كتب حسين المولى: صار من الواضح للعيان ما للذكاء الاصطناعي من أهمية كبيرة في التقدم اَلتِّقْنِيّ في العالم، فيُعد اليوم هو صورة متقدمة من الصور التقدم العلمي في أغلب مجالات الحياة، ابتداءً من المجالات الثقافية والطبية والقانونية والخدمية وكذلك العسكرية.
فمصطلح الذكاء الاصطناعي ولد في عام ١٩٥٦ وهذه الولادة بالتأكيد سبقتها الكثير من الأعمال للوصول لهذه الولادة. وبعد هذه الولادة مرَّ الذكاء الاصطناعي بالعديد من مراحل الحياة والصعوبات لحين الوصول للألفية الحالية. حيث تطورت اَلتِّقْنِيَّة وساعد هذا التطور الذكاء الاصطناعي للوصول لمستوى عالٍ من الطموح.
والذكاء الاصطناعي مصطلح ظهر في عام 1956 كتخصص يُدرس في الجامعات، الهدف منه هو لجعل الآلات أو الحواسيب على وجه التحديد تؤدي وظائف ذكية. أما تفكر وتتصرف مثل الإنسان أو على الأقل تحاكي بشكل جزئي تفكير وتصرف الإنسان في مجال معين. وذلك بالاعتماد على الطرق البرمجية والحلول الرياضياتية ومختلف منتجات العلوم الأخرى المساعدة كالإلكترونيك والميكانيكي والبيولوجيا.
ومع تطور هذا النوع من اَلتِّقْنِيَّة ظهرت مشكلات عديدة أهمها مشكلة الحروب الدولية التي تكون عبر استخدام تِقنية الذكاء الاصطناعي والتحكم عن بِعد. فظهرت وتطورت الطائرات الموجهة عن بُعد والتي تُسمى بالـ «الدرون» التي كان الاستخدام الأول لها حتى قبل ظهور مصطلح الذكاء الاصطناعي.
فالذكاء الاصطناعي يؤدي دوراً مهماً في المهمات العسكرية سواء التشغيلية أو التكتيكية، حيث إنه يلعب دوراً يفوق كونه سلاحاً في حد ذاته، ففي المجال التشغيلي، يُساعد الذكاء الاصطناعي من القدرات العسكرية من خلال إمكانات (الاستشعار عن بُعد، والإدراك اللحظي للمتغيرات، والمناورة، واتخاذ القرار تحت ضغط).
في حين أنه يساعد المجال الاستراتيجي أو التكتيكي في صناعة القرار العسكري، فستتمكن أنظمة القيادة المعززة بتِقنية الذكاء الاصطناعي من تجنب العديد من أوجه القصور الملازمة لعملية اتخاذ القرارات الستراتيجية التقليدية. حيث ستكتسب القدرة على اتخاذ القرار السريع – بل والتلقائي- بناءً على المعلومات المعززة، وهو الأمر الذي يُجنّبها الأخطاء البشرية، ويُكسبها ميزةً تنافسيةً مقارنةً بأنظمة اتخاذ القرار التقليدية.
وعليه فإن إدخال تقنية الذكاء الاصطناعي في المجال العسكري، سَيجعل هنالك حروبٌ دولية غير متكافئة وبالنهاية ستكون الكفة المنتصرة، هي كفة الدول التي تعتمد تِقنية الذكاء الاصطناعي.
وتتمتع الصين بأفضلية تحقيق كبير للتكامل بين القطاع المدني والعسكري، حيث إن الولايات المتحدة الأميركية لا تزال تواجه العديد من التحديات مع شركات وادي السيليكون. حيث أعلنت شركة جوجل مؤخراً إيقافها التعاون مع البنتاجون ضمن مشروع (MAVEN) للابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي. كما أنها ما زالت تتخذ خطوات حذرة في الاعتماد الكامل وتضمين الذكاء الاصطناعي في المنظومة العسكرية.
ومن التطبيقات العملية لبوادر استخدام هذه التقنية في الحروب أو الهجمات العسكرية هو ما قامت به الولايات المتحدة الأمريكية. حيث ذكرت مصادر مهتمة بشؤون السلاح أن الولايات المتحدة طورت برنامجاً جديداً يساعد الطائرات المُسيرة على توجيه ضرباتها بشكل مستقل أثناء العمليات العسكرية. حيث شهدت محاكاة جوية حربية تغلبت خوارزميات الذكاء الاصطناعي AI على طياري الجيش الأميركي المتمرسين وأثبتت فاعلية كبيرة في اختبار نادر. تفوق الذكاء الاصطناعي على طيار محترف من سلاح الجو الأميركي، في محاكاة حربية من خمس جولات.
وكذلك في أحدث محاكاة حديثة للذكاء الاصطناعي في المجال العسكري فقد كشفت وسائل إعلام صينية عن اختبار الجيش لطائرات مقاتلة تحلّق بتقنية الذكاء الاصطناعي. أي لا يقودها طيارون، مؤكدة نجاح التجربة، الأمر الذي قد يمهد لاستخدامها في معارك المستقبل، وهذي التجربة لمحاكاة معركة جوية.
اختبر الجيش الصيني اعتماد هذه التقنية في طائرات حربية، حيث أثبتت تفوقها على الطيارين العسكريين. فإن طائرة تتبنى تقنية الذكاء الاصطناعي، أسقطت طائرة يقودها طيار صاحب خبرة واسعة في العمليات القتالية.
وهذا إنْ دلَّ فإنه يدل على مستقبل الحروب في العالم بأنها حروب تتم بواسطة الذكاء الاصطناعي. ولهذا يجب أن تشرع الدول بمعية الأمم المتحدة في المساهمة في الحد من هذه الاستخدامات لأنها ستؤثر في السلم والأمن الدوليين.
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرام: النعيم نيوز
لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التالي: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية
كما يمكنك أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرام: النعيم نيوز