الواجهة الرئيسيةمحلي
أخر الأخبار

ما بين أسباب ومعالجات.. أسعار اللحوم الحمراء في الأسواق العراقية تلتهب

بغداد_النعيم نيوز

 

تشهد الأسواق العراقية ارتفاعاً في أسعار اللحوم الحمراء، حيث وصل سعر الكيلو غرام الواحد إلى 25 ألف دينار عراقي، وهذا الأمر سرعان ما ألقى بظلاله على الوضع الاقتصادي للأسر ذات الدخل المحدود والمتوسط، ناهيك عن المخاوف من استمرار ارتفاع الأسعار مع قرب حلول شهر رمضان.

 

تتعدد أسباب ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء، فهناك من يعزوها إلى ارتفاع أسعار الأعلاف بسبب قلة المراعي خلال الصيف، ويرى آخرون أن جشع التجار وحالات الاستغلال من قبلهم هي التي تساهم بهذا الارتفاع، إضافة إلى أسباب أخرى.

طلب متزايد

 

وبحسب توضيح رسمي صادر عن وزارة الزراعة حول أسباب ارتفاع أسعار اللحوم، فأولها الطلب المحلي المتزايد بشكل كبير على اللحوم الحمراء المحلية، تحديداً لاتجاه ذائقة المواطن العراقي باتجاهها، بعيداً عن اللحوم المستوردة والتي هي متوافرة في الأسواق بأسعار معتدلة.

وثانيها انتقال جميع مربي الماشية باتجاه مناطق البادية، لوجود المياه والبساط العلفي الأخضر في هذه المناطق بفعل أمطار الخير التي هطلت في أيام الشتاء الحالي، والذي يوفر لهم بيئة مناسبة لتربية وتسمين مواشيهم، وأيضاً نفوق آلاف رؤوس حيوانات الجاموس في مناطق الأهوار، نتيجة لجفاف مساحات واسعة منها في فصل الصيف الماضي.

وتبلغ حاجة الفرد العراقي 12 كيلو غرام سنوياً من اللحوم، مايعني أن العراق يحتاج لأكثر من 500 ألف طن من اللحوم الحمراء سنوياً، بينما لا ينتج أكثر من 195 ألف طن سنوياً، مايعني أن الإنتاج يغطي أقل من 40% من الحاجة، لتبلغ نسبة العجز أكثر من 60%، ليأتي تهريب الأغنام العراقية كسبب إضافي، يجعل العرض غير قادر على سد الطلب.

وفي ذات السياق، تحدث المستشار المالي لرئيس الوزراء، مظهر محمد صالح، عن 3 عوامل موسمية مؤقتة، تسببت في ارتفاع بعض أسعار السلع الغذائية، لاسيما الحيوانية منها مع اقتراب شهر رمضان.

السبب الأول، الشح الإنتاجي في الموسم الزراعي الشتوي المحلي، وهي ظاهرة طبيعية موسمية في بلادنا، والاعتماد على المنتجات المستوردة بنسب فائقة تبلغ أكثر من 80%، في سد احتياجات البلاد.

وأما السبب الثاني: هو إيقاف العمل ببحيرات الأسماك لقضايا الأمن المائي، ما أثر في أسعار اللحوم الحمراء المحلية بزيادة الطلب عليها.

وبالنسبة للسبب الأخير: فإن السنة الحالية تعد سنة رطبة من حيث وفرة الأمطار، إذ تتكاثر الأعشاب والمراعي فيها مما يزيد من ميول المربين إلى تكثير المواشي من دون التخلص منها بالذبح الجائر، كما كان يحصل سابقاً في سنوات الجفاف، وما يرافقه من انخفاض مفاجئ في الأسعار، ما ساعد على حجب اللحوم بشكل مؤقت وارتفاع أسعارها.

ووفقاً لصالح، فإن “ارتفاع أسعار اللحوم هو ارتفاع مؤقت وموسمي برمته، إذ تعتدل الأسعار مع الاعتدال الربيعي، والدخول في الموسم الصيفي”.

قرارات وإجراءات

 

وفيما يخص أهم المعالجات، تقرر خلال اجتماع هيئة الرأي لوزارة الزراعة، السماح باستيراد الأغنام والعجول لأغراض التربية والذبح، لغرض تنويع مصادر اللحوم مع اتباع الإجراءات الأصولية، كما جرت مناقشة تسهيل الإجراءات بخصوص حركة نقل الماشية بين المحافظات، وإزالة المعوقات أمام الإنتاج المحلي.

وناقش الاجتماع، أيضاً دعم قطاع الثروة الحيوانية من الأغنام والأبقار، لغرض توفير اللحوم بأسعار مناسبة للمستهلك، وتشكيل لجان متخصصة وبشكل عاجل لغرض تقديم خطة عمل متكاملة، وبضمنها الاستفادة من المنتجات في بعض الدول المتطورة في مجال الثروة الحيوانية مثل هولندا.

