حذّر الشيخ حسن الصفار، من الأمراض التي تفتك بالقلب العضلي والمعنوي، فيما دعا لاتباع الإجراءات الوقائية والاستشارات الطبية، للحفاظ على صحة القلب العضلي، وبالالتزام الديني والابتعاد عن المعاصي، للحفاظ على القلب المعنوي، وذلك بمناسبة مرور يوم القلب العالمي، خلال الأسبوع الماضي.
وأوضح الشيخ الصفار، ذلك، خلال خطبة الجمعة في مسجد الرسالة بالقطيف شرقي السعودية بعنوان: “القلب إبداع الخالق وسرّ الحياة”، وتابعتها “النعيم نيوز”، قائلاً: إن “هناك معنيين وإطلاقين للقلب في ثقافة مختلف المجتمعات البشرية، وهناك القلب العضلي الموجود في القفص الصدري على الجانب الأيسر منه، ومهمته ضخّ الدم إلى أنحاء الجسم”.
وتابع: “وهناك القلب المعنوي، ويقصد به قوة الإدراك والفهم، ومركز العواطف المختلفة، كالحب والبغض والميل والنفور والخوف والشجاعة، وسائر العواطف والمشاعر، وهو بهذا المعنى مرادف لإطلاق النفس، وقد يعبّر به عن العقل”.
وأبان الشيخ الصفار، أن “الاحتفاء بيوم القلب العالمي الذي تأسس في عام 1999م، ثم اعتمد يوم 29 سبتمبر/أيلول من كل عام، يقصد منه القلب بالمعنى الأول. والنصوص الدينية تتحدث عن القلب غالبًا بالمعنى الثاني”.
وأكمل: “إنّ لإدارة شخصية الإنسان مركزين، مركز معني بإدارة حركة جسمه وهو القلب العضلي، ومركز معني بإدارة البعد الروحي والنفسي والفكري، ويطلق عليه القلب أيضاً، كما يطلق عليه الروح والنفس والعقل، التأمل في عظيم خلق الله”.
ومضى الشيخ الصفار، يقول: “حين يتأمل الإنسان ما كشفه العلم الحديث عن دور القلب العضلي في حياة الإنسان، يدرك شيئاً من عظيم قدرة الله تعالى وإبداعه”، مضيفاً: “يستمر القلب العجيب في عمله الجبار دون هوادة ولا توقف للحظة واحدة من ليل أو نهار، حتى تنتهي الحياة”.
وذكر، أن “حجم القلب عند كل شخص بحجم قبضة يده، ويزن قلب الشخص المكتمل النمو من 250 إلى 350 جراماً، كما ذكر علماء التشريح”.
وأكد الشيخ الصفار، أن “عمل القلب يبدأ مبكراً في حياة الإنسان منذ اليوم الثاني والعشرين من تلقيح البويضة، وهو أول الأعضاء تكوناً وخلقاً وآخرها توقفاً وموتاً”، موضحاً أن “القلب يضخ حوالي 4.7 لتراً من الدم في الجسم كل دقيقة، وحوالي 7.600 لتراً يومياً، أما في حالة الركض والعمل الشاق فإنه يضخ حوالي عشرين لتراً من الدم في الدقيقة، وينبض في الدقيقة من 60إلى 100 نبضة”.
وأشار، إلى أنّه “على الإنسان أنْ يستحضر عظمة الخالق جلّ وعلا، وقدرته من خلال التأمل في مظاهر هذا الإبداع والإتقان التكويني، وعليه أن يشكر الله تعالى على نعمة إيجاده وخلقه في أحسن تقويم، وتزويد جسمه بهذه الأجهزة الدقيقة”.
ولفت الشيخ الصفار، إلى أنه “من ناحية أخرى، فإنه على الإنسان أن يحافظ على هذه النعم برعايتها وحمايتها وسلامتها والاستفادة المثلى منها، فجسمك بكل أجهزته وأعضائه أمانةٌ عليك أن تحافظ عليها، وعليك أن تهتم بصحة قلبك، وتحميه من الأمراض والعوامل التي تسبب الخلل في كفاءته”.
واستعرض، “وصايا الأطباء والأخصائيين في هذا المجال، والإجراءات الوقائية المتبعة للحفاظ على صحة القلب، كالحفاظ على مؤشر كتلة الجسم لتكون تحت السيطرة، وضمن الوزن الطبيعي، تجنباً للسمنة وزيادة الوزن”.
وأضاف الشيخ الصفار: “كذلك مراقبة ارتفاع ضغط الدم وارتفاع مستوى الكولسترول، عبر الفحص المبكر، وتناول الأدوية، عندما يتم التشخيص، وتجنب الخمول، واختيار نمط حياة نشط، فيه حركة وبذل جهد بدني، لا يقل عن ٣٠ دقيقة يومياً”.
ونوه، إلى أنه “كما على الإنسان أن يلتزم بنظام غذائي صحي متوازن، ويتجنب التدخين والكحول، ويراقب صحة قلبه من خلال برامج الاستشارة والتوعية”، داعياً “لإدارة التوتر، وتقليل الضغوط والأزمات النفسية”.
وبيّن الشيخ الصفار، أن “القرآن الكريم تحدث عن صحة القلب المعنوي وسلامته، كما تحدث عن أمراضه وأسقامه، وهناك (12) آية تتحدث بهذا التعبير ﴿فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ﴾”.
وقال: إنّ “الأنانية المفرطة، والحسد والضغينة والتّكبر، واتباع الأهواء والشهوات، كلها أمراض تفتك بقلب الإنسان المعنوي، وتمثل ضغوطاً مؤذية لقلبه العضلي”، مردفاً بالقول: “كما أنه على الإنسان أن يراقب صحة قلبه العضلي، من خلال التوعية والاستشارة والفحوصات، فإن عليه أن يراقب صحته الروحية والنفسية، من خلال التزامه الإيماني والأخلاقي، وعبر محاسبة النفس”.
وختم الشيخ الصفار، بالقول: “كما يحتاج الإنسان إلى بذل جهد بدني للحفاظ على لياقته وصحته الجسمية، فإن عليه أن يبذل جهداً في ترويض نفسه وتهذيبها، بالكف عن المعاصي والذنوب، واتباع الأهواء والشهوات”.
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرام: النعيم نيوز
لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التالي: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية
كما يمكنك أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرام: النعيم نيوز
