اخبار اسلامية
أخر الأخبار

ملخص خطبتي صلاة الجمعة في كربلاء بإمامة الشيخ حسن الغزي

أقيمت صلاة الجمعة المباركة، بمسجد جنات النعيم في كربلاء المقدسة، بإمامة الشيخ حسن الغزي.

 

وفيما يلي ملخص خطبتي صلاة الجمعة، وتابعتهما “النعيم نيوز”:

بسم الله الرحمن الرحيم

الخطبة الأولى: قال تعالى: (وَلَوْ أَرَادُوا الْخُرُوجَ لَأَعَدُّوا لَهُ عُدَّةً وَلَكِنْ كَرِهَ اللَّهُ انْبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ الْقَاعِدِينَ لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالاً وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ)، تتحدث الآية الكريمة الأولى عن فئةٍ معينةٍ من المنافقين الذين لم يبادروا إلى تلبية نداء الجهاد وتباطؤوا وتكاسلوا في الخروج إلى القتال، وبسبب هذا الخذلان وهذا التكاسل في الدفاع عن بيضة الإسلام ثبطهم الله تعالى عن أداء هذه الطاعة العظيمة، وسلب توفيقهم من نيل أجرها وفضيلتها فأصبحوا مع الخوالف والقاعدين عن نصرة الحق، ولم يكتفوا بذلك بل راحوا يزرعون الفتنة والشائعات المغرضة بين صفوف المسلمين الماكثين في المدينة.

والمراد من معنى الفتنة هنا هو التفرقة واختلاف الكلمة، وكلمة (سمّاعون) مفردها (سمّاع) وهي تُطلق على مَن يسمع كثيراً دون تروٍّ أو تدقيق، فيصدِّق كل كلام يسمعه، ويطلق هذا المصطلح أيضاً على الجاسوس الذي يعمل بما يؤمن مصالح العدو، وذلك من خلال التجسس على المسلمين وجمع الأخبار للمنافقين.

ومن الجدير بالذكر أنه مهما كان الإعلام المعادي قوياً ومهيمناً، ومهما علا صوت المرجفين والمشككين فإنه لا يُشكل خطراً على أبناء الأمة إلا إذا كانوا (سمّاعون) ومنبهرين وواثقين لأقوالهم وإشاعاتهم الكاذبة، وعلاج ذلك هو عدم السماع لهؤلاء المنحرفين، والتسلح الكافي بالوعي والبصيرة والتمسك بتعاليم القيادة الربانية المتمثلة اليوم بالمرجعية الدينية الرشيدة التي هي صمام الأمان من غسيل الأدمغة ومن الغزو الثقافي والإعلامي، الذي هو أحد أخطر أنواع الحرب الناعمة في الزمن المعاصر. وقد جاء في الرواية الشريفة: (ففرض على السمع أن لا تصغي به إلى المعاصي..).

الخطبة الثانية:

من الدروس والعِبر التي نستفيدها من الآيتين الكريمتين محل البحث ما يلي:

الدرس الأول: لابد من الإعداد والاستعداد عندما يروم الفرد القيام بأمر معين، وهذه قاعدةٌ عامة يؤسسها القرآن الكريم لكل غرض يريد الإنسان تحقيقه، فالنية وحدها لا تكفي بل لابد من السعي بمقدار الهدف المنشود.

الدرس الثاني: إن الله عز وجل ينتدب عباداً يخصهم بطاعته ويوفقهم لنصرة دينه في حين إنه جلَّ شأنه يُثبط آخرين عنها، وهذا ما يحصل في كلِ جيلٍ وفي كلِ عصرٍ لأنها سُنة ثابتة من سُنن الله تعالى، ومن أمثلتها في زمننا المعاصر هو نصرة الجموع المؤمنة لنداء المرجعية الرشيدة التي تأتي كل عامٍ لكي تُحيي ذكرى شهادة الصديقة الطاهرة فاطمة الزهراء (عليها الصلاة والسلام)، وتشيع نعشها الرمزي في الثالث من جمادى الآخرة.

وكذلك بعض المؤمنين الذين وفقهم الله تعالى لنصرة القانون الجعفري وحاولوا بكل ما أوتوا أن يُسَن ويشرع في البلاد، رغم المحاولات لإجهاضه.

الدرس الثالث: إن الله عز وجل لم يذكر في كتابه العزيز إنه يكره الكافرين أو الفاسقين أو الظالمين، بل تجد إنه يقول جلَّ شأنه انه لا يحب الكافرين والمنافقين والفاسقين والظالمين ونحو ذلك والنتيجة واحدة، ولعل سبب ذلك هو أن عدم التصريح بلفظ (الكُره) هي من أدب الحوار والتصريح الذي ينبغي أن نتعلمه من القرآن الكريم، في حين إنه سبحانه يذكر صراحة كراهته للأفعال السيئة للإنسان.

