كتب السفير جواد الهنداوي.. ماهي خصوصيّة الزيارة وبماذا تتميّز عن ما سبقها من زيارات لكل من الرئيس الأسبق نجاتي و الرئيس الأسبق خاتمي؟
أولاً، تتميّز بانها أول زيارة خارجية للرئيس بعد تسنمّه رسمياً المهمّة.
وثانياً، بانها زيارة للعراق، لكل العراق، وليس فقط إلى بغداد، حيث يزور البصرة و أربيل وكربلاء والنجف.
وثالثاً، تتميّز بأختلافها عن زيارة نظيرة وخصمه، الرئيس الأمريكي السابق، ترامب، للعراق بتاريخ 2018/12/28، والتي أثارت استياء العراقيين شعباً و حكومةً و أحزاباً، حيث مساحة ومكان زيارته لم يتعديا قاعدة عين الاسد العسكرية، ولم يلتقْ بالسيد رئيس مجلس الوزارء، آنذاك، عادل عبد المهدي، الذي رفض لقاءه في قاعدة عسكرية أمريكية، و اكتفى الطرفان بمكالمة هاتفية لتناول جدول الأعمال .
وتجدر الاشارة، إلى ما يجول في الخاطر من مقاربات، عند المقارنة بين زيارة رؤساء إيران، وزيارة رؤساء امريكا للعراق:
اولا، في زيارة الرئيس الإيراني للعراق، يتعادل الطرفان (الأمريكي والايراني) في عدد الرؤساء الذين زاروا العراق؛ اربعة زيارات أمريكية للرئيس بوش الابن ( عام 2003، عام، وعام 2006، وعام 2007 قاعدة عين الاسد، وعام 2008، والتي تعرّضَ خلالها، الرئيس بوش الابن، إلى رشقة حذاء من الصحفي منتظر الزيدي، وزيارة للرئيس اوباما عام 2009، و آخر زيارة للرئيس ترامب عام 2017 .
كذلك ثلاث رؤساء ايرانيون زاروا العراق، الرئيس نجاتي، والرئيس خاتمي و الرئيس مسعود بز شكيان.
ثانيا، تاريخ زيارة الرئيس الإيراني إلى العراق 11/ ايلول، تتزامن مع تاريخ ذكرى حوادث ١١ / سبتمر في أمريكا، و التي على أثرها قررت امريكا غزو العراق.
هل هذه المقاربات هي مشيئة القدر، ام مشيئة السياسة، ام “لا تقلْ شئنا فأنَّ الحظَ شاء”؟
حرصَ الرئيس الإيراني ان تكون زيارته لكل العراق، من كردستانه إلى جنوبه. زيارته لأربيل تدّلُ على رضا إيران عن التعاون الامني بين اقليم كردستان والعراق، و تؤشر إلى مرحلة جديدة في علاقات إيران مع الاقليم، يسودها التعاون وحفظ الحدود الإيرانية بين بغداد وأربيل و طهران.
يبدوا انَّ زيارة الرئيس الإيراني إلى بغداد جاءت في الوقت المناسب، لعلها تخفّف من حدة التوتر في العلاقات او المواقف بين اركان الاطار من جهة و السيد رئيس الوزراء من جهة اخرى، على اثر اكثر من أزمة ( ازمة سرقة القرن و تداعياتها، ازمة النزاهة و القضاء، وازمة التصنّت وجوحي)، هي ازمات ذات شأن داخلي، بكل تأكيد، ولكن لايران قدرة على تخفيف حدّة الأزمات او ترطيب الاجواء بين الكتل السياسية، ليس فقط عند المكون الشيعي، وانما عند المكّون الكردي وحتى عند المكوّن السني.
كان ممكن للرئيس الإيراني ان تكون اول زيارة له لدولة عظمى، حليفة وصديقة، كروسيا او الصين، ولكنه فضّلَ على مايبدوا ان تكون زيارته اقليمية وفي المنطقة، وفيها إشارة إلى اهتمام ايران بعلاقاتها في المنطقة، وهذا ما تؤكَد عليه تصريحات كافة المسؤولين الإيرانين، وفي مقدمتهم الرئيس الإيراني و السيد وزير خارجية إيران عباس عرقجي.
بطبيعة الحال، بين أيران و العراق علاقات اقتصادية و تجارية متطورة، وعلاقات أمنية وعسكرية، واتفاقات استراتيجية في كل المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها، جميعها ستكون على مائدة اللقاءات في بغداد وفي أربيل.
لن يدق جرس الإنذار الأمريكي من هذه الزيارة، امريكا ليست قلقة او متخوفة من هذه الزيارة لاسباب: امريكا منهمكة ومتعبة حالياً جرّاء مغامرات و دلال نتنياهو، وانشغالها في الانتخابات، و اطمئنانها من توجهات الرئيس الإيراني وتصريحاته المتكررة عن السلام و الامن والاستقرار والتعاون الدولي، كذلك ادراك الايرانيين للنصيحة بأنْ لا يقعوا في الفخ المرسوم لهم وللمنطقة من قبل نتنياهو و الصهيونية .
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرام: النعيم نيوز
لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التالي: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية
كما يمكنك أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرام: النعيم نيوز