقل موازنة الدولة.

لكن تطوير السياحة تحتاج لأساسيات يبحث عنها السائح حتى يكون مستعداً لإنفاق أمواله ببذخ أولها أن يجد بنية تحتية تساعد على دخول السياح والمكوث لفترات طويلة من طرق جيدة وفنادق نظيفة ذات خدمات متطورة، مع تخفيض الرسوم للدخول وعدم مضايقة السياح من قبل بعض الجهلة بتوفير الأمن لهم دون أن يشعر السائح أنه في دولة بوليسية، أي تنشيط الجانب الاستخباراتي، كذلك بناء متاحف جديدة وكبيرة لعرض القطع الأثرية الكثيرة وإخراجها من المخازن، مع تدريب مرشدين سياحيين للتعريف بحضارة العراق القديمة.

كذلك من البدائل التي يمكنها الحلول بدل النفط هو الموقع المميز الذي يمتاز به العراق ليكون حلقة وصل بين الشرق والغرب، وبالذات تفعيل اتفاقية الحزام والطريق مع الجانب الصيني ونقل البضائع والسلع عن طريق الموانئ العراقية إلى أوروبا، بدل استخدام الطرق البحرية المكلفة والتي تحتاج إلى وقت أطول، أيضاً فتح باب الاستثمار لبناء مصانع لشركات عملاقة داخل العراق لنقل منتجاتها لدول العالم، مع ما يمتاز به العراق من وفرة الأيدي العاملة الرخيصة والمتعلمة.

لكن تلك الأيدي العاملة تحتاج لتطوير مهاراتها وذلك بتطوير نظام التعليم لتلبي مخرجات الجامعات والمعاهد احتياجات السوق المتغيرة ورفع كفاءة الخريجين ليستطيع الخريج المنافسة والابتكار، ليسهم بشكل كبير في تطوير الاقتصاد.

العراق مليئ بالخيرات ويمتلك من البدائل الكثير لا تقل أهميتها مما ذكر أعلاه لكن تلك البدائل يراد لها أن تُنشط وتوضع الأسس العلمية، ليحصل العراق على الاستفادة القصوى منها حتى لا يبقى أسيراً لسلعة واحدة قابلة للنضوب.

 

 

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا في موقع التلغرام: النعيم نيوز

ولمتابعتنا على موقع فيسبوك يرجى الضغط أيضا على الرابط التالي: النعيم نيوز

كما يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية

ولا تنسى أيضا الاشتراك في قناتنا على موقع الانستغرام: النعيم نيوز 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى