كلمة التشييع الرمزي لنعش الامام الصادق “ع” التي القاها السيد رسول الياسري على المعزين المتجمهرين عند مرقد الاماميين الكاظمين عليهما السلام.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله الطيبين الطاهرين .
عظم الله أجوركم وأحسن الله عزائكم بشهادة إمامنا الصادق عليه السلام إمام الجعفرية وأستاذ أئمة المذاهب الإسلامية جمعاء .
أيها المؤمنون الأكارم ..
حياكم الله وأنتم تثبتون ولائكم لإمامكم وتمسككم به وعلى مستويات عدة ومن هذه المستويات هو الحزن والتي منها الأسى العملي الذي تظهروه وانتم تحيون ذكرى استشهاده الاليمة .
لكننا ايها الاخوة والأخوات نحتاج إلى زيادة في التأسي والإقتداء وعلى مستويات عدة وأن تأخذ كل فرقة كما عبر القرآن الكريم في آية النفر الدروس والعبر التي تقع على عاتقها كتكليف .
فيمكن مثلا أن يراعي أساتذة الحوزة العلمية الشريفة وطلابها التخصص حتى في العلوم الحوزوية وعدم الإقتصار على الفقه والأصول فإن مراجعنا أدام الله بقائهم يشجعون على ذلك متأسين بالإمام الصادق فقد كان عليه السلام يهتم بأمثال زرارة في المنحى الفقهي وهشام بن الحكم في علم الكلام وجابر بن حيان في علم الكيمياء وهكذا بقية التخصصات العلمية .
ومن هنا فعلى أساتذة الحوزة العلمية وطلابها أن يكون لهم دور أكبر في الإصلاح الإجتماعي على مستوى العقيدة والأخلاق والشريعة والإرتقاء بالأمة في أعلى مدارج الرقي الفكري وإذا كان هنالك إخفاق في المجتمع ومناحي العمل الرسالي فإن الحوزة العلمية الشريفة هي أول من يحمل مسؤولية ذلك
لسببين:
– الاول: لوجود بعض العناصر الفاسدة التي أدعت الإنتماء للحوزة العلمية الشريفة ولم يتم التصدي لهم بالشكل الكافي حيث كانوا دعاة سوء وقد أعتبرهم البعض للاسف مثالا يحتذى به في حين أشار الإمام الصادق عليه السلام إلى خطورتهم بقوله أن الله تعالى أوحى إلى نبيه داوود عليه السلام (لا تجعل بيني وبينك عالما مفتونا بالدنيا فيصدك عن طريق محبتي، فإن أؤلئك قطاع طريق عبادي المريدين (فكيف بالمعرضين) إن أدنى ما أنا صانع بهم أن أنزع حلاوة مناجاتي عن قلوبهم .
– والسبب الثاني: هو الضعف في آداء المسؤولية الملقاة على عاتق عدد كبير من أبناء الحوزة الشريفة وقد نبههم الإمام الصادق عليه السلام ايضا بقوله:
(لأحملن ذنوب سفهائكم على علمائكم ، ما يمنعكم إذا بلغكم عن الرجل منكم ما تكرهون وما يدخل به الأذى علينا أن تأتوه فتؤنبوه وتعذلوه وتقولوا له قولا بليغا) .
نعم نحن لا ننكر وجود عدد من أبناء الحوزة العلمية يمارسون هذا الدور الرسالي ومن جميع الأطراف والتوجيهات الحوزوية جزاهم الله خير جزاء المحسنين ولست ممن يرى شرار قومه خير من خيار قوم آخرين ولكن الطموح أن تكون الحوزة بأجمعها متجهة نحو العمل في مجال التغيير الإجتماعي خصوصا مع توفر شباب مؤمن غيور جربته الحوزة الشريفة في أكثر من ميدان ومن تلك الميادين مواجهة الإرهاب العفن وتحملهم ألوان الصعاب من حر وبرد وتراب وفقد للأحباب والتضحية من دون منٍ أو حساب ، فتارة نرى شبابا على السواتر وأخرى شبابا يطالبون بالحقوق ويغيضون الحكام الظلمة والأعوان الخونة وتارة نراهم في ميادين العمل الإنساني والجهاد الثقافي وغيرها من أنواع المواجهة وقد أشاد بهم المراجع الكرام أدام الله بقائهم فهم دروع للدين وأهله زادهم الله همة وإخلاصا .