الدرس الرابع: قد نرى بعض الأمور حسب الظاهر فيها سوءاً وشراً إلا أن الحقيقة التي تغيب عنا أحياناً أنها تستبطن الخير لنا دون أن نعلم، لذا فقد يكره الإنسان شيئاً وهو خير له، وبالعكس فمثلاً هؤلاء المنافقون عندما أذن لهم الرسول (صلى الله عليه وآله) بالقعود فرحوا لأنهم – حسب ظنهم – حفظوا حياتهم من الموت ومن التعب ومن بذل المال والجهد ونحو ذلك، في حين أن هذا الأمر هو شر لهم لأنهم أضاعوا فرصة عظيمة وأجراً ودرجة كبيرة، ومن جهة أخرى على المؤمنين أن لا يحزنوا بترك بعض الناس الالتحاق بصفوف المجاهدين، لأن عدم وجودهم وإذن رسول الله (صلى الله عليه وآله) لهم بالبقاء في المدينة، فيه خير ومصلحة للمسلمين لأنهم لو جاءوا لزادوهم خبالاً وبثوا الفتنة بين صفوف جيش المسلمين، لذا علينا أن نكل الأمور إلى القيادة الصالحة، ومن ناحية أخرى علينا الاتكال على الله تعالى ولا نأخذ بالظاهر فقط.

الدرس الخامس: في عصرنا الحاضر يوجد الكثير ممن يبث سمومه وأباطيله عبر وسائل الإعلام والتواصل كيداً بالإسلام والمسلمين، فلهذا يجب التثبت من الأخبار الواردة إلينا قبل نشرها، لأننا قد نعمل عمل المنافقين من حيث لا نعلم.

الدرس السادس: ليس جميع المسلمين يدرکون الخطر الذي يشکله المنافقون، فبعض البسطاء تنطلي عليهم أقاويلهم ويتأثرون بها بسرعة لأنهم(سَمَّاعُونَ لَهُمْ)، وقد جاءت هذه المفردة بصيغة المبالغة أي أنهم يسمعون بكثرة كما أنهم يسمعون بلا وعي، فكما أن علينا الحذر من المنافقين، فكذلك يجب علينا الحذر من الطوائف غير المحصنة بالوعي والبصيرة من المسلمين، الذين هم في الحقيقة أُذن تسمع ولا تعي.

الدرس السابع: إن الله تبارك وتعالى يُسلي المؤمنين بهذه الآيات الكريمة، لئلا يحزنوا بسبب تخلف جماعة من المنافقين عن المشاركة معهم في قتال الأعداء، فعلينا أن نركز على النوعية لا على الكمية والكثرة في أعداد جيش المسلمين، فجند الإسلام يجب أن يکونوا مخلصين في نواياهم، وإن جهاد الأعداء والغلبة عليهم ليس بالضرورة أن يتحقق بسبب كثرة عدد جنود المسلمين، قال تعالى: (كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ).

الدرس الثامن: إن تحركات المنافقين لتحقيق نواياهم الخبيثة سريعة للغاية، كما أن حضورهم في الجبهات مدعاة لإضعاف معنويات جند الإسلام وموجب للفرقة وزرع الفتن بينهم، وكذلك لمن يبتغي قيام الليل ويريد أن يكون من أهل طاعة الله ويتقرب إليه بالعبادة والتهجد في أوقات السحر ويؤدي صلاة الفجر في وقتها، أن يُعد لهذا الأمر السامي العُدة اللازمة له، من خلال النوم المبكر وتخفيف وجبة العشاء والدعاء بالمأثور الذي يعينه على الاستيقاظ مبكراً، ناهيك عن النية الخالصة والهمة العالية التي ينبغي أن يستبطنها لكي يوفقه الله سبحانه وتعالى لهذه الطاعة، وإذا لم يوفق لقيام الليل مع كل هذه التحضيرات، فعليه أن يراجع ويحاسب نفسه ويبحث عن الذنب الذي سلبه توفيق الطاعة وبسببه (كره الله انبعاثه لقيام الليل ولمناجاته وأصبح في زمرة النائمين).

ويروى أن أحدهم سأل الإمام أمير المؤمنين (ع) عن سبب عدم توفقه لقيام الليل، فقال له الإمام (ع): (أنت رجل قد قيدتك ذنوبك)، وكذلك الحال بالنسبة إلى الإعداد والتهيئة المسبقة واللازمة للأعمال العبادية في يوم الجمعة، فقد ورد استحباب أن يتهيأ المؤمن للجمعة من يوم الخميس، بالمبادرة إلى بعض الأعمال والمستحبات، كالنظافة والاستحمام، والإكثار من الدعاء، وزيارة النبيّ (صلى الله عليه وآله) والأئمة من أهل بيته (ع)، خصوصاً زيارة الإمام الحسين (ع)، فقد روى جابر بن يزيد عن أبي جعفر (ع) قال: قلت له: قول الله عز وجل: (فاسعوا إلى ذكر الله)، قال (ع): (اعملوا وعجّلوا فإنه يوم مضيّق على المسلمين فيه، وثواب أعمال المسلمين فيه على قدر ما ضيّق عليهم، والحسنة والسيئة تضاعف فيه)، قال: وقال أبو جعفر (ع): (والله لقد بلغني أنّ أصحاب النبيّ (صلى الله عليه وآله) كانوا يتجهّزون للجمعة يوم الخميس، لأنه يوم مضيّق على المسلمين)”.

 

 

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرامالنعيم نيوز

لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التاليالنعيم نيوز

كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا علىقناة النعيم الفضائية

كما يمكنك أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرامالنعيم نيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى