اقيمت صلاة الجمعة المباركة في قضاء أبي الخصيب ومسجد وحسينية الإمام المهدي عليه السلام، بمنطقة أبو كوصره، بإمامة الشيخ صلاح الأسدي.
وذكر مراسل “النعيم نيوز” ان موضوع الخطبة الاولى كان: الصراع الحديث وحرب الجيل الخامس خطر يستدعي اليقظة والتوحد.
وألقى الشيخ صلاح الأسدي، إمام وخطيب جمعة قضاء أبي الخصيب، خطبته التي تركزت على ما وصفه بـ “الصراع الحديث وحرب الجيل الخامس”.
وأشار، إلى أن أعداء الإسلام يستمرون في إشعال الحروب ونشر الفساد، مستشهدًا بالآية القرآنية: “وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ” [المائدة: 64].
وتناول الشيخ الأسدي، تطور الحروب عبر الأجيال، موضحًا أن العالم يشهد حاليًا حرب الجيل الخامس، التي تتضمن استخدام أساليب مثل التضليل، والهجمات الإلكترونية، والهندسة الاجتماعية.
كما حذر، من أدوات هذه الحرب، مثل الغزو الثقافي والفكري، والحرب الاقتصادية، والحرب البايولوجية، والحرب البيئية، إضافة إلى نشر المخدرات، وبناء القواعد العسكرية للتأثير في السيادة السياسية.
وأكد الشيخ الأسدي، على خطورة التطبيع الاجتماعي وتأثيراته السلبية في تغيير هوية المجتمع، محذرًا من القبول بالعادات والممارسات المخالفة للقيم الإسلامية.
وفي الختام، شدد على مسؤولية الحكومة في مواجهة هذه المخاطر من خلال الحفاظ على أمن الدولة والمجتمع، ودعا إلى إقامة حكم رشيد يكسب ثقة الشعب، كما دعا الحوزة والنخب المثقفة إلى تنوير المجتمع وتوعيته. ختم خطبته بالدعاء لله لتحقيق دولة كريمة تُعز الإسلام وأهله
اما الخطبة الثانية فكانت: خطر الانغماس في الملهيات والمسكرات الخفية يستدعي الحذر والتركيز على بناء الروح.
وحذر الشيخ صلاح الأسدي، من خطورة الانغماس في الملهيات والمسكرات الخفية التي تلهي الإنسان عن ذكر الله وحقيقة وجوده. واستشهد في خطبته بالآية الكريمة: “لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ”، معتبرًا أن مفهوم “السكر” يشمل ليس فقط الخمر بل يمتد ليشمل كل ما يبعد الإنسان عن الحقيقة ويدفعه للتشتت والغفلة.
وأوضح، أن القرآن الكريم نهى عن الخمر والمسكرات بشكل صريح، مبينًا أضرارها الجسيمة على الإنسان، واستشهد بقوله تعالى: “إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ”، مشيرًا إلى أن هذه النصوص تدعونا للتفكر في تأثير كل ما يستهلكنا أو يشغل عقولنا عن الوعي الصحيح.
كما تطرق، إلى أشكال أخرى من المسكرات الخفية، مثل الانغماس المفرط في وسائل التواصل الاجتماعي والألعاب الإلكترونية، مؤكدًا أن هذه الملهيات تؤثر سلبًا على الجهاز العصبي والنفسي، وقد تؤدي إلى حالات من الغفلة التي حذر منها الأئمة الأطهار عليهم السلام.
وألقى الضوء على روايات عن الإمام علي عليه السلام، التي تشير إلى خطورة “سكر المال” و”سكر القدرة” و”سكر العلم”، مؤكدًا أن الغرور في هذه الأمور يؤدي إلى فقدان الحكمة والعقل، إذ قال عليه السلام: “ينبغي للعاقل أن يحتَرس من سكر المال وسكر القدرة وسكر العلم وسكر المدح وسكر الشباب”.
وفي ختام خطبته الثانية، دعا الشيخ الأسدي إلى ضرورة أن يستعيد الإنسان وعيه بالابتعاد عن كل أشكال السكر الحسي والخفي، وتوجيه حياته نحو طاعة الله وذكره، مشددًا على أن هذا هو السبيل لتحقيق إنسانية الإنسان وتوجيهه نحو مسار الصلاح والخير.