اخبار اسلامية
أخر الأخبار

الشيخ الصفار يحذّر من النظرة الدونية للفقراء ويدعو إلى تأهيلهم

حذّر الشيخ حسن الصفار، من النظرة الدونية للفقير التي تعرضه للظلم واللا إنسانية وتقوّض احترام الذات، وتدمّر القدرات الشخصية، كما تحرم الناس من كرامتهم وفرص الخروج من حالة الفقر.

 

ودعا الشيخ الصفار، ضمن خطبة الجمعة في مسجد الرسالة بالقطيف شرقي السعودية بعنوان: “الفقير ومعاناته الاجتماعية”، وتابعتها “النعيم نيوز”، إلى “تأهيل الفقراء ليتجاوزوا حالة الفقر، بمساعدتهم على التعلم، والتدريب، وتوفير فرص العمل، وهذا ما ينبغي أن تهتم به الجمعيات الخيرية والمؤسسات الأهلية”.

وأوضح، أن “سوء المعاملة الاجتماعية، ينشئ بيئة لسوء المعاملة المؤسسية، فالدوائر الحكومية الرسمية والشركات والمنظمات، قد يتأثر العاملون فيها بالبيئة الاجتماعية، ويمارسون مع الفقير ذات النمط من التعامل”.

وأضاف الشيخ الصفار، أنه “من الخطأ أن يُقوّم الإنسان من خلال إمكاناته المادية، ويتم تجاهل قيمته الإنسانية، وما يختزن من نقاط قوة روحية أو أخلاقية أو فكرية في شخصيته”.

وتابع: “من الطبيعي أن يترك الفقر آثاراً في حياة الفقير، بسبب تدني ظروفه المعيشية، فقد يكون أقل تعليماً، أو أقل أناقة في مظهره، أو أكثر إصابة بالأمراض، لكن ذلك لا يبرر أبداً سوء التعامل معه، والنظر إليه بدونية”.

وقال الشيخ الصفار، إن “هذه النظرة الدونية للفقير، عريقة ومتأصلة في المجتمعات الإنسانية عبر التاريخ”، مضيفاً أنّ “القرآن الكريم حدّثنا عن مجتمعات كانت تعترض على اختيار الله تعالى للنبوة والقيادة، أشخاصاً ليس من أوساط الأثرياء، والعوائل المرموقة، بل كانوا يسخرون من الأنبياء لأن أتباعهم من الفقراء، ويطلبون منهم إبعاد الفقراء، باعتبارهم نقطة ضعف، ومؤشر دونية”.

وبمناسبة اليوم العالمي لمكافحة الفقر السابع عشر من أكتوبر/تشرين الأول، أبان الشيخ الصفار، أن “الأمم المتحدة اختارت هذا العام، موضوعاً لتسليط الضوء عليه، وهو موضوع إنهاء سوء المعاملة الاجتماعية والمؤسسية التي يعاني منها الفقراء، في معظم بلدان العالم”.

وأكمل: أن “كثيراً من المجتمعات الإنسانية في وقتنا الحاضر، لا تزال تعاني من هذه الظاهرة السيئة، النظرة الدونية للفقير، وخاصة في البلدان النامية، وهذا ما دعا الأمم المتحدة إلى اختيار هذا الموضوع، عنواناً لليوم العالمي لمكافحة الفقر هذا العام”.

ومضى الشيخ الصفار، يقول: “لقد أولى الإسلام هذا الموضوع أهمية بالغة، وأكّد على احترام إنسانية الإنسان بغض النظر عن مستوى إمكاناته المادية، أو انتمائه الاجتماعي”.

وأشار، إلى أن “الإسلام يؤكد على المعايير الصحيحة في تقويم بني البشر وتفاضلهم، كالسمو الروحي، والالتزام الأخلاقي، والكفاءة العلمية، وحسن السيرة والسلوك”، لافتاً إلى أن “الغنى والفقر المادي ليس حالة ولا صفة ذاتية في تكوين شخصية الإنسان، بل هي حالة تعرض له من خلال بيئته الاجتماعية، وظروف نشأته وحياته، ومدى سعيه ونشاطه، وقد تتغير وتتبدل”.

وأردف الشيخ الصفار، قائلاً: “فهناك من يولد وينشأ في ظروف ثراء ورخاء، لكنه يفقد ذلك فيما بعد، ويصبح فقيراً معدماً، بسبب سوء تصرفه، أو لظروف قاهرة تطرأ على حياته”.

ونوه، إلى أنه “في المقابل هناك أناس يستقبلون الحياة في حالة فقر وعوز، ثم تبتسم لهم الأقدار، فتنهال عليهم الثروات والخيرات، بسعيهم واجتهادهم، أو حصول فرص مواتية لهم”، مبيّناً أنه “لو قرأنا سِيَرَ وحياة كثير من الأثرياء المعاصرين، لرأينا أنهم ممن ذاقوا مرارة الفقر في بداية حياتهم”.

ولفت الشيخ الصفار، إلى أنّه “على الإنسان أنْ يفحص مشاعره، وأنْ يتأمل في أعماق نفسه، ليتأكد من رؤيته ونظرته إلى الأشخاص من حوله، وأنْ يراجع سلوكه في التعامل مع أبناء مجتمعه، هل ينظر إليهم ويتعامل معهم من خلال جوهر إنسانيتهم، ونقاط القوة الحقيقية في شخصياتهم، أو من خلال مظاهر قوتهم المادية؟”، موضحاً أنه “من المفترض أن يمارس الإنسان المساواة بين الناس، بل مطلوب منه الانحياز الإيجابي للفقير مراعاة لحاله، ولأنه الأكثر حاجة للمساعدة والدعم”.

وذكر، أنه “وإذا كان الدين يطلب منّا دعم الفقير ومساعدته، فإنه يدعونا قبل ذلك إلى احترام الفقير والاهتمام بمشاعره، فذلك أهم وأولى من تقديم المساعدة المادية له، وأن الدين يحفّز الإنسان ألا يرضى لنفسه حالة الفقر، ويطالب الفقير بالسعي لتجاوز هذه الحالة، ما استطاع لذلك سبيلاً”.

وختم الشيخ الصفار، بالقول: “بعض حالات الفقر تفرض نفسها على الإنسان، لكن بعض الناس يعيش الفقر بسبب قلة سعيه، وعدم بذل جهده، وخضوعه لحالة الخمول والكسل، وضعف الثقة بالنفس، وإن الإنسان مسؤول أمام ربه عن سوء معيشته، إذا كان ذلك بتقصير منه”.

 

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرامالنعيم نيوز

لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التاليالنعيم نيوز

كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا علىقناة النعيم الفضائية

كما يمكنك أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرامالنعيم نيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى