‘بعد ليلة طويلة’…. البرلمان في العراق لا يزال بدون رئيس حتى إشعار آخر

بعد الكثير من الأحداث المتلاحقة ويوم طويل لم ينجح مجلس النواب في عقد الجولة الثانية من انتخابات رئيس بديل لمحمد الحلبوسي المستبعد بقرار من المحكمة الاتحادية العليا، وقررت الرئاسة رفع الجلسة حتى إشعار آخر غير مسمى.

الجولة الأولى

افتتح رئيس مجلس النواب بالنيابة، محسن المندلاوي، الجلسة الأولى للفصل التشريعي الحالي، والخاصة بانتخاب رئيس مجلس النواب.

وبحسب بيان أوردته الدائرة الإعلامية لمجلس النواب، فإن مجلس النواب يعقد جلسة انتخاب رئيسه بحضور 260 نائباً.

وأشار البيان إلى أن “عدد المرشحين لمنصب لنائب رئيس مجلس النواب، هم خمس نواب؛ محمود المشهداني، سالم العبساوي، شعلان الكريم، طلال الزوبعي، عبد الرحيم الشمري”.

ومع بدء الجلسة، انسحب النائب رحيم الشمري من سباق انتخاب رئيس للبرلمان.  فيما أكد الشمري في بيان، “احتفاظه بالحق القانوني بالترشح في الجولة الثانية إذا لم يتم حسم اختيار رئيس مجلس النواب في الجولة الأولى”.

وقد أنهى مجلس النواب الجولة الأولى من جلسة التصويت لاختيار رئيس البرلمان الجديد بتصدر المرشح عن تقدم شعلان الكريم مرشح حزب “تقدم” بزعامة الحلبوسي بـ152 صوتاً من أصل 313 نائباً حاضراً في الجلسة، بفارق كبير عن المرشحين الأربعة الآخرين النائب سالم العيساوي الذي حصد 97 صوتاً. والنائب طلال الزوبعي حقق صوتاً واحد. والنائب عامر عبدالجبار  حصد 6 أصوات. والنائب محمود المشهداني حصل على 48 صوتاً بالإضافة إلى 10أوراق باطلة

بعد ساعات من الانتظار… الجولة الثانية بدون نتيجة

حضر في الجولة الثانية للجلسة 232 نائباً، والتي اسؤنفت بعد ساعات من الجولة الأولى إثر وجود خلافات بين الأطراف السياسية على شخصية الفائز في الجولة الأول، شعلان الكريم.

وترددت العديد من الأنباء عن انسحاب مرشح “السيادة”، سالم العيساوي لصالح شعلان الكريم، بعد أن حل ثانياً في الجولة الأولى، لكن النائب مصطفى سند نفى صحة تلك الأنباء.

وخلال ذات الجولة، صوتّ المجلس على إضافة فقرة تعديلات ضمن النظام الداخلي للبرلمان المتمثلة بـ “إعادة هيئة رئاسة مجلس النواب كما كان سابقاً بدل الرئيس ونوابه”، بحيث تصبح الصلاحيات ملكاً للهيئة.

وأظهرت عدة مقاطع فيديو، نشوب مشادات كلامية بين النواب داخل قبة البرلمان عقب رفع الجلسة دون تصويت.

‘تأخير غير مبرر’… اعتراضات النواب

وعقب الجولة قرر رئيس المجلس بالنيابة محسن المندولاي إيقاف الجلسة للاستراحة مدة نصف ساعة، لكنها لم تعقد إلاّ بعد مرور نحو 5 ساعات بعد منتصف الليل وسط اعتراضات أبداها عدد من النواب.

وأثار التأخير “غير المبرر” حفيظة عدد من النواب من بينهم سروة عبد الواحد، التي كتبت عبر حسابها في منصة إكس، “فقط في البرلمان العراقي يتم قمع أصوات أغلب النواب، وكم سياسي خارج المجلس يعطلون الجلسة، في حين أن هذه الجلسة مهمة ودستورية، لكننا يجب أن ننتظر نزول الإلهام على النائب الأول لكي نكمل الإجراء الدستوري!!”.

وأضافت عبد الواحد، “أين يريدون أن يصلوا بالبرلمان؟! فهو معطل وغير فاعل في رقابته، والوحي ينزل بعد 12 ليلاً حينما تنام سندريلا!”

ما زلنا في انتظار إكمال النصف الساعة التي تم فيها تأجيل الجلسة منذ ثلاث ساعات”.

من جهته كتب السياسي مشعان الجبوري عبر حسابه في منصة إكس، “اذهبوا إلى النوم. لن تكتمل عملية انتخاب رئيس مجلس النواب الليلة، ليس لأن سالم العيساوي تراجع عن الانسحاب من المنافسة فقط، بل ثمة أسباب أخرى تتعلق بتحالف الإطار”.

