دعا سماحة الشيخ حسن الصفار، اليوم الجمعة، إلى تقديم المصلحة العامة على الخاصة. والتسامي على الذات في مجال العمل الاجتماعي. مشيراً إلى أن المؤسسات الاجتماعية مكسب يجب المحافظة عليه. وذلك خلال خطبة الجمعة في مسجد الرسالة شرق السعودية.
وأفاد مراسل “النعيم نيوز” أن “سماحة الشيخ الصفار أوضح أن وجود المؤسسات الاجتماعية مكسب للوطن والمجتمع. ولا يصح لأحد اضعاف أي مؤسسة اجتماعية من أجل حسابات شخصية أو فئوية”.
وأشار إلى “ضرورة التأكيد على أخلاق العمل الجمعي، التي تعني الاستعداد للتنازل عن الرأي. والموقف الخاص لحفظ كيان المؤسسة واستمراريتها”.
وأبان أن وجود وجهات نظر مختلفة بين العاملين في هذه المؤسسات. وتنافس على إدارتها هو أمر طبيعي لا يدعو لاتخاذ مواقف سلبية.
وتابع: قد يرى البعض نفسه أجدر بهذا الموقع أو ذاك، أو أن رأيه أصح وأصوب في هذه القضية أو تلك. وقد يشعر البعض بالحيف على دوره أو حقه.
وأشار إلى أن البعض قد يحكمه موقف انفعالي شخصي، حينما لا تقبل وجهة نظره فينسحب من المؤسسة ويمنع دعمه. وقد يعرقل مسارها، أو يشوّه سمعة القائمين على إدارتها.
وتابع: في المقابل هناك الموقف الأخلاقي المسؤول الذي يسعى للحفاظ على كيان المؤسسة. ودعمه، وتقويته، وترشيد إدارته ومساره.
وفي موضوع متصل تحدث سماحته عن المجال العائلي حين تحصل الخلافات العائلية. ويرى أحد الزوجين أن هناك حيفًا وجورًا على حقه.
وقال: هنا نجد أيضًا تمايزًا بين موقفين، موقف يصرّ على مطالبه. ويستخدم كل جهده ضد الطرف الآخر على حساب كيان الأسرة، ومصلحة أبنائها.
وتابع: وموقف واع يقدم التنازلات لحماية كيان الأسرة، وحفظ مستقبل أبنائها.
وعن زيادة حالات الطلاق، والشكاوى الزوجية، قال سماحته: إن ذلك يتطلب نشر ثقافة التسامح والمرونة في العلاقات الأسرية. وتقديم التنازلات المتبادلة، لتعزيز كيان الأسرة، وحفظه من التفكك، وحماية مستقبل الأبناء، وأمن المجتمع.
وبمناسبة يوم الغدير قال سماحته: إن سيرة الإمام علي (ع) تمثل أنموذجًا مشرقًا في تقديم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة. وفي التسامي على الذات من أجل حفظ كيان الدين والمجتمع.
وتابع: علينا أن نستحضر هذا الدرس الأخلاقي من سيرة الإمام علي (ع). ونحن نحيي ذكرى يوم الغدير، عيد الولاية لأمير المؤمنين.
وأضاف: إن محبة الإمام علي (ع) والاعتقاد بولايته، وإمامته، يعني اتباعه والاقتداء بسيرته وهديه.
وقال: رغم إيمان الإمام علي (ع) بحقه، لكنه تعامل مع الخلفاء تعاملًا إيجابيًا، حيث كان يقدم لهم المشورة الهادية. ويدعم جهودهم في الدفاع عن كيان الإسلام.
وذكر أن الإمام عليًا (ع) أذن لعدد من خلّص أصحابه بتولي مسؤوليات في إدارة دولة الخلافة، كسلمان الفارسي. وحذيفة بن اليمان وعمار بن ياسر.
وتابع: إن هذا الموقف من الإمام علي (ع) يقدم لأجيال الأمة درسًا أخلاقيًا، في مجال تقديم المصلحة العامة على حساب الحقوق الخاصة.