أقيمت صلاة الجمعة المباركة في مسجد جنات النعيم بإمامة فضيلة الشيخ حسن الغزي.
وقد تضمنت خطبة الجمعة الاولى:
بسم الله الرحمن الرحيم
(وتوبوا إلى الله جميعاً أيها المؤمنون لعلكم تفلحو ) النور 31 على الأنسان أن يسارع لاستثمار مواسم التوبة واوقات استجابة الدعاء والتوجه اليه تعالى بطلب المغفرة والعودة إليه والتقرب منه …
ومن الأيام الجليلة التي ينبغي للمؤمن أن يستثمر بلوغه إياها هذه الأيام الرجبية الغراء التي إن مرت علينا من دون أن نكترث بها فنحن في خسار .. وينبغي الإشارةَ إلى أن المجتمع – بشكل عام – لاه عن هذه الأيام وهذه الأشهر الجليلة وهذا مما يؤسف له فبهذا يفوتنا الخير العظيم .
ومن باب الذكرى للمؤمنين وحثهم للتوجه إلى أيام الله وانطلاقاً من الأمر الإلهي (وذكرهم بأيام الله) فقد أعلنت المرجعية المباركة الواعية لحاجة المجتمع ، أعلنت أن بداية شهر رجب الأصب هو بدايةُ السنة المعنوية . فقد أكد سماحة المرجع الشيخ محمد اليعقوبي (دام ظله) ذلك قائلاً : ( هذا ولكن السنة المعنوية عند طالبي الكمال والمشتاقين إلى رضا الله تبارك وتعالى تبدأ في الاول من رجب ، البدايةُ التي تعني الانطلاقة الجديدة ، و تعبئة الهمة ، وزيادة النشاط ، ومراجعة صحائف الأعمال الماضية و الامل بفتح صحائفَ جديدةً بيضاء .)
إذاً فالمطلوب منا – حسب توجيه المرجعية المباركة وحسب الروايات المعصومية – هو مضاعفة الأعمال الحسنة والتي بدورها تفعل فعلها في النفس فتكون النفس محلاً للفيوضات الإلهيه ، وأن نسارع للتوبة ، وهاهي أبوابها قد شرعت (…وحلمك معترض (او متعرض في قراءة أخرى) لمن ناواك …) .
وقد يقول قائل : إن أبواب التوبة مفتوحة دوماً ، فلماذا نحددها في أيام محددة؟؟
نقول : نعم هي مفتوحة على الدوام فالله هو التواب الرحيم ..هو غافر الذنب وقابل التوب … ولكن الإنسان يبتعد – بفعل معاصيه – عن ساحة القدس الإلهي وعندما يتقرب اليه (إلى الله تعالى) في مثل هذه الايام تتسامى نفسه ويرق قلبه وتصل روحه إلى درجة القرب فيكون مقبلاً بكله إلى الله وبهذا تقبل توبته و تغفر ذنوبه و تتضاعف حسناته …
قال تعالى : (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ) ألبقرة 186
ورد في الحديث :(ان الله تعالى انزل في بعض كتبه المنزلة ، أنا عند ظن عبدي فليظنَ بي ما شاء ، وانا مع عبدي إذا ذكرني ، فمن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ، ومن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خيرٍ منه ، ومن تقرب إلى شبرا تقربت اليه ذراعا ، ومن تقرب إلى ذراعا تقربت اليه باعا ، ومن اتاني مشيا اتيته هرولة ، ومن اتاني بقراب الأرض خطيئةً اتيته بمثلها مغفرة ما لم يشرك بي شيئاً.) جامع أحاديث الشيعة /السيد البروجردي / ج15 /ص368
ولله در الشاعر إذ قال :
للَّه نورٌ أن أردّت بلوغَه…….. فاسكُبْ دمُوعَ الشّوقِ في الخلواتِ
قُمْ ناد ربّك وادعُوه ليثبّتكَ…….. فهُو المجيبُ وسامعُ الدعوات.