وكتبت النائبة حنان الفتلاوي في تغريدة على موقع (X) أن “تأخير عقد الجلسة لغاية الآن استهانة صريحة بالنواب ومخالفة مؤسفة للنظام الداخلي فهل يعقل ان ننتظر الموافقة من خارج المجلس .. ادعو السيد المندلاوي لعقد الجلسة والالتزام بالنظام الداخلي”.

ومن جانبه اتهم النائب هيبت الحلبوسي، اليوم الاحد، نائبي رئيس البرلمان محسن المندلاوي وشاخوان عبد الله، بممارسة مخالفات تسببت بعرقلة جلسة اختيار رئيس البرلمان الجديد.

وقال الحلبوسي في تغريدة له. إن “النائبين مارسا خلافات أودت لعرقلة جلسة اختيار رئيس البرلمان على الرغم من اكتمال النصاب القانوني وانتظار النواب لساعات، الامر الذي يؤشر على عدم التزامهما. بقانون المجلس ونظامه الداخلي، ومساهمتهما بخلق الازمات للحيلولة دون فوز رئيس يتولى إدارة المجلس ويضع حدا لاجتهاداتهم الشخصية.”

اختلاف الأطراف السياسية

أعلنت كتلة دولة القانون النيابية، دعمها للنائب محمود المشهداني لتسلم منصب رئيس البرلمان العراقي.

وقد قال النائب عن الكتلة فراس المسلماوي في تصريحات، إن “المرحلة المقبلة تحتاج إلى شخصية معتدلة وطنية ونزيهة وتجربة سياسية سابقة، وألّا يكون له مشروع خارجي”، مردفا بالقول إن “هذه الصفات موجودة عند النائب محمود المشهداني، وله مقبولية عند الأوساط السنية والشيعية والكوردية ايضا”.

وأضاف أن “كتلة دولة القانون وجزء كبير من الإطار التنسيقي سيصوتون للمشهداني وهو شخصية تتوفر فيه جميع الصفات المطلوبة” وتابع القول، إن “المشهداني هو رئيس البرلمان القادم وما يفصلنا إلا ساعات عن اختياره”.

ومن جهته، قال محمد العلوي، القيادي في حزب تقدم الذي يتزعمه محمد الحلبوسي، في تصريحات، إنه “لا يوجد شيء بالسياسة اسمه أمر محسوم، ولهذا انتخاب رئيس البرلمان ليس محسوما، خصوصاً هذه العملية الانتخابية مرتبطة بأكثر من (300) نائب”.

وكانت كتلة تقدم النيابية، التابعة لزعيم الحزب ورئيس البرلمان المبعد قضائياً، محمد الحلبوسي قد أعلنت الجمعة، ترشيح شعلان الكريم لرئاسة البرلمان بشكل رسمي وباجماع نواب الكتلة، في تأكيد لمعلومات أوردتها وكالة شفق نيوز من داخل الحزب عن ترشيح المومأ إليه قبيل انعقاد جلسة البرلمان بهذا الشأن.

حيث أكد النائب عن كتلة “تقدم” النيابية فهد الراشد ، أن المرشح الوحيد من كتلته لشغل منصب رئيس مجلس النواب هو شعلان الكريم

وكان قد حدد مجلس النواب العراقي جلسة، يوم أمس السبت، لانتخاب رئيس جديد له، بديلاً عن محمد الحلبوسي

والجدير بالذكر أن المحكمة الاتحادية العليا، أعلى سلطة قضائية في العراق، أنهت منتصف نوفمبر، رئاسة محمد الحلبوسي. بناء على دعوى “تزوير” تقدم بها أحد النواب.

وعلى إثر الحكم، قررت رئاسة مجلس النواب العراقي إنهاء عضوية رئيس المجلس محمد الحلبوسي بشكل رسمي.

ومنذ إنهاء عضوية الحلبوسي في مجلس النواب، عقد المجلس عدة جلسات لانتخاب رئيس جديد، له إلا أنه لم يتم طرح الموضوع في تلك الجلسات بسبب عدم اتفاق رؤساء الكتل السياسية على المرشح البديل

ويضم البرلمان العراقي 329 نائباً وتملك أحزاب وتيارات شيعية معظمها مقربة من إيران، الغالبية فيه.

وتتقاسم السلطات الثلاث في العراق المتعدد الطوائف والاثنيات، بين مكونات مختلفة، حيث تعود رئاسة الجمهورية تقليدا إلى الأكراد، ورئاسة الوزراء إلى الشيعة، ورئاسة البرلمان إلى السنة.

وغالباً ما يتطلب انتخاب وتعيين رؤساء السلطات الأساسية في البلاد وقتاً طويلاً ومفاوضات شاقة قد تدوم أشهرا.

لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا في موقع التلغرام: النعيم نيوز

ولمتابعتنا على موقع فيسبوك يرجى الضغط أيضا على الرابط التالي: النعيم نيوز

كما يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية

ولا تنسى أيضا الاشتراك في قناتنا على موقع الانستغرام: النعيم نيوز