الشيخ الصفار: الخطاب الديني يجب أن يركز على اجتناب الكبائر التي تفسد المجتمعات

أكد الشيخ حسن الصفار، أن الخطاب الديني يجب أن يُركّز على اجتناب الذنوب الكبائر التي تُفسد المجتمعات، لا أن ينشغل بالتفصيل في الذنوب الصغائر على حساب الأهم.
وقال الشيخ الصفار، إن “بعض الوعاظ والقصاصين في العصور الأموية والعباسية، ساهموا في تحويل الأنظار عن القضايا الكبرى في بناء المجتمعات، إلى الحديث عن مظاهر شكلية لا تمس جوهر الدين”.
جاء ذلك ضمن خطبة الجمعة بمسجد الرسالة في القطيف شرقي السعودية بعنوان: (الذنوب الأشد خطراً)، وتابعتها “النعيم نيوز”.
وأوضح الشيخ الصفار، أن “الذنوب والمعاصي ليست مجرد أفعال سطحية، بل أعراض لأمراض روحية ومعنوية تُهدد كيان الإنسان، وتعرضه للشقاء في الدنيا وعذاب الله في الآخرة”، مضيفاً أن “الإنسان بحكم طبيعته البشرية، وتأثير الأهواء والشهوات على نفسه، فإنه معرّض للوقوع في الذنوب والمعاصي”.
وبيّن، أنه “من كرم الله ورحمته ولطفه بالإنسان، فإنه يتجاوز عن كثير مما يصدر منه من الأخطاء والذنوب”، مستشهداً “بالآية الكريمة ﴿إِن تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلًا كَرِيمًا﴾”، مؤكداً أن “الآية تبين أحد مظاهر عفو الله ورحمته بعباده، حيث تؤكد على الإنسان اجتناب كبائر الذنوب، وتعده بعفو الله عما قد يصدر منه من سيئات”.
وتابع الشيخ الصفار، أنه “على ضوء هذه الآية، استنتج الفقهاء والعلماء أن الذنوب والمعاصي ليست كلها في درجة واحدة من الخطر والشدة”، لافتاً إلى أن “هناك مجموعة من الذنوب تشترك في درجة عالية من المفسدة، أو ضياع درجة عالية من المصلحة، تسمى كبائر، ومجموعة أخرى لا تكون بهذه المثابة تطلق عليها الآية (سيئات)”.
وأكمل، أنه “من هنا جاء تقسيم الذنوب إلى كبائر وصغائر، وقد فرّق العلماء بين الكبائر والصغائر من الذنوب، بأنّ الكبيرة: ما ورد عليها تهديد بعذاب النار في القرآن الكريم”.
وعن شمول ما ورد عليها تهديد بعذاب النار في السنة، صرح الشيخ الصفار، بأنه “قال بذلك بعض العلماء، ورفضه آخرون، وقالوا بأن الكبائر خصوص ما أوعد الله عليها النار في القرآن”.
وأبان، أن “بعض العلماء يرون أنه تقسيم إضافي وليس حقيقياً، فكل معصية بالقياس إلى ما دونها كبيرة، وإلى ما فوقها صغيرة، وإلا فكل معصية في نفسها كبيرة، لأنها هتك لحرمة الله، وتمرد عليه، لكن أكثر العلماء يرون أنه تقسيم حقيقي، بمعنى أن بعض الذنوب أشدّ خطراً وضرراً، وتستوجب من الله عقوبة أكبر”.
وأشار الشيخ الصفار، إلى أنه “نجد مثل هذا التقسيم في القوانين الوضعية، والتي تصنف الجرائم إلى ثلاثة أقسام، جنايات وجُنح ومخالفات”.
وعن سؤال: ألا يعتبر التكفير عن الصغائر باجتناب الكبائر، تساهلًا وإغراءً بارتكاب الذنوب الصغيرة؟ أجاب الشيخ الصفار، أن “الحكمة الإلهية اقتضت التشديد على الزجر عن الكبائر، لأن مفسدتها أكبر، وإن كان ذلك على حساب ارتكاب الصغائر”.
وأردف، قائلاً: “كما أن الصغائر التي يكفّرها عدم ارتكاب الكبائر، هي التي تحصل من الإنسان بعض الأحيان، وليس التي يصرّ عليها، ويستهين بها، فإنها تتحول إلى كبائر حينئذٍ، فـ (لاَ صَغِيرَةَ مَعَ اَلْإِصْرَارِ) كما ورد عن الإمام الصادق (ع)”، مستشهداً “بما ورد عن أمير المؤمنين علي (ع): (أَشَدُّ الذُّنُوبِ مَا اسْتَهَانَ بِه صَاحِبُه)”.
وذكر الشيخ الصفار، “شواهد من أحاديث وروايات تهوّل ارتكاب بعض الأعمال غير الخطيرة، والعذاب الذي ينتظر القائم بها، مما هو كثير في الكتب التي تحشد روايات ثواب الأعمال وعقابها، والترغيب والترهيب”.
ونوه، إلى أن “التّحفيز للأمور العبادية والتّحذير من الإخلال بها أمر مطلوب، ولكن ضمن النصوص المعتبرة، وأن لا تكون على حساب التأكيد على اجتناب الذنوب الأشد خطراً”.
وختم الشيخ الصفار، “بالدعوة للتمسك بالقيم والمبادئ، وأن يكون الإنسان على صلة دائمة بالله، فالإيمان ليس فقط اجتناب الحرام، بل السعي لرضا الله في كل تصرف وسلوك”.
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرام: النعيم نيوز
لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التالي: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية
كما يمكنك أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرام: النعيم نيوز