واستكمالاً لما ذكر سابقاً، صرح مدير عام دائرة الثروة الحيوانية، وليد محمد رزوقي، للوكالة الرسمية، بأنه “تمت الموافقة والسماح لإحدى الشركات بإدخال 17 ألف رأس عجل من المناشئ المعروفة، وهي البرازيل والإكوادور وكولومبيا”، مؤكداً أنها “بمواصفات جيدة جداً وعالية الجودة”.

وستزداد طلبات الاستيراد لهذه المواشي بشكل كبير، نتيجة سماح وزارة الزراعة ودائرة الثروة الحيوانية ودائرة البيطرة، بحرية الاستيراد من الدول المعروفة، وسيكون هذا الموضوع مستمراً، وسيساهم بشكل كبير في انخفاض أسعار اللحوم لمستويات مقبولة بالنسبة للمواطن العراقي”، والكلام هنا لرزوقي.

ووافق المجلس الوزاري للاقتصاد، خلال جلسته المنعقدة في 26/ 2/ 2024، على طلب وزارة الزراعة الذي قدمه الوزير عباس جبر المالكي، موصياً إلى مجلس الوزراء بتخفيض الرسوم الكمركية على الحيوانات الحية المستوردة لأغراض الذبح والتربية (المواشي والأغنام) بنسبة 50%، ولمدة سنة واحدة.

وفي وقت سابق، أطلقت وزارة التجارة، حملات كبرى لرفد السوق باللحوم والبيض، استعداداً لشهر رمضان.

وأكد وزير التجارة، أثير داود الغريري، في بيان، “فتح منافذ تسويقية جديدة بالتزامن مع شهر رمضان، لخلق التوازن والسيطرة على أسعار المواد الغذائية، في الأسواق المحلية”، مشيراً إلى “توسيع نطاق الحملات الرقابية وإجراءات صارمة بحق المتلاعبين بأسعار المواد الغذائية، تتزامن مع إجراءات الوزارة خلال شهر رمضان”.

 

عزوف عن الشراء

 

قال الباحث في الشأن الاقتصادي، عبد الرحمن الجبوري، إن “السلطات لم تتمكن من السيطرة على عمليات تهريب الأغنام من العراق نحو دول الجوار، بما فيها إيران وسورية، وهو ما أدى إلى تراجع المتوفر من الأغنام المحلية، والمعروف أن المواطن يرغب كثيراً باللحوم المحلية”.

وخلال حديثه لموقع “العربي الجديد”، أشار الجبوري، إلى أن “بعض التجار يستغلون العراقيين، وسبق أن أقدم جهاز الأمن الوطني على اعتقال المضاربين بالأسعار، ولا بد من تكرار هذه الحملة”.

وعن نتائج استمرار هذا الارتفاع، لفت الباحث في الشأن الاقتصادي، إلى أن “استمرار تصاعد أسعار اللحوم، سيؤدي إلى عزوف شريحة كبيرة من العراقيين عن شراء اللحوم، لا سيما وأن قيمة الدينار منخفضة منذ عامين، وهو ما سيزيد بالضرورة نسبة الفقر في البلاد”، مؤكداً أن “الحكومة قادرة على حلّ هذه المشكلة”.

وشاطره بنفس الرأي الخبير الاقتصادي، عمر الحلبوسي، والذي أرجع أسباب ارتفاع أسعار اللحوم، إلى “تزايد عمليات تهريب الأغنام من العراق نحو دول مجاورة، والذي أدى إلى تراجع كمية المعروض من الأغنام في السوق المحلية”.

وأضاف الحلبوسي، خلال تصريح لوكالات محلية، أنه “يضاف لذلك، أن الشعب العراقي يستهلك اللحوم بشكل كبير، وقد استغل التجار هذا الاستهلاك من أجل تحقيق أرباح كبيرة من خلال رفع أسعار اللحوم، كما أن غياب الردع الحكومي للتجار وضبط الأسعار، هو الآخر سبب من أسباب ارتفاع أسعار اللحوم”.

ومنذ شهر يوليو/تموز الماضي، أخذت أسعار اللحوم تتصاعد في الارتفاع تدريجياً، لكن الزيادة الأخيرة تجاوزت 5 دولارات على سعر الكيلوغرام الواحد، وهو أمر لاقى رفض شعبي، وأطلقت حملات على مواقع التواصل الاجتماعي تطالب بوضع حد لذلك، معتبرة أن ما يحدث من ارتفاع كبير وغير مبرر لأسعار اللحوم ومختلف المواد والسلع الغذائية والاستهلاكية، استغلالاً من قبل التجار والشركات، لارتفاع الطلب عليها مع حلول رمضان.

 

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا على تلغرامالنعيم نيوز

لمتابعتنا على فيسبوك يرجى الضغط على الرابط التاليالنعيم نيوز

كما يمكنك الاشتراك على قناتنا على منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا علىقناة النعيم الفضائية

كما يمكنك أيضا الاشتراك بقناتنا على الانستغرامالنعيم نيوز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى