بغداد_النعيم نيوز
مع حلول شهر محرم الحرام، أخذت الاستعدادات الحكومية تسير بخطى حثيثة، وذلك بهدف تأمين الشعائر الحسينية، وتسهيل حركة الزائرين في كربلاء المقدسة وعموم المحافظات، خاصة في يوم عاشوراء، وصولاً إلى الزيارة الأربعينية.
وإلى جانب ذلك، فقد بدأت الهيئات والمواكب العزائية والخدمية في محافظة كربلاء المقدسة، استعداداتها، لاستقبال شهر محرّم الحرام، حيث يتجدد الحزن والألم بذكرى استشهاد الإمام الحسين بن علي (ع)، سبط النبي محمد (ص).
جهود حكومية
واستعداداً لزيارة محرم الحرام، أعلنت وزارة الداخلية، عن تأمين محافظة كربلاء المقدسة، بجميع القطعات الأمنية.
وفي مؤتمر صحفي، أكد وزير الداخلية، عبد الأمير الشمري، أنه تم تعزيز المحافظة بكافة القطاعات الأمنية، لتأمين نجاح الخطة الخاصة بشهر محرم الحرام، للسماح للزائرين بأداء الزيارة.
وأضاف، أنه حضرنا إلى كربلاء المقدسة، بناء على توجيهات رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني، والتقينا بمحافظ كربلاء ومسؤولي الحكومة المحلية، حيث ناقشنا جميع المتطلبات والخطط المعدة لزيارة محرم الحرام، وإسناد كربلاء المقدسة بالطاقة الكهربائية والصحة والخدمات، خلال الـ10 أيام الأولى.
وكان وزير الداخلية عبد الأمير الشمري، يرافقه نائب قائد العمليات المشتركة الفريق أول الركن قيس المحمداوي، قد وصلا صباح أمس السبت، إلى محافظة كربلاء، للاطلاع ميدانياً على آلية تطبيق الخطة الخاصة بشهر محرم الحرام.
وفي سياق متصل، تم عقد اجتماع أولي في وزارة الداخلية، برئاسة رئيس اللجنة العليا المشرفة على الزيارة الأربعينية، وصدرت عدة توجيهات، الهدف منها تأمين الزيارة وحماية للزائرين بكل انسيابية، حيث صرح قائد عمليات بغداد، الفريق الركن وليد خليفة التميمي، للوكالة الرسمية، أن قيادة عمليات بغداد، ستؤمن الحماية للزائرين بمناسبة شهر محرم الحرام، الذي يبدأ اعتباراً من يوم 1 محرم المصادف 8 تموز.
وستشمل الخطة، بحسب التميمي، تأمين جميع الأماكن الدينية التي تقام بها مراسيم محرم الحرام، وأيضاً تأمين زيارة العاشر من محرم الحرام، وسوف تقوم القيادة بتأمين طرق سير الزائرين سواء في 10 محرم الحرام، وخلال الزيارة الأربعينية، سوف يتم نصب المقار المسيطرة في مداخل بغداد، للسيطرة على تسهيل سير الزائرين من المحافظات المحاذية لبغداد.
فيما أشار محافظ كربلاء المقدسة، نصيف جاسم الخطابي، إلى جاهزية جميع الدوائر والأجهزة الأمنية، لاستقبال الزائرين، لافتاً إلى أن محافظة كربلاء المقدسة، وضعت جميع إمكانيتها لخدمة الزائرين.
وبدورها أعدت وزارة الصحة، خطة الإسناد الطبي الطارئة، بمناسبة حلول شهر محرم الحرام، وذكرى استشهاد الإمام الحسين (ع)، للعام 1446 هجرية.
وتتضمن خطة الوزارة، وفقاً لبيان صادر عنها، نشر المفارز الطبية والإسعافات والفرق الصحية وتهيئة طوارئ المستشفيات، وتوفير رصيد إضافي من الدم والأدوية والمستلزمات الطبية ونشر فرق الرقابة الصحية، بالتنسيق مع الجهات الأمنية، وبمشاركة دوائر مركز الوزارة ودوائر الصحة في بغداد والمحافظات.
من جانبها، بيّنت مديرية المرور العامة، أن هناك تنسيق مشترك عالٍ مع الأجهزة الأمنية والقيادات في بغداد والمحافظات، التي تشهد وفود الزائرين، سواء في بغداد أو كربلاء المقدسة والنجف الأشرف وباقي المحافظات، من أجل تأمين انسيابية حركة السير والمرور.
وقال مدير قسم العلاقات والإعلام بمديرية المرور العامة، المقدم محمد علي الحسون، في تصريح للوكالة الرسمية، إن مديرية المرور العامة، ستقوم بنشر مفارز المرور في الطرق الرئيسة والتقاطعات والساحات، حسب التوجيهات الصادرة من الجهات العليا.
ونوه، إلى أن هناك تأكيداً على مساعدة المواطنين، وأن يكون الأداء الأمثل للمنتسبين في المرور، والتعامل بالشكل الحسن والأمثل للزائرين.
