أقيمت صلاة الجمعة المباركة، في جامع الجوادين (ع) بحي الإسكان مركز محافظة الديوانية، بإمامة السيد حيدر العرداوي.
وقال السيد العرداوي، في الخطبة الأولى، وتابعتها “النعيم نيوز”، “أعظم الله لكم الأجر والعزاء باستشهاد الإمام الحسين وأهل بيته وأصحابه (ع)، تمر علينا ذكرى حزينة في مثل يوم غد ألا وهي ذكرى دفن الأجساد الطاهرة لشهداء معركة الطف العظيمة”.
وأضاف، أن “العلماء اختلفوا في تحديد يوم دفن هذه الأجساد الطاهرة، فمنهم من ذهب إلى أن الأجساد الطاهرة تم دفنها في يوم الحادي عشر من المحرم، ومنهم من قال يوم الثاني عشر من المحرم، وأشهر الأقوال أن الأجساد الطاهرة تم دفنها يوم الثالث عشر من المحرم”.
وأشار السيد العرداوي، إلى أنه “لما رحل عمر بن سعد عن كربلاء وتوجه نحو الكوفة، خرج قوم من بني أسد كانوا نزولاً بالغاضرية إلى الحسين (ع) وأصحابه رحمة اللّه عليهم – بعد ما بلغهم رحيل عمر بن سعد – فصلّوا عليهم ودفنوا الحسين (ع) حيث قبره الآن، ودفنوا ابنه عليّ بن الحسين الأصغر (ع) عند رجليه، وحفروا للشهداء من أهل بيته وأصحابه الذين صرعوا حوله مما يلي رجلي الحسين (ع) وجمعوهم ودفنوهم جميعاً معاً، ودفنوا العباس (ع) في موضعه الذي قتل فيه على طريق الغاضرية، حيث قبره الآن، وقال أحد المؤرخين بعد ذكره لدفنهم: وكانوا يجدون لأكثرهم قبوراً ويرون طيوراً بيضاً”.
وأكمل، أن “الشيخ المفيد (رحمه اللّه) ذكر في كتابه الإرشاد، أسماء شهداء أهل البيت ثم قال بعده: وهم كلّهم مدفونون مما يلي رجلي الحسين (ع) في مشهده، تم حفر حفيرة لهم وألقوا فيها جميعاً وسوي عليهم التراب إلّا العباس بن عليّ (ع) فإنّه دفن في موضع مقتله على المسناة بطريق الغاضرية، وقبره ظاهر وليس لقبور إخوته وأهله الذين سميناهم أثر، وإنمّا يزورهم الزائر من عند قبر الحسين (ع) ويومئ إلى الأرض التي نحو رجليه بالسلام عليهم، وعلى عليّ بن الحسين (عليهما السّلام) في جملتهم، ويقال إنّه أقربهم دفناً إلى الحسين (ع)”.
وتابع السيد العرداوي: “فأما أصحاب الحسين (ع) رحمة اللّه عليهم، الذين قتلوا معه فإنهم دفنوا حوله ولسنا نحصل لهم أجداثاً على التحقيق والتفصيل، إلا أنا لا نشك أن الحائر محيط بهم، رضي اللّه عنهم وأرضاهم وأسكنهم جنات النعيم، يقول أحد العلماء: لا ينافي قول الشيخ مع القول بأنّ لحبيب بن مظاهر والحر بن يزيد، قبراً مستقلاً ومدفناً مستقلاً لأنّ قوله ذلك ناظر إلى أغلب الشهداء لا كلّهم”.
ومضى، بالقول: “وفي كامل البهائي: أنّ عمر بن سعد (لعنه اللّه) أقام يوم عاشوراء وغده إلى وقت الزوال، ووكل جمع من المشايخ والمعتمدين على الإمام زين العابدين (ع) وبنات أمير المؤمنين (ع) وسائر النساء وكنّ جميعهنّ عشرين إمرأة، وكان لزين العابدين (ع) في ذلك اليوم اثنان وعشرون سنة ولمحمد الباقر (ع) أربع سنين، وكان كلاهما في كربلاء فحفظهما اللّه تعالى”.
وأردف السيد العرداوي، قائلاً: “فلما سار عمر بن سعد إلى الكوفة، وصل جمع من بني أسد وهم قوم رحّل إلى كربلاء، فرأوا تلك الحالة، فدفنوا الحسين (ع) وحده ودفنوا عليّ بن الحسين (ع) عند رجليه، والعباس عند الفرات في المكان الذي قتل فيه، وحفروا لسائر الشهداء حفرة فدفنوهم معاً، ودفن الحر بن يزيد في موضعه الذي قتل فيه، دفنه أقرباؤه، ولا يعلم قبور الشهداء إلا بالجملة والقدر المتيقن أنّ الحائر محيط بهم”.
ولفت، إلى أن “الشيخ الشهيد قال في كتابه الدروس بعد ذكر فضائل أبي عبد اللّه (ع): (وإذا زاره، فليزر ولده عليّ بن الحسين وهو الأكبر على الأصح وليزر الشهداء وأخاه العباس والحرّ بن يزيد)، وهذا الكلام ظاهر بل صريح في كون قبر الحر بن يزيد معروفاً في عصر الشيخ الشهيد، وموصوفاً بصفة الاعتبار عنده، وهذا يكفينا في هذا المقام”.
وأوضح السيد العرداوي: “ونحن يجب أن نوضح أنه ثبت في محله أنّه لا يلي أمر المعصوم إلّا المعصوم، وأنّ الإمام لا يغسله إلّا الإمام ولو قبض إمام في المشرق وكان وصيه في المغرب لجمع اللّه بينهما، وهذا يوافق الأحاديث الصحيحة التي عند علمائنا الإمامية، بل هو جزء من أصول المذهب، فالقول بدفن قبيلة بني أسد للحسين (ع) يشير إلى ظاهر الأمر، لكنّ الواقع هو مجيء الإمام زين العابدين (ع) إلى كربلاء وتولّيه دفن أبيه”.
ونوه، إلى أنه “كما صرح بهذا إمامنا الرضا (ع) في احتجاجه على الواقفية، بل يستفاد من حديث (بصائر الدرجات) المروي عن الجواد (ع) أنّ رسول اللّه (صلى الله عليه وآله) كان حاضراً عند دفن الحسين (ع)، وكذلك أمير المؤمنين والحسن وعليّ بن الحسين وجبرئيل والروح والملائكة التي نزلت في ليلة القدر”.
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرام: النعيم نيوز
لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التالي: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية
كما يمكنك أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرام: النعيم نيوز