ولكن هذه الأدوار لا تكفي فإن عليهم إقناع الآخرين بهذه المشاريع الإلهية التي تدخل على قلوب الأولياء وآل البيت الإطهار العظماء عليهم الصلاة وأزكى السلام البهجة والسرور ، فإن أؤلئك المساكين الذين تخلفوا عن ركب العمل الرسالي وإن صلوا وصاموا لكن لم يكن لهم صوت يرتفع بالمعروف وغضبة بالنهي عن المنكر وأخذوا يداهنون أهل الباطل فإنهم مصداق لقوله تعالى: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِم مَّا هُم مِّنكُمْ وَلَا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ _ أي أنهم من المسلمين_وَهُمْ يَعْلَمُونَ _ أن هذا خلاف الإنتماء للإسلام العظيم} (المجادلة 14) .
سيدي أيها الصادق لقد رفعنا شعارنا ونحن متوكلون على ربنا وواثقون من أنفسنا فعهدنا صادق مع الإمام الصادق عليه السلام . وها نحن نعاهدك من جوار أبنك وحفيدك الكاظمين عليهما السلام قائلين:
(نعاهد الإمام الصادق ع أن نكون جنودا أوفياء للإسلام العظيم ومذهب أهل البيت الطيبين الطاهرين تحت لواء المراجع الكرام وملبين نداء العقيدة والشريعة حتى ندرك القائم المنتظر المهدي عجل الله تعالى فرجه او نقتل أو نموت في طريق التغيير .اللهم فأعنا على ما عاهدنا عليه إمامنا وأنر قلوبنا وقوي أبداننا برحمتك ياأرحم الراحمين) .
ايها الأحبة إن عدم النصر في بعض ساحات المواجهة كان أحد أسبابه هو عدم نصرة الله بل كان الإنتصار للنفس والإنتصار للأشخاص وما شابه ذلك بينما قانون الله تعالى يقول (إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم) ولذا نجد أن من ينصر الله ينصره الله ولو بعد موته أو إستشهاده والشواهد كثيرة. ومن الأمور التي تحقق فيها النصر ببركات وإلطاف المعصومين عليهم السلام إغلاق موقع من مواقع بيع الخمور وكان سبب ذلك وقوف بعض هذه الوجوه المباركة ضد هكذا ممارسات بعيدة عن العقل فضلا عن الشرع فلا تقصروا بالتظاهر عليهم وإجبارهم على الإقلاع عن هذه المخالفات الصريحة للشريعة والدستور.
فقد روي عن الإمام الصادق ع: (إن الخمر رأس كل أثم) وعنه ع: (إنَّ زنديقاً قال له: فلم حرّم الله الخمر؟ قال ع: حرّمها لأنّها أمُّ الخبائث ورأس كلِّ شرّ يأتي على شاربها ساعة يسلب لبّه فلا يعرف ربّه ولا يترك معصية إلا ركبها ولا حرمة إلا انتهكها ولا رحماً ماسّة إلا قطعها ولا فاحشة إلا أتاها. والسكران زمامه بيد الشيطان إن أمره أن يسجد للأوثان سجد، وينقاد حيثما قاده) ومنها ايضا عن الإمام الصادق ع: (قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: من شرب الخمر بعد أن حرّمها الله على لساني فليس بأهل أن يزوّج إذا خطب. ولا يُشفّع إذا شفع. ولا يصدَّق إذا حدّث. ولا يؤتمن على أمانة ، فمن ائتمنه بعد علمه فليس للذي ائتمنه على الله ضمان وليس له أجر ولا خلف) ومنها ما ورد عن الإمام الصادق ع: (شارب الخمر إن مرض فلا تعودوه ، وإن مات فلا تشهدوه) .
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا في موقع التلغرام: النعيم نيوز
ولمتابعتنا على موقع فيسبوك يرجى الضغط أيضا على الرابط التالي: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية
ولا تنسى أيضا الاشتراك في قناتنا على موقع الانستغرام: النعيم نيوز