استعدادات مبكرة
وقبل عدة أيام، بدأت حكومة كربلاء المحلية، استعداداتها المبكرة لإحياء المراسم الدينية الخاصة بشهر محرم الحرام، وهو ما أكده مدير الإعلام والاتصال الحكومي في المحافظة، توفيق الحبالي، قائلاً: إن جميع الدوائر الخدمية والصحية، باشرت أعمالها استعداداً لإحياء المناسبات الدينية الخاصة بشهر محرم الحرام، وتوفير جميع الخدمات للزائرين الكرام.
وبيّن مدير الإعلام والاتصال الحكومي في المحافظة، خلال تصريح للصحيفة الرسمية، أنه جرت تهيئة خمس ساحات بمساحات كبيرة، ستكون مرائب للتفويج العكسي، كما تم التنسيق مع قطاعات النقل الحكومي لتهيئة المركبات الخاصة بعمليات النقل الجماعي، للوافدين من وإلى مدينة كربلاء المقدسة.
ومن ضمن الأعمال الأخرى التي قامت بها الحكومة المحلية، أوضح الحبالي، أنه تم توسعة مداخل المدينة وتوفير جميع الخدمات فيها، سواء الصحية أو النقل أو غيرها، بغية تهيئة الأجواء الملائمة لإحياء مراسم الزيارة، مؤكداً استمرار التنسيق مع القيادات الأمنية، لتوفير أجواء آمنة خلال الزيارات المليونية، كما ستكون هناك متابعة مستمرة من المحافظ نصيف جاسم الخطابي، للإشراف على سير الأعمال واتخاذ الإجراءات الآنية، في حال حدوث أي أمر طارئ.
وناقش مجلس محافظة كربلاء المقدسة، قرار معالجة أزمة الكهرباء في المحافظة، من خلال زيادة الطاقة المجهزة، وحل مشاكل مراكز الصيانة، من خلال مفاتحة اللجنة العليا للطاقة ووزير الكهرباء.
أمنياً، أعدت قيادة شرطة كربلاء المقدسة، خطة أمنية محكمة لتأمين جميع الطرق التي يسلكها الزائرون، خلال شهر محرم الحرام.
وقال المسؤول الإعلامي لقيادة شرطة المحافظة، العقيد إحسان الأسدي، في تصريح للوكالة الرسمية، إن هناك استعدادات أمنية محكمة، تكثف الانتشار على جميع الطرق التي يسلكها الزائرون، من قبل قيادة عمليات كربلاء وقيادة شرطة كربلاء والأجهزة الأمنية الأخرى الاستخبارية وهيئة الحشد الشعبي، وجميع القطعات المشاركة في تأمين زيارة العاشر من المحرم، وبقية أيام الشهر.
وبحسب الأسدي، تستمر الخطة وفق محاور متعددة، تبدأ بالعمليات الاستباقية في المناطق الصحراوية والزراعية والمسطحات المائية، كذلك هناك خطة استخبارية وخطة مرورية لإدامة انسيابية الحركة، وفك الاختناقات المرورية في الطرق التي يسلكها الزائرون، باتجاه المدينة المقدسة، إلى جانب تكثيف الجهد الاستخباري والجهد الفني المتمثل بكاميرات المراقبة المنتشرة في عموم المحافظة، وتفعيل دور الكاميرات الذكية الموجودة في السيطرات الخارجية التي تم تغذيتها بقاعدة بيانات خاصة، من قبل وزارة الداخلية.
ولفت، إلى أن هذه الجهود سيرافقها جهد توعوي وتثقيفي، تنفذه ملاكات دائرة العلاقات والإعلام وقيادة شرطة كربلاء، يتمثل بحملات توعية وتثقيف لأصحاب المواكب الحسينية، بدءاً بالاهتمام بتوفير مستلزمات الصيانة في المواكب، وإيصال المعلومة الأمنية إلى الأجهزة الأمنية المختصة.
إلى ذلك، أنهت العتبة الحسينية المقدسة، استعداداتها لاستقبال شهر محرم الحرام، واستقبال ملايين الزائرين في يوم عاشوراء.
وبخصوص تلك الاستعدادات، قال مسؤول حفظ النظام بالعتبة الحسينية، رسول فضالة، في تصريح صحفي، إنه بتوجيه من المتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة والأمين العام للعتبة، تم عقد اجتماع حضرته جميع الأقسام المعنية بشهر محرم الحرام، لبحث الاستعدادات لهذا الشهر، لاسيما يوم تبديل الراية التي تؤذن بقدوم شهر محرم الحرام.
وأكمل، أن قسم حفظ النظام أعد خطة متكاملة لهذه الليلة المباركة، لاستقبال الجموع الغفيرة من الزوار، وتم تحديد أبواب الدخول وأبواب الخروج، وتم وضع خطة للمنصة داخل الصحن، وخطة لنشر مفارز الدفاع المدني في محيط العتبة المقدسة.
