مقالات
أخر الأخبار

أطفالٌ كبار

كتب طالب سعدون: العطاء لا يقتصر على الكبار فقط، بل للصغار حصتهم وقد تكون بتميز أكبر، وهذا موضوع مهم ينبغي أن نغرسه في عقول الأطفال، ونعلِّم الصغار عليه في البيت والمدرسة وفي ساحة اللعب والحديقة، وفي المحن أيضاً كما هم أطفال غزة، مضت أشهر تقترب من السنة، وهم يواصلون العطاء والصبر قدموا فيها درساً بليغاً للكبار.. من يستمع إليهم وهم يتحدثون بهذه الفصاحة والقدرة على التعبير عن معاناتهم ويقينهم بالنصر، يدرك أنهم بخير وعدوهم زائل لا محال.

 

هم سعداء لأنهم بهذا المستوى من العطاء، السعادة ليس فيما تملك بل بمستوى قيمته في العطاء، حبذا أن تكون مادة تدرس لأطفالنا، ويكون أطفال غزة عنوانها، والعطاء بصورة عامة لا يقتصر على المال، فقد يكون العطاء المعنوي أبلغ تأثيراً ووقعاً في النفس، الابتسامة، السلام والتحية، الكلمة الطيبة، التعاون، المحبة، كلها عطاء.

درس آخر مفيد قدمه صغار من أفريقيا الفقيرة في تقسيم العالم للدول، درس للكبار عن التكافل والتعاون والابتعاد عن الأنا المذمومة خلاصته: قام أحد علماء الانثروبولوجيا بعرض لعبة على أطفال أحد القبائل الأفريقية البدائية، وذلك بوضع سلة من الفواكه اللذيذة، قرب جذع شجرة وقال لهم: إن أول طفل يصل إلى الشجرة سيحصل على السلة بما فيها، وعندما أعطاهم إشارة البدء تفاجأ بهم، وهم يسيرون سوية، يمسكون بأيدي بعضهم، حتى وصلوا إلى الشجرة وتقاسموا الفاكهة، وعندما سألهم لماذا فعلتم ذلك، فيما كان بإمكان أي واحد منهم الحصول على السلة بمفرده، وتكون له وحده فقط؟ أجابوه بتعجب.. كيف يستطيع أحدنا أن يكون سعيداً فيما يكون الباقون تعساء؟.

العطاء ليس له حدود.. يبدأ من إماطة الأذى عن الطريق، ويصعد إلى التضحية بالنفس والمال من أجل هدف نبيل سام، ولا قيمة للحب بلا عطاء، والعطاء لا يقتصر على الشباب فقط بل لكبار السن حصتهم المتميزة أيضاً، كل مراحل الإنسان جميلة بما فيها شتاء عمره.. أليس الشتاء فصلاً مهماً كبقية الفصول، فلماذا نحاول أن نلغي هذا الفصل من أعمارنا بحجج غير منطقية، ما دام فينا قلب ينبض، وعروق تجري فيها الحياة؟.

كل فصول السنة جميلة، وإن كان الربيع أجملها، بما في ذلك الشتاء، فهو جميل أيضاً لولا ارتجاف الفقراء من البرد كما يقول شكسبير، ومع ذلك فهو أحد فصول السنة، وفيه من الحياة والحركة والنشاط ما في الفصول الأخرى.

والعطاء لا يتوقف أبداً عندما يتعرض الإنسان إلى ابتلاء وامتحان في المرض أو الفقر أو أي مصيبة يتعرض لها، في حياته.

 

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرامالنعيم نيوز

لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التاليالنعيم نيوز

كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا علىقناة النعيم الفضائية

كما يمكنك أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرامالنعيم نيوز

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى