“بإمامة الشيخ مؤيد الشافعي”.. إقامة صلاة الجمعة في جامع الإمام موسى الكاظم (ع)
أقيمت صلاة الجمعة في محافظة الديوانية قضاء السنية بجامع الإمام موسى الكاظم ( ع )، بإمامة فضيلة الشيخ مؤيد الشافعي.
وكان عنوان الخطبة : {{ فضل يوم الجمعة وليلتها عند الله }}
ان الله فضَّل بعض الشهور والأيام على بعض، وجعل من الأيام مواسم وأعيادًا، اصطفاءً منه واختيارًا، وتشريفًا منه وتكريمًا، ﴿ وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ﴾ [القصص: 68]، وإن الله تعالى قد جعل للمسلمين من أيام الدنيا أعياد؛ عيدين يأتيان في كل عام مرة : عيد الفطر وعيد الأضحى، وعيدًا يتكرر كل أسبوع، وهو يوم الجمعة الذي قال فيه النبي صلى الله عليه واله: إن يوم الجمعة يومُ عيد، فلا تجعلوا يوم عيدكم يوم صيامكم ))
أيها الاخوة إن يوم الجمعة من أعظم الأيام عند الله قدرًا، وأجلها شرفًا، وأكثرها فضلاً، فقد اصطفاه الله تعالى على غيره من الأيام، وفضَّله على ما سواه من الأزمان، واختص الله به أمة الإسلام
قال رسول الله (ص) : يوم الجمعة سيّد الأيام ، وأعظم عند الله عزّ وجلّ من يوم الأضحى ويوم الفطر ، فيه خمس خصالٍ :
خلق الله عزّ وجلّ فيه آدم (ع) ، وأهبط الله فيه آدم إلى الأرض ، وفيه توفّى الله آدم ، وفيه ساعةٌ لا يسأل الله العبد فيها شيئاً إلاّ آتاه ما لم يسأل حراماً ، وما من مَلَكٍ مقرَّبٍ ولا سماء ولا أرض ولا رياح ولا جبال ولا برّ ولا بحر إلا وهنَّ يشفقن من يوم الجمعة أن تقوم فيه الساعة .ص268
المصدر: الخصال 1/152
قال الامام الصادق (ع) : إنّ الحور العين يُؤذن لهنّ بيوم الجمعة ، فيشرفن على الدنيا فيقلن :
أين الذين يخطبونا إلى ربنا ؟.
وعن الامام الرضا عليه السلام قال: قال رسول الله صلى اللّه عليه وآله وسلم: إن يوم الجمعة سيد الأيام يضاعف اللّه فيه الحسنات ويمحو فيه السيئات ويرفع فيه الدرجات ويستجيب فيه الدعوات ويكشف فيه الكربات ويقضي فيه الحوائج العظام وهو يوم المزيد للّه فيه عتقاء وطلقاء من النار، ما دعا به أحد من الناس وقد عرف حقه وحرمته إلا كان حقاً على اللّه عز وجل أن يجعله من عتقائه وطلقائه من النار، فإن مات في يومه وليلته مات شهيداً وبعث آمناً، وما استخف أحد بحرمته وضيّع حقه إلا كان حقاً على اللّه عز وجل أن يصليه نار جهنم، إلا أن يتوب .
سئل الامام الباقر (ع) عن يوم الجمعة وليلتها ، فقال : ليلتها غراء ويومها يوم زاهر ، وليس على وجه الأرض يومٌ تغرب فيه الشمس أكثر معافىً من النار منه ، مَن مات يوم الجمعة عارفاٍ بحقّ أهل هذا البيت ، كتب الله له براءةً من النار وبراءةً من عذاب القبر ، ومَن مات ليلة الجمعة أُعتق من النار
قال الامام الصادق (ع) اجتنبوا المعاصي ليلة الجمعة ، فإنّ السيئة مضاعفة والحسنة مضاعفة ، ومَن ترك معصية الله ليلة الجمعة غفر الله له كلّ ما سلف فيه ، وقيل له : استأنف العمل ، ومَن بارز الله ليلة الجمعة بمعصيته أخذه الله عزّ وجلّ بكلّ ما عمل في عمره ، وضاعف عليه العذاب بهذه المعصية
قال الامام الصادق (ع) : إنّ للجمعة حقاً واجباً ، فإياك أن تضيّع أو تقصّر في شيءٍ من عبادة الله والتقرّب إليه تعالى بالعمل الصالح وترك المحارم كلها ، فإن الله يضاعف فيه الحسنات ، ويمحو فيه السيئات ، ويرفع فيه الدرجات ، ويومه مثل ليلته ، فإن استطعت أن تحييها بالدعاء والصلاة فافعل ، فإنّ الله تعالى يُضاعف فيها الحسنات ، ويمحو فيها السيئات ، وإنّ الله واسعٌ كريمٌ
قال الامام علي (ع) : بأبي أنت وأمي يا رسول الله (ص) أخبرني عن يوم الجمعة ، فبكى رسول الله (ص) وقال :
سألتني عن يوم الجمعة ؟.. فقال : نعم ، فقال رسول الله (ص) :
تسمّيه الملائكة في السماء يوم المزيد :
يوم الجمعة يوم خلق الله فيه آدم (ع) .
يوم الجمعة يوم نفخ الله في آدم الروح .
يوم الجمعة يوم أسكن الله آدم فيه الجنّة .
يوم الجمعة يوم أسجد الله ملائكته لآدم .
يوم الجمعة يوم جمع الله فيه لآدم حواء .
يوم الجمعة يوم قال الله للنار : { كوني بردا وسلاما على إبراهيم } .
يوم الجمعة يوم أُستجيب فيه دعاء يعقوب (ع) .
يوم الجمعة يوم غفر الله فيه ذنب آدم .
يوم الجمعة يوم كشف الله فيه البلاء عن أيوب .
يوم الجمعة يوم فدى الله فيه إسماعيل بذبحٍ عظيم .
يوم الجمعة يوم خلق الله فيه السماوات والأرض وما بينهما .
يوم الجمعة يوم يُتخوّف فيه الهول وشدة القيامة والفزع الأكبر
قال الامام الصادق(ع) : سميت الجمعة جمعة لأنَّ الله جمع الخلق لولاية محمّد (ص) وأهل بيته
وروي أنه ما طلعت الشمس في يوم أفضل من يوم الجمعة وكان اليوم الذي نصب فيه رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم أمير المؤمنين عليه السلام بغدير خم يوم الجمعة، وقيام القائم عجل اللّه فرجه يكون يوم الجمعة، وتقوم القيامة في يوم الجمعة.
عن أبي عبد اللّه عن أبيه عن جده عليهم السلام قال: جاء أعرابي الى النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم يقال له: قليب، فقال: يا رسول اللّه: إني تهيأت الى الحج كذا وكذا مرة فما قدر لي ؟ فقال صلى اللّه عليه وآله: يا قليب عليك بالجمعة فإنها حج المساكين .
وورد ان الامام موسى بن جعفر عليه السلام كان يتهيأ يوم الخميس للجمعة .
وعن ابي جعفر عليه السلام: أن الملائكة المقربون يهبطون في كل يوم جمعة معهم قراطيس الفضة وأقلام الذهب فيجلسون على أبواب المسجد على كراسي من نور فيكتبون من حضر الجمعة الأول والثاني والثالث حتى يخرج الامام، فاذا خرج الامام طووا صحفهم .
الخطبه الثانيه
ورد في حديث مشهور (الناس نيام فاذا ماتوا انتبهوا) فالناس وان تراهم يعملون ويأكلون ويتحدثون الا أنهم في نوم هو نوم الغفلة عن حقيقية وجودهم وما يراد منهم والهدف الذي يجب ان يتوجهوا اليه , وماالذي ينتظرهم بعد موتهم , والنتيجة التي سيحصلون عليها من السعادة او الشقاء , فان ماتوا اكتشفوا انهم كانوا في هذه الغفله , وفوجئوا بعدم الاستعداد لتلك الحياة الجديدة الدائمة التي لايستطيع احد مهما اوتي من علم ان يدعي معرفة الحقيقتها الا من عرفهم الله تبارك وتعالى , وحينئذ سيصاب بالذهول وتأخذه الحسرة والندامة كما قال امير المؤمنين (ع) :- ((اجتمعت عليهم سكرة الموت وحسرت الفوت)) , قال تعالى في ذلك : {وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ (19) وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ (20) وَجَاءَتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ (21) لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ (22)} [ق : 19 – 22
لقد كنت في الدنيا غافلا عن هذه المشاهد وهذه العاقبه منهمكا في مشاعلها من مال ومتعة ولهو ولعب وعبث وصراعات وجدل فارغ من غير استعداد لهذا اليوم , وبالموت انكشف عنك غطاء الغفلة فصرت ترى بعين البصيرة , النافذة الحادة حقيقة امرك وعاقبتك بعد زوال الحجاب عنها فما كنت تعتقد انه حقيقية من مشاغل الدنيا ولهوها ومتعها وجدت انه خيال و وهم زائل وسراب كنت تتعلق به يحسبه الظمآن ماء , وماكنت غافلا عن الاستعداد له ولا تحسب حسابه – وهو الموت ومابعده من اهوال الاخرة – قد وجدته حقيقة ثابتة فالغفلة باتجاهين , قال تعالى :- { وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ} [الزمر : 47].
ايها الاخوة ـــ ان الغفلة – وكذالك النسيان – وان كانت أمراً خارجاً عن ارادة الانسان ظاهراً ، الا ان الانسان هو الذي يوقع نفسه فيها لقلة تحفظه وانتباهه وبارتكابه مقدماتها وايجاده الاسباب الموجبة لها والتي نعرفها من مضاداتها اي علاج الغفلة التي ذكرها الائمة (عليهم السلام) .
فالانسان اذن هو الذي يحرم نفسه من معرفة الحقيقة ويحبسها في سجن الغفلة . حينما يرتكب ما يبعده ويشغله عن الله تبارك وتعالى حتى يقسو قلبه فلا يتقبل المعرفة , عن الامام الحسن(ع) انه قال :- ((اياك والغفلة ففيها تكون قساوة القلب )) , وعن امير الؤمنين (ع) في {غرر الحكم }انه قال :- (( من غلبت عليه الغفلة مات قلبه )) , ((دوام الغفلة تعمي البصيرة)) .
ومن مصاديق الغفلة هي الغفل عن معرفة القياده الحقة للأمة واتباعها , قد تكون غفلة كاملة باتباع قيادة مناقضة تماماً لها كمن اتبع معاوية ويزيد ونظراءهما وعادى علي بن ابي طالب (ع) والحسن والحسين واولادهم المعصومين (عليهم السلام) وقد تكون على نحو الانحراف عنها باختيار غير الأكفأ والاقدر على تحمل المسؤولية.
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرام: النعيم نيوز
لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التالي: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية
لا تنسى أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرام: النعيم نيوز