
كتب نوزاد حسن: يبدو أن نبوءة أو حلم ديكارت انتهى إلى الأبد، فهذا الفيلسوف الذي كان يحلم قبل قرون بسيطرة الإنسان على الطبيعة، واستغلالها لمصلحته ورفاهيته، سيُعجب لو أنه عرف أن العالم أو الطبيعة تغيرت كثيراً، وأن هناك تحديات خطيرة تهدد هذا الكوكب، كما تهدد دولاً كثيرة بالزوال والجفاف، ومواجهة طقس لا يمكن التنبؤ به.
لا مجال الآن إلا العمل من أجل تقليل الخسائر، التي ستواجهها الدول كلها، مع اختلافات في نوع الظواهر التي ستنشأ فيها جراء مشكلة الاحتباس الحراري، وغوغل يُفزعنا حين يعرف هذا الاحتباس الحراري بأنه “ازدياد درجات الحرارة السطحية المتوسطة في العالم مع زيادة كمية ثاني أكسيد الكربون، وغاز الميثان، وبعض الغازات الأخرى في الجو”.
لم يعد هناك مجال للسيطرة على الطبيعة، وإنما على الدول الصناعية التفاهم في ما بينها لتقليل التلوث الناجم عن هوس صناعي لا يتوقف، يسبب دماراً للعالم على مدى السنوات القليلة القادمة، يُنظر لمنطقتنا، وعلى الأخص بلدنا، على أنه الأكثر عرضة لقسوة هذا التغير المناخي.
ويتحدث متخصصون في الشأن الزراعي عن آثار الجفاف الحالية التي بدأت تظهر في قرى وأقضية المحافظات الجنوبية، الذين يواجه سكانها حالة مقلقة لهم، وقد أكدت تقارير أن عدداً كبيراً من الأسر نزحت إلى مناطق أخرى هرباً من شحّ الماء، الذي أثّر في القطاع الزراعي والحيواني على حد سواء.
أنا أتحدث عن مشكلة تعرّض الأمن القومي للخطر، وتدعو الجميع بلا استثناء أن يُدركوا حجم الكارثة المقبلة، وما يمكن أن تسببه من تداعيات كبيرة على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والنفسي للمواطنين، وإذا كان في سجل الحكومة ما هو مهم وأهم، فملف التصحر والجفاف وتقلّص المساحات المزروعة هو من الأولويات الأخلاقية، التي لا يجب غضّ الطرف عنها أو تفضيل قضية أخرى عليها.
أتمنى أن يرى السياسي وجميع المعنيين بعين خيالهم صورة قرانا ومدننا بعد خمسين عاماً، ترى، هل سنترك للجيل القادم مدناً تعاني، وقرى يهجرها أهلها، وزراعة لا تسدّ حاجات السوق، فنلجأ لاستيراد كل شيء؟ هل يستطيع أحد تخيّل الكارثة القادمة، التي يمكننا مواجهتها بوقفة جماعية تعمل من أجل المصلحة العامة لا الخاصة؟.
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرام: النعيم نيوز
لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التالي: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية
كما يمكنك أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرام: النعيم نيوز