
كتب أشرف كريم: بحلول العام 2040، سيشهد العالم انقلاباً جذرياً في بنية الحياة البشرية كما نعرفها اليوم، فالذكاء الاصطناعي، الذي بدأ كأداة تقنية، يتوقّع أن يتحول إلى البنية التحتية الحاكمة لكل القطاعات، من الصحة إلى القانون، ومن التعليم إلى العلاقات الاجتماعية.
وفق تقرير صادر عن شركة “PwC” العالمية، يُتوقع أن تصل مساهمة الذكاء الاصطناعي في الاقتصاد العالمي إلى 28 تريليون دولار سنوياً بحلول 2040، بزيادة قدرها 200% مقارنة بعام 2024، أما نسبة الوظائف التي ستُدار بمساعدة الذكاء الاصطناعي فستصل إلى 77 % عالمياً، مع تحول أكثر من 40% من الوظائف البشرية الحالية إلى أدوار جديدة تتعلق بإشراف وتوجيه الأنظمة الذكية.
في قطاع الرعاية الصحية، ستُفعّل نماذج ذكاء اصطناعي قادرة على التنبؤ بالإصابة بالأمراض قبل حدوثها بمدة تصل إلى 18 شهراً، بالاعتماد على تحليل الحمض النووي، وسلوك المريض، وأنماط نومه وحركته.
تشير تقارير “منظمة الصحة العالمية” إلى أن معدلات الوفيات الناتجة عن أمراض القلب والسرطان ستنخفض بنسبة 58% بفضل هذا التنبؤ المبكر، بينما ستُجرى 95% من العمليات الجراحية المعقدة عبر روبوتات جراحية عالية الدقة، بمعدل خطأ أقل من 0.02%.
تتنبأ “اليونسكو” بأن أنظمة التعليم التوليدية ستغطي 92% من المؤسسات التعليمية عالمياً بحلول 2040، المعلم الافتراضي سيتحول إلى خبير لغوي، ونفسي، وموجه شخصي، يرافق الطالب من عمر الطفولة حتى التخرج.
وسيتم قياس التحصيل العلمي ليس من خلال الدرجات، بل عبر أنظمة تقييم ذكية تعتمد على تحليل الأداء العاطفي، والمهارات الحياتية، والتفاعل الإبداعي.
في عام 2040، ستُدار أكثر من 70% من المدن الكبرى حول العالم بواسطة شبكات ذكاء اصطناعي متصلة، تتحكم في الكهرباء، المرور، الأمن، والمياه.
ستُحقق هذه الأنظمة خفضاً بنسبة 67% في حوادث السير، و50% في استهلاك الطاقة، و80% في زمن انتظار المواصلات العامة.
في مجال الإعلام، ستنتج الخوارزميات 85% من المحتوى الإخباري والفني المعروض عالمياً، بما في ذلك التقارير المصوّرة، الأغاني، وحتى النصوص السينمائية.
في القضاء، ستُستخدم أنظمة الذكاء الاصطناعي في صياغة الأحكام القانونية الأولية، وقد تعتمد 56 دولة على “المساعد القضائي الذكي” في إصدار أحكام في القضايا البسيطة.
أما في العلاقات الاجتماعية، فسيتم تسجيل أكثر من 500 مليون علاقة صداقة أو زواج تمت عبر وسطاء ذكاء اصطناعي، وسيُرافق الإنسان مساعد شخصي افتراضي يفهم عواطفه، تاريخه، حالته النفسية، ويقدّم له دعماً لحظياً على مدار الساعة.
مع كل هذه القفزات، سيفتح العام 2040 الباب لسؤال وجودي:
هل نعيش في ذروة الإنسانية… أم في بدايات ما بعد الإنسان؟ وهل سنحتاج في المستقبل إلى قوانين حقوق الخوارزميات كما احتجنا يوماً إلى قوانين حقوق الإنسان؟.
2040 ليس عام التكنولوجيا فقط، بل عام إعادة تعريف الإنسان نفسه.
وفي هذا المشهد المتسارع، سيكون الفارق بين من يقود الآلة ومن تقوده… مجرد “أمر هندسي”.
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرام: النعيم نيوز
لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التالي: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية
كما يمكنك أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرام: النعيم نيوز