وقد تضمنت خطبة الجمعة الثانية:
( إذهب أنت وأخوك بآياتي ولاتنيا في ذكري ) طه 42
ألخطاب في هذه العبارة القرآنية موجه من الله سبحانه وتعالى السيد الآمر إلى موسى عليه السلام نبيه و عبده المطيع و أخيه هارون .
قد يمر الانسان بحالة من الفتور والتواني والكسل و ربما اليأس وهو في مسار عمله أو مهامه المناطة به ، فكيف يكون تصرفه حينذاك ؟؟
إن الله يأمرنا بعدم التواني والإنكفاء والإنزواء والعزلة ، ويدعونا لذلك بالإصرار والمواظبة على ذكره تعالى و تذكير الناس به … فالكون مع الله تعالى يبعد عنا كل أشكال الاستسلام والهزيمة ..وبما أن الخطاب موجه إلى الانبياء فيجدر بنا نحن أن نستجيب له و نطبقه فنحن اولى بالإنتفاع بالنصائح الإلهية لأننا كثيراً ما نخطئ و كثيراً ما نسهوا وكثيراً مانلهوا و كثيراً مانقع في شراك المعاصي و الإبتعاد عنه تعالى .. فالآية تنبهنا للذكرى ( و الذين إذا فعلوا فاحشةً أو ظلموا انفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم …) آل عمران 135
ومن عوامل شد الانسان الى ربه و كثرة ذكره هو المداومة على تذكر المآل والمعاد فيكون بذلك مستشرفاً عارفاً بمستقبله (ووجد الله عنده فوفاه حسابه ) .
إن صاحب الضمير الحي (صاحب النفس اللوامة) بمجرد أن ينتبه إلى عصيانه أو انحرافه تجده يشعر بالالم والندم الشديد والحزن لما اقترفه ، والتفكير في كيفية عدم حصول ذلك مرة أخرى ..
وربما من المصدات التي يمكن أن تساعدنا على التحلي بالقرب الدائم لله سبحانه هو تفعيل مبدأ وقاعدة (ثم ماذا بعد ذلك)
فقد يغلب الإنسان هواه ، و تهزمه نفسه . لكنه إذا وضع نصب عينيه تلك القاعدة فإنه سيوفر الكثير من العناء في مقارعة النفس والشيطان ، فإذا هممت بالمعصية مهما كان حجمها ف(لاصغيرة مع الإصرار ولاكبيرة مع الإستغفار) فإذا هممتُ أو عرضت لي المعصيةُ ، تذكرت هذا المبدأ (ثم بعد المعصية ماذا؟) ، إذا كان الضمير حياً ولم يألف المعاصي فتأنيبُ ضمير وألمٌ نفسي … وإن كان قد ألف المعاصي فإن هناك شيء اسمه الموت لامناص منه ولامهرب ..
(وقف الإمام الكاظم عليه السلام على قبر حضره قائلاً : إن شيئاً هذا آخره لحقيق أن يزهد في أوله ، وإن شيئاً هذا أوله لحقيق أن يخاف من آخره.) ميزان الحكمة ج2 ص1171
فإذا عاش الإنسان تلك الحقيقة وعلم أن الله تعالى سيكون لنا بالمرصاد . وليس المرصاد – كما يفهم البعض – خاصاً بالآخرة ، إنما في الدنيا سيكون الله لنا بالمرصاد أيضاً ، فأنت تلحظ أن بعض المعاصي عندما يجترحها الانسان تجلب له أما هماً أو نقصَ مالٍ أو قصر عمرٍ أو ذهاب ماء وجهٍ أو نقص مروءةٍ أو نقص طاعةٍ أو ذهابها .
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا في موقع التلغرام: النعيم نيوز
و لمتابعتنا على موقع فيسبوك يرجى الضغط أيضا على الرابط التالي: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية
و لا تنسى أيضا الاشتراك في قناتنا على موقع الانستغرام: النعيم نيوز