أقيمت صلاة الجمعة المباركة في مسجد وحسينية الإمام الحسن المجتبى ( ع ) في خانقين منطقة علي مراد بإمامة سماحة الشيخ ( زهير التميمي ) “دام توفيقه” وبحضور جمع مبارك من المؤمنين .
وكانت الخطبة الأولى لصلاة الجمعة بإمامة سماحة الشيخ زهير التميمي بعنوان الخطبة الأولى : ( دور المرجعية في حماية الدين ). والثانية بعنوان ( نفحات من ذكرى شهادة الامام الجواد “ع” ) .
أُقيمت صلاة الجمعة المباركة في قضاء خانقين مسجد الإمام الحسن المجتبى سلام الله عليه بتاريخ ٢٩ ذي القعدة وكان عنوان الخطبة درس عملي من حياة الإمام الجواد سلام الله عليه في ذكرى استشهاده (إصلاح الذات )
عظم الله اجورالمؤمنين ونعزيكم بذكرى شهادة تاسع أئمة الهدى ومصابيح الدجى الإمام محمد الجواد سلام الله عليه ومما روي عنه أنه قال( من سلامة الإنسان قلة حفظه لعيوب غيره وعنايته بأصلاح عيوب نفسه )
إن من يقرأ سيرة أهل البيت عليهم السلام بموضوعية وانصاف يكتشف تميزهم وتفوقهم على من سواهم وهنا أوضح معلمين بارزين في سيرتهم سلام الله عليهم
اولا.الممارسة الطاهرة النقية في هذه الحياة فسلوكهم واضح ونقي ولا يستطيع أحد أن يجد فيه ثغرة أو نقطة ضعف رغم الظروف التي عاشوها والتاريخ شاهد على ذلك ..
ثانياً.. العطاء الذي قدّمه اهل البيت عليهم السلام للأمة ليس له نظير فمن يقرا سيرتهم احاديثهم يدرك عمق المعرفة الايمانية التي يتحلون بها سلام الله عليهم
ومن هنا ندرك أن إمامنا الجواد سلام الله عليه رغم صغر سنه ووجوده بين مناوئيه إلا أنه استطاع أن يفرض مكانته وفضله فأعترف له بالفضل العلماء الذين يعيشون حالة المنافسة مع اهل البيت…
فهذا عم أبي الإمام الجواد عليه السلام وهو علي إبن جعفر الصادق عليه السلام على كبر سنه ومكانته العلمية بين الناس إلا أن الرواية تقول عندما دخل أبو جعفر الإمام الجواد عليه السلام مسجد رسول الله صلى الله عليه واله وثب علي إبن جعفر الصادق بلا حذاء ولا رداء وقبّل يدي الإمام الجواد سلام الله عليه وعظّمه فقال له الإمام الجواد ع يا عم اجلس رحمك الله فقال يا سيدي كيف اجلس وانت قائم فلما رجع علب إبن جعفر الى مجلسه جعل اصحابه يوبخونه ويقولون انت عم أبيه وانت تفعل به هذا الفعل (وما اكثرهم في زماننا هذا ) فقال اسكتوا إذا كان الله عز وجل وقبض على لحيته لم يؤهل هذه الشيبة وأهّل هذا الفتى ووضعه حيث وضعه أؤنكر فضله نعوذ بالله مما تقولون بل أنا له عبد….
وبالرغم إن الكمال لله ولمن عصمهم الله بفضله ورحمته وإلا فإن الانسان معرض للخطأ والسليم من يتوجه لأكتشاف عيوبه واصلاحها لا أن يشغل باله بأخطاء وعيوب الآخرين فقد ورد عن الإمام الجواد ع أنه قال (ثلاث يبلغن العبد رضوان الله تعالى كثرة الإستغفار ولين الجانب وكثرة الصدقة ) ..
فالإنسان في قراراته وتصرفاته قد يكون مخطأً او مصيبا فليس هناك ممن يدعي العصمة لنفسه بل حتى من عصمهم الله تبارك وتعالى وطهرهم فإنهم سلام الله عليهم في علاقتهم مع الله جل جلاله يظهرون الخضوع والخشوع ويُقّرون لله بالتقصير ويطلبون منه العفو والرحمة وهذا السلوك هو لتعليم وتربية الامة وإلا فإن سعادة الإنسان أن يكون له ممن ينصحه ويعظه فهي فرصة لمراجعة الذات وأما من يتسامى عن النصيحة الموعظة فيرى نفسه فوق الخطأ وما اكثرهم في زماننا خاصة من يستغي بالمال والمنصب والجاه واصبحت المادة تتحكم في حياتهم وبتعبير القرآن الكريم(وإذا قيل له اتقِ الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المعاد ) مع أن الناصح ليس له منفعة في ذلك ومما ورد عن أمير المؤمنين سلام الله عليه(من لم يكن أملك شيء به عقله لم ينتفع بموعظة ) ومما روي عن إمامنا الجواد سلام الله عليه(ما عظمت نعمة الله على أحد إلا عظُمت عليه مؤونة الناس فمن لم يحتمل تلك المؤونة عرّض النعمة للزوال ) فنعم آلله على الإنسان متعددة نعمة العلم ونعمة المنصب ونعمة المادة ووووبمقدار ما يتوفر للإنسان من هذه النعم فإنه يصبح مقصدا لحوائج المحتاجين وألا تكون النعم التي سبغها الله اليك حكراً علىصاحب النعمة وحده فإن هناك نسبة وتناسب بين نعم الله وبين حاجات الناس اليه وإلا فانها معرضة للزوال ولاتنفع الحسرة والندامة إذا لم توظف لما وجدت له ..
وما لُقب صاحب الذكرى الإمام الجواد بهذا اللقب إلا لكونه عنواناً مجسداً للجود فقد كان الجود والسخاء خصال مميزة حياة الإمام الجواد عليه السلام فإن القياس الحقيقي ليس في مدة العمر وإنما في نوعية الحياة التي يعيشها الإنسان والكفاءة التي يملكها والانجاز الذي يقدمه وكما قال الشاعر..
قُل كيف عاش ولا تقل كم عاش …من جعل الحياة الى علاه سبيلا …
فعندما فتح رسول الله صلى الله عليه واله مكة ولّى عليها عتاب إبن أسيد وعمره احدى وعشرين سنة وأمره أن يصلي بالناس فكان ذلك القرار يخالف الحالة السائدة فكيف بشاب صغير يُقدم عل الشخصيات وكبار القوم فلما علم رسول الله صلى الله عليه واله بهذه التساؤلات قال فيما روي عنه (ولا يحتجَّ مُحتجٌ منكم في مُخالفته
بصغر سنه فليس الاكبر هو الافضل بل الأفضل هو الأكبر ) التفاته عظيمة من الرسول الأعظم صلى الله عليه واله لهذه الأمة التي يحكمها المال والمناصب وكثرة الإتباع والخ وننسى تلبية النداء الالهي ((يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم )) ونحن مقبلون على ايام مباركة وخاصة العسرة الاولى من ذي الحجة ففيها صلاة ثوابها تجعل صاحبها يشارك الحجاج وتذكروا دائما حديث الإمام الجواد عليه السلام(نعمة لا تُشكر كسيئة لا تُغفر ) يالهُ من تشبيه خطير بحيث يكون عدم الشكر على النعمة سيئة لا تُغفر واختم بحديث الإمام الرضا عليه السلام(من لم يشكر المنعم من المخلوقين لم يشكر الله عز وجل )
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرام: النعيم نيوز
لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التالي: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية
كما يمكنك أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرام: النعيم نيوز