وأضاف فضالة، أن هناك تعاوناً وتنسيقاً عاليين بين العتبة المقدسة وهيئة الصحة والتعليم الطبي، لنشر المفارز الطبية داخل الصحن الشريف، وستشارك في مراسيم الليلة الأولى وما بعدها أعداد كبيرة من المتطوعين، وكذلك تم وضع الحواجز لأبواب الدخول، ونشر السواد داخل الحرم الشريف من قبل الأقسام المعنية، وستشهد تلك الاستعدادات تصاعداً مستمراً يوماً بعد يوم، لحين الانتهاء من مراسيم الزيارة المباركة.
وفي ذات السياق، بدأت المواكب الحسينية في محافظة كربلاء المقدسة، بنصب التكيات وسرادق العزاء في شوارع المدينة، استعداداً لإحياء شعائر العزاء التي تستمر إلى ما بعد الثالث عشر من المحرم، والتي تهدف إلى تكريم ذكرى سيد الشهداء (ع)، والتذكير بتضحياته.
وتحدث كفلاء عدد من الأطراف العزائية، في تصريحات لهم، أن المواكب الحسينية تشكل استمراراً لروح معركة الطف الخالدة، حيث أصبحت أيام عاشوراء جزءاً لا يتجزأ من الزيارات المليونية التي يشهدها العراق.
وأشاروا، إلى أن هذه المواكب توفر للزوار، سواء من داخل البلاد أو من خارجها، كل ما يحتاجونه من مأكل ومسكن وحتى ملابس، مما يعكس روح التضامن والخدمة.
وتطرق كفلاء عدد من الأطراف العزائية، إلى التفاعل الواسع لمختلف الطوائف والقوميات من جميع أنحاء العالم، مع القضية الحسينية، لافتين إلى أن رسالة الإمام الحسين (ع) تتجاوز الحدود المذهبية، حيث يمثل رمزاً للحرية والكرامة لكل الأحرار في العالم، هذه الرسالة العالمية تجذب الزوار والأحرار من شتى أنحاء العالم، مما يعزز من مكانة كربلاء كمركز للإخاء والتآزر بين الشعوب.
“وفتح قريب”
وفي هذا الصدد، مؤسسة الأمل الإعلامية، أطلقت حملة لشهر محرم الحرام 1446 هـ بعنوان “وفتح قريب”، التي تأتي كرسالة لكل مؤمن ومؤمنة، بأن النصر من الله تعالى ليس ببعيد، وأن الفتح الإلهي بظهور صاحب العصر والزمان أرواحنا له الفداء، سيتحقق إذا ما اجتهدنا في تحقيق شرائطه، مبيّنة أن هذه الحملة، تذكرنا بأن مهما كان مستوى الفساد والانحراف، فإن وعد الله بالنصر ثابت لا يتغير.
وتضمن بيان المؤسسة، أنه “في زمن تشتد فيه التحديات، وتتصاعد فيه محاولات طمس الهوية الإسلامية وتزييف الحقائق، ينبثق نور الأمل من شعارات تحمل في طياتها البشائر والثبات”.
وحول وسم (لن تمحو ذكرنا)، أشار، إلى أنه “يأتي ليكون تجسيداً لوعد السيدة زينب (ع)، بأن ذكر أهل البيت (عليهم السلام) وقيمهم النبيلة، سيبقى حياً في قلوب المؤمنين، هذا الهاشتاج يهدف إلى التأكيد على الحفاظ على ذكر أهل البيت (عليهم السلام) ونشر مبادئهم في المجتمع، لا سيما في شهر محرم الذي يحمل ذكريات ثورة الإمام الحسين (ع) ومقاومة الظلم والطغيان”.
ولفت البيان، إلى أن “الحفاظ على نهج أهل البيت (ع) والمقاومة ضد محاولات تزييف الهوية الإسلامية، هو ما يربط بين شعار (وفتح قريب) ووسم (لن تمحو ذكرنا)، إن وعد الله بالنصر والفتح، كما ورد في القرآن الكريم: ﴿ إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾ [سورة محمد، الآية: 7]، هو الوعد بالأمل وتأكيد على الثبات، بتحقيق وعد السيدة زينب (ع)، والحفاظ على ذكر أهل البيت (ع)، نكون قد وضعنا أنفسنا على طريق الفتح والنصر الإلهي”.
يشار إلى أن مرقدي الإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العباس (ع) في مدينة كربلاء المقدسة، اكتسيا بمظاهر الحزن والعزاء.
وبدأت العتبتان الحسينية والعباسية بالاستعداد لاستقبال شهر الأحزان، حيث تمت تغطية الجدران والأروقة بلافتات سوداء مطرزة بعبارات تعبر عن الألم والفاجعة لاستشهاد الإمام الحسين (ع) وأهل بيته وأصحابه.
ومن المتوقع أن يشارك الملايين في الشعائر الحسينية، كما هو الحال في كل عام، في جو من الحزن العميق والتأمل في تضحية الإمام الحسين (ع) وأهل بيته وأصحابه.
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرام: النعيم نيوز
لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التالي: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية
كما يمكنك أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرام: النعيم نيوز