أعلنت مؤسسة ملتقى العلم والدين الثقافية، اليوم الأربعاء، عن إقامة مخيم الفتح الحسيني في الناصرية – حسينية السفراء الأربعة.
وذكر بيان للمؤسسة، تلقت “النعيم نيوز” نسخة منه، أن “برنامج المخيم شمل فعاليات معرفية وثقافية، مخيم الأصحاب، مخيم المعرفة، معرض الكتاب، الفتى الحسيني، البازار، ركن المرجعية، مجلس حسيني وحلقات إرشادية، بمشاركة الأستاذ في الحوزة العلمية الشيخ حيدر السعدي، الرادود أحمد الزينبي، القارئ حسين إياد، القارئ أحمد عاشور”.
وتطرق الشيخ السعدي، خلال محاضرة الليلة الأولى، وكانت بعنوان (صفات القيادة الحقة في القرآن الكريم)، إلى “قوله تعالى: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَ أَطِيعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّـهِ وَ الرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ ذلِكَ خَيْرٌ وَ أَحْسَنُ تَأْوِيلاً)”، مضيفاً أن “هذه الآية تبحث في واحدة من أهم المسائل الدينية وهي مسألة القيادة، وما هي صفات القيادة التي ينبغي أن نتبعها ونطيعها؟”.
وأشار، إلى أن “هذه الآية، تبين أن القيادة يجب أن تكون أولاً وبالذات لله تعالى، فإذا أردت اختيار أي قائد، فيجب أن تكون هذه القيادة والإتباع والطاعة تحت طاعة الله عز وجل، لأنه هو الحاكم الحقيقي لهذا الكون”، مردفاً بالقول: “ومن بعد طاعة الله تعالى، أطيعوا الرسول، وطاعته ليست منفصلة أو مستقلة عن طاعة الله عز وجل، (مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَما أَرْسَلْناكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً)، فطاعتنا وامتثالنا للرسول هي طاعة وامتثال لله تعالى”.
وأكمل الشيخ السعدي، “ثم تأتي المرتبة الأخرى وهي: طاعة أولي الأمر، وقد اتفق علماء الشيعة بلا خلاف بأن المراد من أولي الأمر هم أهل البيت (عليهم السلام)، وإن طاعة علي هي طاعة لرسول الله وطاعة الرسول هي طاعة الله عز وجل”.
وتحدث، عن “مسائل عدة:
1-هل مسألة وجود قائد ضرورية؟ أم يمكن أن نتخلى عنها؟
الجواب: إن وجود القائد أمر ضروري وحتمي ولابد من وجود قائد يسيّر أمور المجتمع، وينظر فيما يصلحهم، إذ يقول أمير المؤمنين (عليه السلام) لابن عباس: (أما بعد فلا يكن حظك في ولايتك مالا تستفيده، ولا غيضا تستشفيه، ولكن إماتة باطل وإحياء حق)”.
وأوضح الشيخ السعدي، “ما هي صفات القائد التي بينها القرآن الكريم؟
1-يجب أن يكون باختيار الله عزّ وجل أو من وكلهم الله عزّ وجل، 2-يجب أن يتوفر فيه العلم، ففي قوله تعالى: (وَقالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طالُوتَ مَلِكاً قالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنا وَ نَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَ لَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمالِ قالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفاهُ عَلَيْكُمْ وَ زادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَ الْجِسْمِ وَ اللَّـهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشاءُ وَ اللَّـهُ واسِعٌ عَلِيمٌ)، 3-أن يمتلك القائد مؤهلات أخلاقية وجسمية تعينه على أداء مهمته، ولا يكون عاجزاً، لا يتصف بأخلاق حسنة، 4-أن يكون رحب الصدر حسن الخلق، وأن لا تثار أخلاقه بسرعة، بل يجب أن تكون لديه سعة الصدر، (فَبِما رَحْمَةٍ مِنَ اللَّـهِ لِنْتَ لَهُمْ وَ لَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ)، 5-يجب أن يكون مراعياً لمصالح الناس وحريصاً عليهم وعلى حقوقهم، فالقيادة تربية وحفظ مصالح لا تسلط على الناس(فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَ شاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ)، 6-يجب أن يكون حازماً باتخاذ القرار، لا متردداً في قراراته (فَإِذا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ)”.
وتابع، “ووظيفة الفرد والمجتمع أن يختار القائد الذي تتوفر فيه المؤهلات، والنتيجة التي تعود علينا لو اتبعنا أصحاب المؤهلات هي الفوز في الدنيا والآخرة”.
ولفت الشيخ السعدي، إلى أن “المسألة الثانية: لا يجوز إطاعة وتمكين الكافرين والمنافقين والفاسقين، فإن الرحمة والعطاء الإلهيين تتنزل حين يطيع الناس الله تعالى ورسوله (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَ الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ)، وقوله تعالى: (وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنا وَ اتَّبَعَ هَواهُ وَ كانَ أَمْرُهُ فُرُطاً)، فمصير الناس في الدنيا والآخرة يحدد إختيارهم للقائد، في كل موقع، فإن أحسن الناس الاختيار فازوا في الدنيا والآخرة، وإن ساعدوا المنافقين والسارقين خسروا الدنيا والآخرة”.
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرام: النعيم نيوز
لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التالي: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية
كما يمكنك أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرام: النعيم نيوز
