كتب غيث الدباغ: إن لمعارض الكتاب التي تقام في محافظات العراق اثراً كبيراً في التنمية الثقافية المجتمعية للبلد، كونها تلعب دوراً مهماً في صقل وتطوير ثقافة وفكر المجتمع وصون قيمة القراءة وروحيتها، خاصة خلال الأحداث والأزمات التي تمر بها البلاد بشكل عام وتدهور العلاقات الدبلوماسية للحكومات السابقة مع الدول الإقليمية.
ويمكننا القول إن الملتقيات الثقافية المفعمة بالمعرفة تمثل أفضل الملتقيات، لأننا نلتمس فيها مشاركة جميع الدول بتآزر على طاولة الثقافة.
حيث صار القُراء ينتظرون حصولها بشغف كونهم سيلتقون بالكثير من المفكرين والمثقفين المبدعين في حياتهم الواقعية. فيتمكنون من خلال هذه المعارض طرح تساؤلاتهم ومحاوراتهم ضمن الرؤية الواقعية وليست الخيالية فقط.
فالبطل الآن واقفاً أمامك وكذلك على نطاق المراكز والمؤسسات الثقافية والفكرية والأدبية المتكللة بدور الطبع والنشر فسيكون تجمعهم لأيام رغم أنها قليلة لكنها حثيثة بالغة الأهمية. فمن خلالها تتبادل الخبرات والتجارب في عملية الطبع وتوفر العديد من الكتب الحديثة مما يجعل الأفكار متجددة ومتبادلة بين المجتمعات فيتحول أفراد المجتمع المنغلقين على نفسهم إلى أفراد يدركون ما يحصل حول العالم ومطلعين على مستجدات الثقافة وتطور الإنسان.
فغدت الجماهير ترى معارض الكتب في مجملها منبراً مفتوحاً على كل الثقافات تُظهر فيها الإبداعات الأدبية. بكل مجالاتها الشعرية والروائية والنقدية والفكرية والسياسية والعلمية، عارضة نتاجات النخب الصانعة للأجيال الممهدة لمستقبل مشرق.
ولا شك أن التطور التكنولوجي وتوفر الكتاب الالكتروني يلعب دوراً مهماً أيضاً فهو ذات تكلفة أقل وأغلبها تتوفر مجاناً. كما أنها سهلت عملية تواصل وتقارب المؤلفين مع القراء والمشاركة في المنتديات والمحاضرات والبرامج الثقافية ضمن المواقع الافتراضية والواقعية. التي بدأت تعيد نشاطها بعد السيطرة على جائحة كورونا والطرق الصحية للوقاية منه، ولكن يبقى الكتاب الورقي يختلفاً تماماً عن الإلكتروني في الفهم والتركيز. لأنه سريع في القراءة ولايمكنك الشعور بما يدور في نفس المؤلف.
حيث إنّ القراءة الإلكترونية تكون فاقدة لروحية الموضوع، رغم أنها ساعدت الكثير في أيام الحظر الوبائي وجعلت البعيد قريب. وسهلت عملية الحصور على الكتاب عبر توفر وسائل الشحن ونقل البضائع بين المحافظات. فلا يسعنا نكران أن الكثير من المكتبات قد عملت على تخفيض الأسعار لتكون مناسبة مع الوضع المادي الذي تراجع في تلك الأيام.
لذا فإن هذه الملتقيات الفكرية تمثل نشاطاً أو برنامجاً ثرياً من ناحية المساهمة في بناء وتطوير المجتمع. وبث الروح والرؤية الوطنية وتفاعل النغم الفكري بين القراء والمؤلفين والناشرين.
ومن ناحية اقتصادية فهي تصغر المساحة الجغرافية وبعد دور النشر عن القراء. وكذلك تعد مورداً مربحاً لو صارت بشكل فصلي من كل عام.
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرام: النعيم نيوز
لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التالي: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية
كما يمكنك أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرام: النعيم نيوز