خطبتا جمعة بإمامة الشيخ نعمة المنصوري في جامع الرسول (صلى الله عليه وآله)
اقيمت صلاة الجمعة المباركة، في القرنة جامع الرسول صلى الله عليه وآله ،في حي الجمعة بأمامة الشيخ نعمة المنصوري.
وكانت الخطبة الاولى تحت عنوان
(الرحمة قيمة اساسية في الاسلام)
تيمنا بميلاد الرسول الاكرم صلى الله عليه وآله نتكلم عن خصلة الرحمة ومكانتها في المنظومة الاسلامية ووجدنا انها تمثل المحور على المستوى التكويني والتشريعي في الاسلام
وممايدل على الاول ( التكويني) قوله تعالى في سورة هود
( الا من رحم ربي ولذلك خلقهم)
وما يدل على الثاني اي التشريعي قوله تعالى ( وماارسلناك الا رحمة للعالمين)
فمحورية الرحمة في الاسلام واضح في الايتين معا
وقد استخدم القران اسلوب الحصر والقصر لايضاح هذا المطلب
ومما يؤسف له اليوم ان هذا التراث العظيم الذي يحمله الاسلام المحمدي الاصيل لم يعرض على الناس بالشكل الكافي واللائق بل عرضت صورة تشوه هذاالرحمة الالهية العظيمة
وراحت الناس تقتنع بان النظام الغربي الديمقراطي هو المصداق الحقيفي للرحمة
والحقيقة ان هذا ليس بصحيح فان النظام الغربي نظام قائم على المصالح فبمجرد ان تختلف معهم في فكرة فهم على استعداد ان يمحوك من الوجود
وماالحربين العالميتين الا شاهد على قسوتهم بل فيما بينهم ايضا فالتمييز العنصري والاهانة والقتل بين السود والبيض شاهد حي ومعاصر على عدم رحمتهم وعدم احترامهم لبني البشر
ثم اشار الخطيب في خطبته الى اشكال ملخصه اذا كنتم تدعون انكم اهل الرحمة ايها المسلمون فلماذا دينكم يدعو الى قطع يد السارق او القصاص من القاتل او لماذا تشرعون الجهاد والاعتداء على الاخرين
وهذا كله خلاف الرحمة
وفي مقام الجواب نقول
ان نظام العقوبات في الاسلام هو نظان يندرج تحت عنوان الرحمة لانه يحافظ على التعايش السلمي في المجتمع
ولك ان تتصور ان المجرم يفعل مايريد من دون رادع فماذا يكون؟
او تصور نظام مروري من دون ضريبة على المخالفة كيف يكون السير
تصور مباراةكرة قدم ليس فيها انذار اصفر او احمر كيف يكون حال اللاعبين وهكذا الامثلة كثيرة
فنظام العقوبات في الاسلام هو رحمة كبيرة للمجتمع
فياايها المستشكل لا تخرج هذه الجزئية من النظام العام المتكامل للاسلام بل انظر اليها كجزئية من منظومة وستجد صحة مانقول اما عزلها عن غيرها والتشبث بها فهذا ليس بصحيح وفيه ظلم كبير
فالاسلام دين الرحمة ومحمد صلى الله عليه وأله نبي الرحمة بعث بها لجميع البشر وكل ياخذ منها حسب استحقاقه
اما في الخطبة الثانية
فان عنوانها حب الدنيا راس كل خطيئة
وكانت عبارة عن موعظة تناول فيها مجموعة من الايات والروايات واكد فيها ان المؤمن لا بد ان يبذل جهدا لنيل الاخرة ورضوان الله تعالى اما الدنيا فهي زائلة مهما ملك فيها الانسان من جاه ومال
ثم تمثل بأبيات الشريف المرتضى
راحل انت والليالي نزول. ومضر بك البقاء الطويل
غاية الناس في الزمان فناء وكذا غاية الغصون الذبول
لايبالي الحمام اين ترقى. بعدما غالت ابن فاطم غول
فالدنيا زائله ولايبقى الا ماعند الله عز وجل
وذكر قول الله عز وجل
(زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والانعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب )
فالدنيا بجميع ملذاتها زائلة ولايبقى الا ماعند الله
والحمد لله رب العالمين