أقيمت صلاة الجمعة المباركة، في حسينية الصادقين مركز قضاء الصويرة، بإمامة السيد ضياء الحسني.
وقال السيد الحسني، خلال الخطبة الأولى التي كانت بعنوان: (البعد الروحي في مناسك الحج)، وتابعتها “النعيم نيوز”: “بسم الله الرحمن الرحيم {وَ لِلَّـهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً}، إن الله سبحانه بألطافه جعل للإنسان أماكن وأزمنة يعود بها إلى الله تعالى، وتترك في قلبه الأثر العميق في التربية الروحية، فمنها شهر رمضان ومنها بيت الله الحرام “، مضيفاً “وعلينا نحن الذين لم نذهب لأداء مناسك الحاج لعذر شرعي، وهو عدم الاستطاعة، يلزم علينا أن نشارك الحجاج في البعد المعنوي والأثر الروحي، من خلال ما يقوم به الحاج في مناسك الحج، ونشير إلى بعض ما يقوم به الحاج في المناسك: أولاً/ السفر إلى الكعبة الشريفه بترك العيال والديار وفيه تذكرة إلى السفر والارتحال من هذه الدنيا والتوجه إلى عالم الآخرة، ولهذا السفر تأكيدات كثيرة عند الأئمة (عليهم السلام) عن أمير المؤمنين (ع): (تجهزوا رحمكم الله فقد نودي فيكم بالرحيل)، ويقول (عليه السلام): (اه من قله الزاد وطول الطريق وبعد السفر وعظيم المورد)”.
وتابع، “ثانياً / يقول الحاج: لبيك اللهم لبيك وهي تلبية لدعوة الله تعالى وعلى المسلم سواء كان في الحج أو خارجه أن يلبي كل الدعوات الإلهية من تطبيق الأحكام الشرعية يتناها عن المحرمات، ثالثاً / ارتداء ملابس الإحرام، يلبس الحاج رداء أبيض وليس فيه جيب ولا زينة وهذا فيه يقظة من غفلة لأن البعض يتوهم بأن جمع الأموال المحرمة والمشبوهة سوف تنفعه في دار الدنيا أو تجعله الأفضل في الحياة الدنيوية! فإن مناسك الحج بما فيها من رداء أبيض تنهي كل هذه الأوهام، ويقول الرداء له سوف تأتي أيها الإنسان إلى عالم البرزخ وأنت لا تملك سواء الكفن الأبيض”.
وأكمل السيد الحسني، “رابعاً /رمي الجمرات وهو رجم الشيطان بالحصى وهو رمز وإشارة إلى عداوة الشيطان قال تعالى {إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدواً} لا يصح عقلاً أن الله يأمرنا أن نتخذه عدواً ونرجمه بالحصى، بأن نجعله رفيقاً وقريناً ونتبع خطواته، لا يجوز أن نتكلم بلسان فيه الشحناء والبغضاء”، مردفاً بالقول: “أسأل الله سبحانه وتعالى ببركه هذه الأيام أن يجعلها يقظة من غفلة ويجعلها ذكراً كثيراً وأن يرحمنا برحمته التي وسعت كل شيء {قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّـهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ}”.
وفي الخطبة الثانية، تطرق خطيب الجمعة، إلى قوله تعالى: “بسم الله الرحمن الرحيم {وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لما صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون}، عظم الله تعالى لكم الأجر بذكرى شهادة الإمام محمد بن علي الباقر”، مضيفاً: “أيها المؤمنون إن الله تعالى جعل للإنسان طريقاً يهتدي به إلى طاعة الله تعالى وإلى جنته متمثلاً بالفطرة الإلهية {فطره الله التي فطر الناس عليها}، وإرسال الرسل {كما أرسلنا فيكم رسولاً منكم يتلو عليكم آياتنا} وجعل الإمامة {وجعلنا منهم أئمة}، ونحن أيها المؤمنون نعيش في ذكرى شهاده الإمام الباقر وهو خامس أئمة الهدى (سلام الله عليه)”.
وأوضح، أن “حياة الإمام تنقسم إلى مرحلتين الأولى، مرحلة ما قبل التصدي للقيادة الشرعية العامة، وهي مرحلة الولادة والنشأة حتى شهادة أبيه، وقد عاش الإمام في هذه المرحلة مع جده وأبيه فقضى مع جده الحسين فترة قصيرة لا تزيد على خمسة سنين في أكثر التقادير ولا تقل على ثلاثه سنين، وعاش مع أبيه زين العابدين قرابه 34 سنة”.
