أقيمت صلاة الجمعة المباركة في مسجد وحسينية الإمام الحسن المجتبى ( ع ) في خانقين_منطقة_علي_مراد بإمامة سماحة الشيخ حسين المندلاوي وبحضور جمع مبارك من المؤمنين .
وذكر مراسل “النعيم نيوز”. إن “صلاة الجمعة أقيمت في مسجد وحسينية الإمام الحسين (ع) تحت عنوان ( الزهراء والوعد الرسالي)
نهنئكم جميعاً بمناسبة ولادة السيدة فاطمة الزهراء ( ع)
عندما نريد الانفتاح على الرحاب الواسعة التي كانت تعيش فيها سيدتنا فاطمة الزهراء ، فإننا لا نستطيع أن نتابع هذا المدى الواسع الذي تتمثل فيه هذه الآفاق، فما يفكّر فيه العظماء الرساليون وما يعيشونه ويتحسّسونه ويتطلّعون إليه -وهو يمثل العمق في الجانب الشخصي- لم يحدثنا التاريخ عن كثير منه؛ لأنّ ما يعيشونه مع الله لا يستطيع أحدٌ أن يعبّر عنه ويحدَّده وإن كان يحس به في وجدانه .
وهكذا عندما نشمُّ الوردة ، فإننا لا نستطيع أن نتحدّث عن العطر الذي شممناه بشكل دقيق ؛ لأنّ هناك أشياء تُحسّ ولا يمكن التعبير عنها . لذلك ما يأتينا من العظماء من كلمات لا تمثِّل كلَّ أفكارهم وكلَّ تطلّعاتهم .
الزهراء الوعد الرسالي :
عندما ندرس حياة الزهراء ، لا نجد في حياتها المبكرة أنّها عاشت طفولة الأطفال من لهو وعبث ولعب؛ فطفولتها لا تحمل أية فرصة لذلك.. لقد فتحت عينيها على الحياة، وإذا بأبيها رسول الله يأتي بين وقت وآخر مثقلاً بكل ما يلقيه عليه المشركون من ضغوط وأعباء وآلام.. فكانت تتحسّس آلام الرسالة والرسول معاً، ومَن يختزن في وعيه الطفولي المبكر آلام الرسول وآلام الرسالة، كيف يفسح له الوقت أن يعبث أو يلهو أو يلعب ؟!
وكانت رعايتها لأبيها يفوق الوصف، وإن كان التاريخ لم يفصل لنا الجانب التاريخي السردي منه إلا أنّ شهادة أبيها الرسول في وصفه لها خير دليل على تلك الرعاية العجيبة حيث يقول : ” فاطمة أم أبيها ” ، فهذه الصفة (الكنية) تفتح لنا آفاق الاستغـراق العميق ، لكي لا يدرك الإنسان من شاطئ الحقيقة إلا أنّ علياً وفاطمة وخديجة وأبا طالب وقود الانطلاق لرسالة النبي لا تقف أمام معنوياتها حواجز الدهر.
وفي الجانب الآخر يخاطبها حفيدها الإمام الحجة المهدي (عج) بقوله: ” وَفِي ابْنَةِ رَسُولِ اللهِ لِي أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ “.
وتابع الشيخ في خطبة صلاة الجمعة أن هذا المقطع الخصب يقف الإنسان فيه أمام رؤيتين :
الأولى: يستطيع الإنسان بإقتدائه بالزهراء أن يصل إلى النموذج الكامل للإنسان المسلم في كلِّ مجالات الحياة مادية ومعنوية ، فهي القدوة في الصبر والاستقامة والصمود والمعرفة .
الثانية : أننا لا نستطيع أن نفصل في حاجتنا للقدوة بين المرأة والرجل.. فالمرأة عندما تختزن حيوية الرسالة في داخل شخصيتها، فإنها تنطلق من خلال شخصيتها كإنسانة تشترك مع الرجل في القاعدة العامة التي تنتج فكراً وحركة ووعياً .
فالمرأة النموذج هي الإنسان الذي يمثل قدوة للرجل والمرأة على السواء.. والقرآن الكريم قد جعل المرأة في واقعها السلبي والإيجابي مثلاً للرجل والنساء معاً ، ولم يجعل المرأة مثلاً للمرأة ليجعل الرجل مثلاً للرجل .. ﴿ ضَرَبَ اللهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمْرَأَةَ نُوحٍ وَامْرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئًا وَقِيلَ ادْخُلَا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ * وَضَرَبَ اللهُ مَثَلًا لِلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ * وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ ﴾.
الزهراء المُعلِّمة
هناك نقطة مهمة جداً، قد لا ينتبه إليها الكثيرون، وهي أنّ فاطمة الزهراء هي أولُ مَن ألّف كتاباً في الإسلام ، ولم يُنقل أنّ رجلاً أو امرأةً ألّف كتاباً في ذلك الوقت .
(مصحف الزهراء) هو كتاب الزهراء ، كان اهتمامها بالعلم وبحديث رسول الله وبأحكام الإسلام ، بحيث كانت تسجِّل ما تسمعه من رسول الله مباشرة أو من علي عن رسول الله … وكتبت هذا الكتاب الذي تناقله الأئمة ، حتى أنّ الصادق كان ينقل عنه بعض الأحكام الشرعية، فيسأله الناس ما ذلك؟ فيقول : هذا من مصحف جدّتنا فاطمة الزهراء .
وربما انطلق بعض الناس الذين يحقدون على خط أهل البيت ليتحدثوا أنّ للشيعة مصحفاً غير هذا المصحف، ولهم قرآن غير هذا القرآن، وهو مصحف الزهراء ، ويقولون إنّ الصادق كان يتحدث فيقول: ” إنّ حجمه هو أكثر من حجم مصحفكم هذا -أي القرآن- بثلاث مرّات ” ، ولكن ما ورد في الحديث عن هذا المصحف انطلق ليتحدث عن أنّ فيه كثيراً من الأحكام الشرعية.
ولكنّ الشيء الذي عرفناه عن الإمام الصادق مما ثبت ، أنّ هذا الكتاب يشتمل على مفردات الأحكام الشرعية والمعارف الإسلامية .
ولم تكتفِ الزهراء -كما ينقل لنا تاريخها- بأن تكتب، بل كانت تلقي بذلك على نساء المهاجرين والأنصار ، وكانت لها ” حوزة ” تجتمع النساء لديها ، وكانت تلقي عليهنّ ما تعلّمته من رسول الله .
لتصلك آخر الأخبار تابعنا على قناتنا في موقع التلغرام: النعيم نيوز
ولمتابعتنا على موقع فيسبوك يرجى الضغط أيضا على الرابط التالي: النعيم نيوز
كما يمكنك الاشتراك أيضا على قناتنا في منصة يوتيوب لمتابعة برامجنا على: قناة النعيم الفضائية
ولا تنسى أيضا الاشتراك في قناتنا على موقع الانستغرام: النعيم نيوز