الشيخ الشافعي: على الأمة أن تولي المجال الأخلاقي في سيرة نبيّها الأكرم الاهتمام الأكبر
أقيمت صلاة الجمعة المباركة، بجامع الإمام موسى الكاظم (ع) في قضاء السنية/محافظة الديوانية، بإمامة الشيخ مؤيد الشافعي.
وقال الشيخ الشافعي، خلال الخطبة الأولى تحت عنوان (الإشادة الإلهية بالجانب الأخلاقي عند نبيّه ص وآله)، وتابعتها “النعيم نيوز”، إن “ثمة تركيز إلهيٌّ لافت للنظر حول جانب محدّد من عظمة النبي الأكرم، وهو الجانب المتمثل في الأخلاق العظيمة التي تخلّق بها”.
وتابع: “فمما لا شك فيه أنّ رسول الله ص وآله، كان عظيماً في كّل جوانب الخير والكمال، فهو عظيم في عبادته ونسكه، وفي مكانته عند الله، كما في إنجازه التاريخي، وهو عظيم في علمه ومعرفته لاتصاله بالوحي، وعظيم في شجاعته وصموده كما تحكي ذلك سيرته في مواجهة الأعداء، وتحدي الصعاب”.
وأضاف الشيخ الشافعي، “غير أنه في مقام الإطراء والتقدير للنبي ص وآله، لم يركز سبحانه وتعالى على شيء من تلك الجوانب، بقدر ما ركز من بين كلّ جوانب العظمة عنده على جانب محدّد، وأولاه الأهمية القصوى، ألا وهو عظمته في جانب الأخلاق، وذلك في قوله تعالى: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾، ولعل المغزى من الإشادة الإلهية بالجانب الأخلاقي عند نبيّه على وجه التحديد، لتوجيه الأمة إلى دراسة أخلاق نبيّها، والاقتداء بها، يقول تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ﴾”.
وأوضح، أنه “على الأمة أن تولي المجال الأخلاقي في سيرة نبيّها الأكرم، الاهتمام الأكبر، لا لغرض التبجيل والانبهار فحسب، ذلك أنّ كثيراً من المسلمين درجوا على إبداء الإعجاب والانبهار، كلما ذكرت فضيلة أو مكرمة أو موقف أخلاقي لرسول الله ص وآله، وليس هذا هو المطلوب، بل المطلوب أولاً وأخيراً الاقتداء بالنبي، والتأسّي بأخلاقه، بخلاف ما هو سائد عند بعض الأوساط التي ترى في أخلاق النبي مُثلاً عليا لا يمكن بلوغها، والجواب على هؤلاء، أوَلم يبعث الرسول لكي يقتديَ به الناس!”، مردفاً بالقول: “إنه ينبغي لكلّ فردٍ في الأمة أن يتأسّى بأخلاق رسول الله، خاصة أولئك الذين يتبوؤون مواقع القيادة والتأثير، من الحكّام، والعلماء، والقادة الاجتماعيين والإداريين”.
مدرسة في التربية
وأشار الشيخ الشافعي، إلى أن “كتب التاريخ والسيرة النبوية، تناولت سيلاً من المرويات والمواقف حول عظمة أخلاق النبي الأكرم ص وآله، ومن تلك النماذج، ما رواه ابن مسعود عن رسول الله ص وآله أنه قال: «اللّهمّ كما حسَّنتَ خَلْقي فحسِّنْ خُلْقي»، فبالقدر الذي يهتم فيه الإنسان بجماله وأناقة مظهره، عليه أن يهتمّ بجمال أخلاقه وأناقة جوهره المعنوي”.
وأكمل: “وعن أنس أنه قال: «خدمت رسول الله ص وآله عشر سنين، وفي لفظ: إحدى عشرة سنة، وأنا ابن ثمان سنين، في السفر والحضر، والله ما قال لي: أفّ قطّ، ولا لشيء صنعته لـِمَ صنعت هذا هكذا، ولا لشيء لم أصنعه لـِمَ لـَمْ تصنع هذا هكذا؟ ولا لشيءٍ صنعته: أسأت صنعته، أو لبئس ما صنعت، ولا عاب عليّ شيئًا قطّ، ولا أمرني بأمر فتوانيت عنه، أو ضيّعته فلامني، ولا لامني أحدٌ من أهله إلّا قال دعوه، فلو قُدِّرَ أو قال قضي أن يكون كان»، وهذا ما يظهر إلى أيِّ حدٍّ بلغت أخلاقه وسجاياه، بحيث لم يظهر التبرم ولا التأفّف من خادمه ولو لمرة واحدة طيلة عشر سنين، كما لم يكن معاتباً ولا لوّاماً!، وفي ذلك رسالة لنا حول كيفية تعاملنا مع شركائنا في العمل، ومن نعيلهم ومن نأجرهم لعمل ما”.
وأبان الشيخ الشافعي، “ومما روي في عظمة أخلاق النبي الأكرم ص وآله ما رواه أنس قال: «كَانَ النَّبِيُّ ص وآله إِذَا اسْتَقْبَلَهُ الرَّجُلُ فَصَافَحَهُ لا يَنْزَعُ يَدَهُ مِنْ يَدِهِ، حَتَّى يَكُونَ الرَّجُلُ هُوَ الَّذِي يَنْزَعُ، وَلا يَصْرِفُ وَجْهَهُ حَتَّى يَكُونَ الرَّجُلُ هُوَ الَّذِي يَصْرِفُهُ، وَلَمْ يُرَ مُقَدِّمًا رُكْبَتَيْهِ بَيْنَ يَدَيْ جَلِيسٍ لَهُ»، وهكذا تمتلئ كتب التاريخ والسيرة بتراث كبير ونماذج مفصّلة عن عظمة أخلاقه”.
واختتم، بالقول: “على الأمّة أن تستقي من المعين الأخلاقي العظيم لنبيّها، وذلك لأهمية التحلي بالأخلاق الكريمة، التي لا قيمة للإنسان بدونها، مهما كانت لديه من مقوّمات القوة، فكلّ المقومات لا تعوّض الإنسان عن الاهتمام بحسن الخلق، ورقي التعامل مع الآخرين، والحقيقة الأخرى، هي أنّ هذه الأخلاق العظيمة الواردة في سيرته ص وآله، لا ينبغي أن تذكر لمجرّد الانبهار والتمجيد وحسب، وإنّما ينبغي أن تكون محوراً للتأسّي والاقتداء”.
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرام: النعيم نيوز
لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التالي: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية
كما يمكنك أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرام: النعيم نيوز