وبيّن السيد الحسني، أن “الإمام عاش في بداية حياته مصرع أعمامه وأهل بيته الطاهرين، وشاهد بأم عينيه ملحمه عاشوراء ومقتل جده الحسين (ع) وأخذ مأسوراً إلى طواغيت الكوفة والشام، مشاركاً سبايا أهل البيت فيما جرى عليهن من المحن والمصائب الأليمة التي تتصدع لها القلوب، كما استمع إلى أقوال أبيه وهو يخاطب يزيد في الشام، والتي كان منها قوله عليه السلام (يا يزيد محمد هذا جدي أم جدك فإن زعمت أنه جدك فقد كذبت وكفرت وأن زعمت أنه جدي فلما قتلت عترته)”.
وأشار، إلى أن “المرحلة الثانية فتبدأ باستشهاد أبيه في 25 من محرم سنه 95 للهجرة، وهي مرحلة التصدي للقيادة وهي الإمامة الشرعية واستغرقت هذه المرحلة ما يقارب 19 عام، ومن الأحداث التي وقعت في عصر الإمام، الطغيان والتسلط عند حكام الأمويين والازدياد في الانحرافات الفكرية والعقائدية، فكثرت الانحرافات الفكرية والعقائدية وتعددت، وأصبح لها أتباع وأنصار، وابتدعوا ما لا يجوز من الأمور المخالفة للقرآن الكريم والسنة النبوية”.
وأضاف خطيب الجمعة، قائلاً: “فانتشرت أفكار الجبر والتفويض كما انتشرت أفكار التجسيم وتشبيه الله تعالى بخلقه، وانتشرت الزندقة فجحدوا البعث والنشور وأسقطوا الثواب والعقاب، وهذا كله بدعم التسلط الأموي وكذلك الانحراف الأخلاقي، لقد حول الأمويين الأنظار إلى الغزوات وحشدوا جميع الطاقات البشرية والمادية باتجاه الغزوات، وذلك من أجل إشغال المسلمين عن التحدث حول الأوضاع المنحرفة، مما أدى إلى التشجيع على الانحراف باقتناء الأثرياء للجواري المغنيات والتملك المخنثين”.
ولفت، إلى أنهم “اشتغلوا في اللهو والانسياق وراء الشهوات دون حدود أو قيود، حتى كثر الغزل والتشبيه بالنساء في عهد الوليد من عبد الملك بن مروان، وعلى ضوء تلك الانحرافات فإن دور الإمام كان دوراً إصلاحي بإعادة الأمة إلى الاستقامة في العقيدة والشريعة، وجعل الإسلام بمفاهيمه وقيمه هو الحاكم على العواطف والأفكار والمواقف”.
ونوه خطيب الجمعة، إلى أن “أسلوب الإمام، كان الإصلاح متفاوتاً تبعاً لتفاوت الظروف التي كانت تحيط به وكان دوره (عليه السلام) في الإصلاح يتركز على اتجاهين متزامنين الأول: التحرك في أوساط الأمة وعموم الناس، والثاني: بناء الجماعة الصالحة لتقوم بدورها في إصلاح الأوضاع العامة للأمة، بما ينسجم مع القرآن الكريم والسنة النبوية”.
وختم، بالقول: “أيها المؤمنون إن عطاء الإمام للأمة الإسلامية جعل (هشام ابن عبد الملك) عليه اللعنه يخطط لقتله، فوضع له السم في طعام وقيل في شراب، فتأثر الإمام بالسم فتورم جسده وجعل الإمام يناجي ربه وأمر بأكفان له، وقال الإمام الصادق (سلام الله عليه): ناداني أبي بعد مناجاته (يا بني إن هذه الليلة أُقبضوا فيها)، ولما حضرته الوفاة قال (عليه السلام): (إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون)، ثم توفاه الأجل
فسلام عليك يا مولاي يوم ولدت ويوم استشهدت ويوم تبعث حياً، إنا لله وإنا إليه راجعون”.
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرام: النعيم نيوز
لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التالي: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية
كما يمكنك أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرام: النعيم نيوز