اخبار اسلامية
أخر الأخبار

إقامة صلاة الجمعة بإمامة السيد العرداوي في جامع الجوادين (ع)

أقيمت صلاة الجمعة في جامع الجوادين (عليهما السلام) بإمامة السيد حيدر العرداوي.

 

وقال السيد العرداوي في الخطبة الأولى: “لم تعرف الدنيا رجلاً جمع الفضائل ومكارم الأخلاق – بعد الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم – كالإمام أمير المؤمنين عليه السلام، فقد سبق الأولين، وأعجز الآخرين، ففضائله أكثر من أن تحصى، ومناقبه أبعد من أن تتناهى”.

وأضاف: “وكانت أخلاقه قبساً من نور خلق النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم الذي تربى في حجره وعاش على مائدة مكارم أخلاقه، حتى شب عن الطوق، واكتملت رجولته، حيث كان يتولاه بالمواعظ والآداب العظيمة، فتنامت أخلاقه شموخاً، وسجاياه علواً ورفعةً، وظلت فضائله وأخلاقه ومكارمه حية متألقة في روحه حتى فارق الدنيا”.

وتابع العرداوي: “فهو ابن عم الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم، وأول من لبَّى دعوته واعتنق دينه، وصلّى معه، وهو أفضل هذه الأمة مناقب – بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم – وأجمعها سوابق، وأعلمها بالكتاب والسنة، وأكثرها إخلاصاً لله تعالى وعبادة له، وجهاداً في سبيل دينه، فلولا سيفه لما قام الدين، ولا أنهدت صولة الكافرين”.

والحديث عن علي بن أبي طالب عليه السلام طويل، لا تسعه المجلدات، ولا تحصيه الأرقام ولكن ما لا يدرك كلّه لا يترك جلّه، وحسبنا أن نشير هنا إلى بعض خصائصه وأخلاقه، لكي تكون مناراً ينير لنا درب القرب إلى الله تعالى والمعراج إليه، ونحيا حياة علي بن أبي طالب عليه السلام ونموت مماته.

الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يصف علياً عليه السلام: «من أراد أن ينظر إلى آدم في جلالته وإلى شيث في حكمته وإلى إدريس في نباهته ومهابته وإلى نوح في شكره لربه وعبادته وإلى إبراهيم في وفائه وخلته وإلى موسى في بغض كل عدو لله ومنابذته وإلى عيسى في حب كل مؤمن ومعاشرته فلينظر إلى علي بن أبي طالب».

وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «من أراد أن ينظر إلى يوسف في جماله وإلى إبراهيم في سخائه وإلى سليمان في بهجته وإلى داود في حكمته فلينظر إلى علي بن أبي طالب».

«… لَوْلَا أَنْ تَقُولَ فِيكَ طَوَائِفُ مِنْ أُمَّتِي مَا قَالَتِ النَّصَارَى فِي عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ لَقُلْتُ فِيكَ قَوْلاً لَا تَمُرُّ بِمَلأٍ مِنَ النَّاسِ إِلَّا أَخَذُوا التُّرَابَ مِنْ تَحْتِ قَدَمَيْكَ يَلْتَمِسُونَ بِذَلِكَ الْبَرَكَةَ…». وقال صلى الله عليه وآله وسلم: «يا علي ما عرف الله حق معرفته غيري وغيرك، وما عرفك حق معرفتك غير الله وغيري»..

هذا بعض ما ذكر في وصف الأمير عليه السلام وهو ولي الله الأعظم والإمام الأكبر لبني البشر. وهذا الكلام من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم دليل على أن ما قيل وما كتب وما سيقال ويكتب عن علي عليه السلام ليس إلا بمقدار جناح بعوضة أمام ذروة ربانية شامخة تجتمع فيه خلاصة المقامات الإلهية التي يعطيها الله لخاصة أوليائه. فعظمة علي عليه السلام لا يعرفها أهل الأرض ولا أهل السماء, وقد ورد وصفه في الرواية: «كبير في الأرض جليل في السماء عظيم عند الله سبحانه وتعالى». إنَّ عظمة علي عليه السلام يعرفها فقط المليك المقتدر.

إيمانه الوثيق بالله تعالى وإخلاصه: الصفة البارزة التي تميّز بها الإمام عليه السلام أنّه كان من أعظم المسلمين إيماناً بالله تعالى، ومن أكثرهم معرفة به، وهو القائل: «لو كشف لي الغطاء ما ازددت يقينا… ». (وقد ورد في مناجاته لله تعالى قوله عليه السلام: «إلهي ما عبدتك خوفا من عقابك، ولا طمعا في ثوابك، ولكن وجدتك أهلا للعبادة فعبدتك». وهذا هو منتهى الإيمان، فقد كانت عبادته لله تعالى عبادة المنيبين والعارفين الأحرار لا عبادة التجار ولا عبادة العبيد، فقد وهب حياته لله تعالى، وجاهد في سبيله كأعظم ما يكون الجهاد، وكانت جميع أعماله خالصة لوجه الله تعالى لا يشوبها أيّة شائبة من أغراض الدنيا ومتعها التي يؤول أمرها إلى التراب.

وحدّثنا المؤرّخون عنه حينما صرع عمرو بن عبد ودّ العامري فارس العرب، فإنّه لم يجهز عليه لأنّه قد سبّه وأغلظ في شتمه، فغضب من ذلك، ولمّا سكن غضبه أجهز عليه، وقد سئل عن السبب في تأخيره لقتله، فأجاب: «إنّي ما أحببت قتله انتقاماً لسبّه لي فيفوت منّي الأجر والثّواب، فلمّا سكن غضبي أجهزت عليه في سبيل الله تعالى»، وهكذا كانت جميع أعماله وصنوف جهاده خالصة لوجه الله تعالى، لم يبتغ فيها إلاّ رضا الله تعالى.

 

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا في موقع التلغرامالنعيم نيوز

و لمتابعتنا على موقع فيسبوك يرجى الضغط أيضا على الرابط التاليالنعيم نيوز

كما يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا علىقناة النعيم الفضائية

و لا تنسى أيضا الاشتراك في قناتنا على موقع الانستغرامالنعيم نيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى